السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

كعادتي، لا تزال مشكلتي مع النوم قائمة، رغم أنني جرّبت معظم الحلول الممكنة، لكنها لم تُجدِ نفعًا. وبما أنني أرغب في الاستيقاظ مبكرًا قدر المستطاع، ضبطتُ المنبّه على السادسة صباحًا، لكنني لم أستطع حتى فتح عيني. شعرت أن عليّ أن أُعطي جسدي بعضًا من حقه، فأعدت ضبط المنبه على السابعة والنصف. وعندما استيقظت، صليت وقرأت وردي اليومي من القرآن.

في بداية اليوم، خططت لأن أنتهي من العضوية وأستكمل باقي المحاضرات، لكن التعب كان شديدًا، فقررت دراسة اللغة العربية، كونها أبسط ولا تحتاج إلى جهد كبير كالعلوم. بدأت بالوحدة الثالثة، وكان عدد الدروس كبيرًا، لذا قررت تقسيم اليوم على فترات من خمسين دقيقة دراسة، وعشر دقائق راحة، كما نصحني البعض.

بدأت بمشاهدة فيديو الشرح، وكان طويلًا، فأخذت ساعة أولى، ثم أعددت فطورًا خفيفًا مع مشروب دافئ، وعدت لأكمل ساعة أخرى. لم أشعر بحاجة للراحة، فقرأت ما دوّنته من الكتاب وحللت الأمثلة المحلولة. بعدها، رغبت في قراءة تفسير سورة قصيرة كما فعلت بالأمس، ووقع اختياري على سورة الكوثر، ورغم قصرها، فإنها تحمل في طياتها معاني عظيمة:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)
أي أعطيناك يا محمد خيرًا كثيرًا، من أعظمه نهر في الجنة اسمه الكوثر.
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)
فاشكر ربك على هذه النعمة العظيمة بالصلاة له وحده، واذبح لله، لا لغيره.
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)
إن من يبغضك هو المقطوع من كل خير، أما ذكرك، فباقٍ لا ينقطع.

عند انتهائي من التفسير، عدتُ للمذاكرة وبدأت الساعة الثالثة من الشرح، ثم صليت الظهر، وعدت لقراءة الدرس وحلّ الأمثلة. إلا أن صداعًا شديدًا ألمّ بي، فتناولت مسكنًا دون جدوى. حاولت تشتيت ذهني عن الألم بمواصلة المذاكرة، وشاهدت الساعة الرابعة من الشرح، لكنني لم أكتب أي ملاحظات، إذ بالكاد كنت أفتح عيني.

قررت أخذ قيلولة قصيرة لعلّ الصداع يخفّ، وضبطت المنبه، لكني لم أتمكن من النوم رغم المحاولات. فأعددت كوبًا من القهوة، وأقنعت نفسي أن السبب قد يكون نقص الكافيين، وبالفعل شعرت بتحسّن طفيف ـ أو ربما توهّمت ذلك ـ فقط لأواصل هذا اليوم.

صليت العصر، ثم عدتُ لمذاكرة الدرس، وراجعت الأمثلة. كان يتبقى لي فقط ساعتان من الفيديو. وكالعادة، نادتني أمي للمساعدة في المطبخ، فقررت أن أعتبرها فترة راحة خفيفة. تحدثنا عن أمور بسيطة وعشوائية، علّني أبتعد قليلًا عن ضغط الدراسة.

عندما انتهيت من غسل الصحون، لم تكن لدي شهية للطعام، فعُدت مجددًا للدراسة. شاهدت الساعة الخامسة من الشرح، والحمد لله، فهمت معظمه ودوّنت الملاحظات وراجعت الدرس. ثم بدأت الساعة الأخيرة من الفيديو، وأنهيتها بحمد الله.

أخذت استراحة قصيرة، ثم قررت حلّ الأسئلة الشاملة على الوحدة. أخطأت في ثمانيةٍ وعشرين سؤالًا من أصل ثمانيةٍ وثمانين.

، ما يدل على “نجاحي الباهر” كما أُحبّ أن أُمازح نفسي!

قد لا يكون اليوم مثاليًا، وقد لا تكون النتيجة مُرضية تمامًا، لكن المحاولة وحدها تكفيني.