الماء…
كائن شفاف، لا لون له، لا رائحة، لا شكل، لا طعم محدد…
ومع ذلك، هو سرّ الحياة كلها.
كأنّه "الشيء الوحيد" الذي لا يمكن وصفه بدقة،
لكنك إن فقدته، شعرت أن الكون كلّه فقد روحه.
---
الماء: مولود من نقيضين
حين تنظر في تركيب الماء، تكتشف مفارقة غريبة:
إنه مكوّن من ذرة أكسجين، وذرتين من الهيدروجين.
لكن ماذا يعني ذلك؟
الأكسجين: هو الهواء، التنفّس، الحياة… بدونه نموت.
الهيدروجين: هو شرارة، طاقة… لكنه شديد الانفجار، قد يُسبّب دمارًا.
فكيف اجتمع هذان النقيضان؟
واختلط "الهواء" بالـ"شرارة"، لينتج شيئًا اسمه "الماء"...
الذي يحيي الأرض، ويطفئ النيران، ويُنعش الأجساد،
لكنه أيضًا… قد يُغرق، يُدمّر، ويجرف المدن بأكملها!
> الماء إذًا ليس خيرًا ولا شرًا... إنه طاقة مطلقة، لها القدرة أن تكون أي شيء.
---
الماء: لغة الحياة
الماء لا يتحدث… لكنه يُخبرك بكل شيء:
حين تلمسه فتشعر بالبرد أو الانتعاش، فهو يُخاطب جلدك.
حين تراه ساكنًا، يمنحك راحة.
وحين تجده مضطربًا، يُربكك من الداخل.
الماء يتحدث بلغة لا تحتاج إلى كلمات.
والماء هو الدليل الأول على الحياة:
كل كائن حيّ فيه ماء.
إذا مات، جفّ.
حتى الأرض بدون ماء… تصبح صحراء ميتة.
فالماء إذًا هو "علامة الحياة"...
ومن لا يملك ماءً، لا يُمكن أن يُقال عنه حي.
---
الماء: الكائن الذي لا يمكن تصنيفه
الغريب في الماء أنه لا يتبع أي قاعدة:
ليس له شكل، لكنه يأخذ شكل كل شيء.
لا لون له، لكنه يعكس كل الألوان.
لا طعم له، لكنه يحمل نكهات الأرض كلها.
لا رائحة له، لكنه قد يحمل رائحة المطر، والبحر، وحتى الذكريات.
> الماء يمتلك احتمالية أن يكون أي شيء… لكنه لا يدّعي شيئًا.
---
الماء: السلام والدمار في آنٍ واحد
الماء قد يُطفئ حريقًا…
وقد يكون طوفانًا يُغرق مدينة بأكملها.
هو الذي يروي الأرض…
وهو الذي يُمكن أن يمحوها.
هو الذي يُشرب…
وهو الذي قد يغرقك.
> الماء ليس طيبًا ولا شريرًا… إنه انعكاس لما تستخدمه لأجله.
---
سؤال فلسفي أخير:
> إذا كان الماء مكوَّنًا من "تنفّس" و"انفجار"...
فهل نحن – كبشر – مثل الماء؟
نمتلك في داخلنا القدرة على أن نُحيي… أو نُدمّر؟
وهل غياب الماء... هو غياب الحياة، أم غياب التوازن بين النقيضين؟
---
تمهيد ختامي قبل التوقيع:
الماء لا يُمكنك الإمساك به... لكنه هو الذي يُمسك بالحياة من أطرافها كلها.
توقيع الكاتب:
بقلم: ملك غير متوَّج | ملك عقول
التعليقات