الفضيلة اليوم لم تعد فعلًا، بل عرض متقن على منصة الحياة: منشور، اقتباس، تعليق متزن.

كل شيء يبدو أخلاقيًا… طالما لا يثقل على كاهل راحتنا.

الرذيلة، من جانبها، بلا مواثيق، صريحة، فورية، حرة.

تصرخ في وجه الضمير، تتحرك حيث تتوقف الفضيلة، وتترك أثرها حيث تجرؤ فقط الجرأة.

المفارقة الرنانة:

الفضيلة مؤجلة، كسولة، تتربص في الزوايا،

الرذيلة جريئة، مشاكسة، لكنها دائمًا مكشوفة، عارية أمام الحقيقة.

نختار الفضيلة الشكلية، نتباهى بها كما نتباهى بملابس باهتة،

لكن كل رغبة صغيرة للرذيلة تشعل شعلة الحرية التي لا تستطيع الفضيلة إشعالها.

الكسل صار فضيلة، والجرأة صارت رذيلة.

"الفضيلة تحتاج إلى جهد لا نريد دفعه، والرذيلة تحتاج إلى شجاعة لا نجرؤ عليها."

وفي النهاية، في هذا الزمن الغامض، نعيش بين قناع الفضيلة وصرخة الرذيلة،

عالم تُسخر فيه الفضائل، وتكشف فيه الرذائل عن صدقها المظلم.