السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

حاولتُ قدر الإمكان أن أنام باكرًا في الأمس كي أستيقظ لصلاة الفجر، لكنّي لم أوفّق في النوم مبكرًا. رغم ذلك، عقدت العزم على الاستيقاظ في الفجر حتى وإن لم أنل قسطًا كافيًا من النوم، لأعوّد جسدي على النظام. والحمد لله، استيقظت، صليت، قرأت وردي وأذكاري، وبدأت بحل بقية الفصل السادس في الفيزياء.

كانت البداية صعبة جدًا، واستغرقت قرابة أربع ساعات أو أكثر في الحل. فقررت تجربة ما نصحتموني به مسبقًا: تقنية البومودورو. بدأت بالحساب ٥٠ دقيقة مذاكرة، ثم ١٠ دقائق راحة، وكررت ذلك أربع مرات. وبعدما أنهيت معظم الحل، شعرت أن طاقتي استُنزفت، فتناولت فطورًا خفيفًا رغم أنني لا أحب تناول الفطور، لأستعيد تركيزي.

بعدها بدأت بمذاكرة بقية الوحدة الثانية في النحو، والحمد لله أنهيتها أخيرًا بعد عناء. ثم أذّن الظهر، فصلّيته، وقررت استكشاف العضوية في الكيمياء. بدأت بمراجعة الهيدروكربونات، لكن لم أفهم كثيرًا من الشرح، لأنه كان مجملًا رغم طول مدته. فقررت كتابة ما فهمته وما لم أفهمه، ثم بحثت عن شرح تفصيلي، وشاهدت درسين بسرعة مضاعفة، وسجلت ملاحظات مهمة.

حين أذّن العصر، صليت، ثم شعرت بالحاجة إلى استراحة، فبدأت بتنظيف البيت سريعًا، وأعددت لنفسي كوب نسكافيه، ثم استمعت إلى جزء من بودكاست "وعي"، وشعرت براحة نفسية غريبة. تبعت هذا الهدوء بقراءة سورة "يس"، التي أحبها حبًا لا يوصف، وفعلاً أحسست براحة كبيرة بعدها.

عدت للمذاكرة، وبدأت بحل أسئلة على الهيدروكربونات. أول عشرين سؤالًا كانت سلسة نسبيًا، مع بعض الأخطاء البسيطة، لكن الصعوبة بدأت تتزايد مع التقدم، واستغرق مني كل سؤال وقتًا طويلًا. وصلت للسؤال الاربعون بمعجزة تقريبًا، وكنت على وشك البكاء من الإحباط. لكن أذان المغرب أنقذني حرفيًا، شعرت أن الله يناديني ليطمئنني ويعيد إليّ الأمل. صليت، ثم فتحت أوراقًا قديمة كنت قد كتبت فيها مشاعري منذ بداية هذا العام. لم أكن أجيد التعبير كثيرًا بالحديث ، لكن كنت أكتب كل ما بداخلي داخل هذه الأوراق … أحيانًا حزنًا، وأحيانًا فرحًا، وأحيانًا كانت الكلمات دموعًا مازال آثارها علي الأوراق.

بعدما قرأت ما كتبت سابقًا، شعرت بتحفيز داخلي لأكمل. عدت للحل في العضوية، لكنها كانت لا تزال صعبة. فقررت أن أغير نظرتي للأمر: لا يهم عدد الأسئلة التي أحلها في الساعة، بل ما الذي تعلمته واستنتجته في تلك الساعة. المهم هو "الكيف"، وليس "الكم". وجدت في هذا التغيير راحة كبيرة.

كعادتها، نادتني أمي لتناول الطعام، فأعددت السفرة وجلست معهم لتناول الطعام . فالحمد لله على النعم التي لا تُحصى ولا تُعد. جلست قليلًا مع أمي، ثم أذّن العشاء، فصلّيته، وقررت أن أُكافئ نفسي في نهاية اليوم.

كانت مكافأتي أن أقرأ الدرس الثاني في الأدب. والحقيقة أنني أحب الأدب جدًا… لا، أعشقه! فهو سلس وبسيط جدًا بالنسبة لي، وكأنني أقرأ فصلًا من رواية. كل مدرسة أدبية لها نكهة خاصة وكأنها شخصيات حية أمامي. بعد القراءة، حاولت الحفظ، لكنّي لا أحب الحفظ،ولا أتقنه أيضا فقررت أن أبتكر طريقة خاصة: رسمت رسومات بسيطة لكل شاعر، وربطتها بالمدرسة التي ينتمي لها، وأبرز ملامح التجديد فيها… كأنني أصنع مسرحية أدبية مصغرة!

...وهكذا أنهيت يومي الثالث من "المحاولة" في دربي هذا، وكل ما يمكنني قوله في الختام:

"الحمد لله ."

ولكن دائمًا ما أحب في نهاية حديثي أن أوجّه إليكم سؤالًا:

ما هي النصيحة التي غيّرت يومكم أو صنعت فارقًا في رحلتكم، عندما طبّقتموها حقًا؟وتودون أن انتفع بها خاصه في هذه الفتره

---