الإنسان ليس كيانًا ثابتًا، بل هو كائن يتغير مع كل تجربة، مع كل لحظة، ومع كل ألم يمر به. الحياة لا تتركنا كما نحن، بل تصقلنا، تجرحنا، تُعيد تشكيلنا بطرق لا نعيها إلا بعد فوات الأوان.

نحن نتغير بفعل الصدمات، الخيبات، الفقد، وحتى الأمل الذي لم يأتِ كما توقعنا. كل لحظة قاسية تترك أثرها في داخلنا، تمحو شيئًا، وتضيف شيئًا آخر. ربما كنا نثق بسهولة، فأصبحنا أكثر حذرًا. ربما كنا نحب ببراءة، فأصبحنا نحب بخوف. ربما كنا نرى العالم بسيطًا، فأصبح أكثر تعقيدًا في أعيننا.

لهذا، عندما تلتقي بشخص من ماضيك، لا تتوقع أن يكون كما تركته. الألم يُغيّر، والخبرة تُعيد التشكيل. حتى أنت، لو نظرت لنفسك قبل سنوات، ستجد شخصًا آخر، يحمل بعضًا منك، لكنه ليس أنت تمامًا.

هذه الحقيقة قاسية لكنها جميلة في الوقت ذاته، لأنها تعني أننا قادرون على النمو، على النهوض، على التحول إلى نسخ أقوى من أنفسنا، حتى لو كان ذلك مؤلمًا. فكل جرح فينا ليس مجرد ندبة، بل درس، وكل تجربة ليست مجرد حدث، بل خطوة نحو شخص جديد لم نكنه من قبل.

إذا نظرت إلى نفسك اليوم، هل ترى أنك ما زلت نفس الشخص الذي كنت عليه قبل عام؟ أم أن الحياة قد أعادت تشكيلك بطريقة لم تتوقعها؟

A.S.A.K.W