في غرفة متهالكة، دقت عقارب الساعة القديمة معلنة عن بداية روتين اعتدته هاته الأيام، وكأن الوقت حلقة مسجلة لا تكاد تنتهي حتى يُعاد بثها.استيقظت من سريري -الذي أصدر صريرا بدا وكأنه يتذمر -  اتجهت بخطوات متثاقلة،وأنا أدندن وقع أقدامي بعبثية.لا أدري إلى أين؛فكل الاتجاهات متماثلة وتقود إلى نفس الحدث، يبدو الواقع منفصلا عني، وكأنني معزول في لوحة قديمة منسية.أراني أسير لكنني لا استشعر سوى رمادية الأشياء حولي.وبينما كنت غارقا في نشوة اللاشعور، أثار ذهني تساؤل مفاجئ؛ هل السعادة بتلك الأهمية؟هل يُقاس عمر الإنسان بكمية السعادة التي عاشها؟! ألا يمكنه أن يكون مجرد حلم عابر يُطوى وتهوي به الصروف إلى ما مضى. هل يجب أن يبقى الأثر؟ استفقت من شرودي على دندنة الصحن ابتسمت بسخرية على حالي، لم أدرك متى أخذت موقعي على طاولة الأكل. تبدو الاطباق متشابهة،والوجوه المألوفة كأنها أطياف باهتة. لم يتسم كل ما حولي بالرمادية؟