منذ أن حلّ الشتاء، مطر لا يتوقف عن الهطول. أرصفة مبتلّة، شبابيك مغلقة، وبركة صغيرة على الأرض تعكس حال السماء.
في زاوية المدخل، مظلّة قديمة لكنها نظيفة معلقة. لم تلمسها قطرة ماء واحدة. تنظر إلى النافذة قالت : "أليس هذا فصلي؟ أليست هذه اللحظة التي وُجدت لأجلها؟" ردّ عليها الحذاء المبتلّ، وهو يقطر على الأرض: "صحيح… لكنهم يخافون أن تتكسري. لذا استغنوا عنك." ردت المظلّة: "ضننت أني صممت خِصّيصا لأقيهم مياه المطر." تنهد الحذاء ثم أجاب: "بماءا أجيب؟ والآن الحماية شيء يتم تخزينه… لا استخدامه. واصلي حياتك مع هذه الفكرة"
وفي الصباح وبعدما خف المطر قليلا، وقبل أن يخرج الطفل الصغير من البيت، أخذ المظلّة وركض بها تحت قطرات المطر، ضاحكا وهو يدور بها كأنها جناح طائر.
ابتلت المظلّة للمرة الأولى… وهي تبتسم، لم تبتل تحت عاصفة هوجاء بل تحت قطرات مطر ناعمة.
التعليقات