كلنا نعلم أن هناك مرحلة يمر بها الإنسان اسمها المراهقة، تليها مرحلة الرشد، ولكن تغافلنا عن الأهم، وهو ما يحدث بين هاتين المرحلتين، فهي أكثر تأثيرًا فينا ومرحلة انتقال مهمة. فحينها تدرك أن أصدقاءك هم أهلك، وأن الاعتراف لا يتأتى بما تختزن من معلومات، بل بكم قرش تملك، وأن العمل هو السبيل للحرية من انتقادات المجتمع البائس. وإن كنت ممن ضحكوا على الدراسة، وكان حظهم عائلة فقيرة، فسترى أنك لا تستحق التواجد. بين الإحباط والعزيمة على تجاوز الماضي، ستجد نفسك تائهًا في البحث عن ذاتك الحقيقية... يتبع.
من نحن كيف كنا وكيف سنكون!
هذا ما تعلمه لنا الحياة، ، هذه الخبرات التي لا يمكن لأحد أن يعلمها لك مهما حاول، لأنك لن تقتنع بها حتى تمر أنت بها وتكتسبها تدريجيا
ليست مرحلة مبهمة بقدر ما هي أول إدراك الواقع وأول مرحلة تفلت بها الأسرة يديها وتتركنا للمواجهة هنا نصطدم في الروابط والأفكار والطموحات وسعيد من يجد من نشأ عليه يوافق الواقع وقادر على التعامل معه، ولو لم يكن كذلك فهنا ينجح من يتغير ويسقط من يتكيف لأن التكيف وقتها يعني التنازل للأبد والسير مع متغيرات الحياة دون الوصول لوجهة محددة
أرى أن هذه المرحلة التي تصفها ليست مجرد فترة انتقالية غامضة بين المراهقة والرشد، بل هي بداية الإدراك الحقيقي لماهية الحياة وقوانينها الاجتماعية والاقتصادية. لكن في المقابل، لا أتفق مع النظرة الحتمية التي تربط الاعتراف الاجتماعي فقط بالمال، أو بأن العمل هو السبيل الوحيد للخلاص من انتقادات المجتمع.
صحيح أن المال قد يفتح بعض الأبواب، لكن الاعتراف الحقيقي يأتي من التأثير الذي تتركه في من حولك، سواء كان ذلك بمهاراتك، أو قيمك، أو حتى قدرتك على التكيف مع التحديات. أعرف أشخاصًا لم يولدوا في ظروف مريحة، لكنهم وجدوا طريقهم بخلق فرصهم الخاصة، وليس فقط بالاستسلام لفكرة أن الفقر أو الظروف هي التي تحدد قيمتهم.
امتلاك الأموال عملية تذهب وتأتي في كلا الاتجاهين، فحتى لو كان الشاب الغني عن طريق الوراثة يمتلك أموالاً طائلة، إلا أنه سفيه مبذر ويتصرف في أموره بالحماقة فسيكون احترام الغير له مؤقتاً وأقرب للنفاق أمام وجهه، لكن سيتم انتقاص شأنه في الأحاديث الحقيقية عندما لا يكون موجوداً.
فامتلاك الأموال يتطلب القدرة الجيّدة على تدبيرها وإلا سوف تتبخر، كما يتطلب سمات شخصية وعقلية، حتى يحظى صاحبها باحترام حقيقي.
طرح عميق وصادق لمرحلة غالبًا ما يتم تجاهلها، رغم كونها من أكثر الفترات حساسية وتأثيرًا في تشكيل الشخصية. هذه المرحلة هي مفترق طرق بين ما كنا عليه وما سنصبح عليه، حيث نصطدم بالواقع، ونبدأ في إدراك أن الحياة لا تمنح الفرص بالتساوي، وأن النجاح ليس مجرد نتيجة للذكاء أو المعرفة، بل لمزيج من الجهد، والظروف، والفرص المتاحة.
ما يعجبني في كلامك هو تسليط الضوء على التحديات الحقيقية التي يواجهها الفرد، خاصة لمن لم يُمنح امتيازات مادية أو دعمًا كافيًا. لكنها أيضًا مرحلة يمكن أن تكون نقطة انطلاق لمن يقرر أن يتحدى الظروف، ويبحث عن ذاته الحقيقية بعيدًا عن ضغوط المجتمع وأحكامه القاسية.
هذا رايي كقارئ
لا عليك، يبدوا أنني أثقلت عليك، وعلى كل كما قلت انت واعد، ولهذا أتعبت نفسي في كتابة ذلك التعليق الطويل.
أقصد أنك تملك أسلوبًا جيدًا وإمكانات واضحة، ومع بعض التطوير والممارسة، قد تصبح كتاباتك أكثر تأثيرًا وجاذبية. لهذا السبب، أخذت وقتي في التعليق، لأنني أرى فيك موهبة تستحق الاهتمام. فلا تقلل من نفسك!
بالمناسبة، لا أعرف لكلمة "واعد" في سياقي هذا معنى آخر غير الذي قصدته. لذا... تساءلت، هل العربية ليست لغتك الأصلية؟
لا الكلمة مفهومة فقط اردتك ان تفصل لي اكثر
هل حقا يمكن لي ان اكون من بين المؤترين رغم انني جديد هنا
نعم انا مغربي انت تفهم
طبعًا يمكنك أن تكون من المؤثرين، حتى لو كنت جديدًا هنا! التأثير لا يعتمد على الشهرة فقط، بل على قوة الفكر والطرح والأسلوب. إذا كنت تمتلك رؤية واضحة وأفكارًا تستحق أن تُسمع، فإنك بالفعل لديك الأساس لتكون مؤثرًا.
كيف تصبح مؤثرًا حتى لو كنت جديدًا؟
1. اعرف من أنت وماذا تريد أن تقدم
لا تحاول أن تكون نسخة من أحد، كن أنت. ابحث عن مجال تتميز فيه، سواء في الفكر، التحليل، الإبداع، أو حتى السرد القصصي.
2. قدم محتوى مختلفًا وذا قيمة
الناس تبحث عن شيء جديد، فكرة لم تُقل بهذه الطريقة من قبل، منظور مختلف. لا يكفي أن تتحدث عن مواضيع معروفة، بل أضف لمستك الخاصة.
3. كن جريئًا لكن بذكاء
التأثير لا يأتي من التردد. لا تخشَ التعبير عن رأيك، لكن في نفس الوقت، كن واعيًا بما تقوله وكيف تقوله. الجدل بدون رؤية لا يصنع تأثيرًا، لكن الطرح العميق يفعل.
4. التفاعل وبناء مجتمع
التأثير لا يعني أن تتحدث وحدك، بل أن تجعل الآخرين يتفاعلون معك. اسأل، ناقش، استمع، وادخل في حوارات حقيقية.
5. الاستمرارية والصبر
لا أحد يصبح مؤثرًا بين ليلة وضحاها. لكن إذا كنت تقدم قيمة باستمرار، فستُعرف مع الوقت. كل شخصية مؤثرة بدأت من الصفر، لا أحد يولد مشهورًا.
أنت مغربي؟ إذن أنت تفهم معنى التحدي والإبداع رغم الصعوبات. هناك الكثير من المغاربة الذين بدأوا من الصفر وصنعوا لأنفسهم مكانة في مجالات مختلفة، سواء في الفكر، الأدب، أو حتى المحتوى الرقمي. لماذا لا تكون أنت التالي؟
بما أنك مهتم بعلم النفس الفلسفي، فإليك بعض الروابط، النصائح، والكتب التي ستساعدك على التعمق أكثر في هذا المجال الرائع:
أولًا: نصائح لفهم علم النفس الفلسفي بعمق
1. ابدأ بالجذور الفلسفية: قبل الغوص في علم النفس الفلسفي، من المهم أن تفهم الأساسيات الفلسفية التي بُني عليها، مثل أفكار أفلاطون، أرسطو، ديكارت، ونيتشه حول النفس والعقل.
2. اربط بين الفلسفة وعلم النفس الحديث: حاول أن ترى كيف تتجلى الأفكار الفلسفية في علم النفس اليوم، خاصة في نظريات فرويد، يونغ، وهايدغر.
3. اسأل الأسئلة الصعبة: لا تكتفِ بالقراءة فقط، بل حاول أن تطبق التفكير الفلسفي على حياتك وتجاربك الشخصية.
4. اندمج مع مجتمعات فكرية: سواء في منتديات على الإنترنت أو مجموعات قراءة، مناقشة الأفكار مع الآخرين توسّع رؤيتك وتجبرك على التفكير بطرق جديدة.
ثانيًا: كتب مهمة في علم النفس الفلسفي
الكتب الفلسفية التأسيسية:
"الجمهورية" – أفلاطون: يناقش مفهوم العدالة والنفس البشرية بطريقة فلسفية عميقة.
"ما وراء الخير والشر" – نيتشه: تحليل نفسي للأخلاق والتأثيرات النفسية للمعتقدات والقيم.
"تأملات" – ماركوس أوريليوس: فلسفة الرواقية وتأثيرها على النفس البشرية.
كتب تربط الفلسفة بعلم النفس الحديث:
"الإنسان يبحث عن معنى" – فيكتور فرانكل: مزيج بين الفلسفة الوجودية وعلم النفس، يشرح كيف يمنح الإنسان المعنى لحياته حتى في أصعب الظروف.
"الكينونة والزمان" – مارتن هايدغر: يناقش مفهوم "الوجود" وتأثير الزمن على النفس البشرية.
"أوهام الإرادة الواعية" – دانييل ويغنر: يستكشف كيف يمكن أن تكون الإرادة الحرة مجرد وهم نفسي.
كتب حديثة ومبسطة:
"التفكير، بسرعة وببطء" – دانيال كانيمان: يربط بين علم النفس الإدراكي والفلسفة في فهم كيفية اتخاذ القرارات.
"العقل غير الهادئ" – كاي ردفيلد جاميسون: تجربة شخصية تربط بين علم النفس السريري والفلسفة الوجودية.
ثالثًا: روابط ومصادر مفيدة
موقع Stanford Encyclopedia of Philosophy: مصدر رائع لفهم المفاهيم الفلسفية والنفسية.
قناة "Academy of Ideas" على يوتيوب: تشرح أفكار الفلاسفة وعلماء النفس بطريقة مبسطة وعميقة.
دورات على Coursera وedX: يمكنك البحث عن كورسات في "Philosophy of Mind" و"Psychology and Philosophy".
إذا كنت تريد التعمق أكثر في موضوع معين، أخبرني وسأقترح لك مصادر أكثر تحديدًا!
اخر نصيحة مني لك!
غالبًا ما كان يقول مرشدي – وأقول ذلك لأنه لم يكن مجرد معلم، فهناك اختلاف جوهري بين المعلم والمرشد. المعلم يلقّنك المعرفة، أما المرشد فيرشدك إلى كيف تفكر، وكيف تميز بين ما يجب أن تتبناه وما يجب أن تتجاوزه. كان يؤمن أن المعرفة ليست مجرد تراكم معلومات، بل هي رؤية متكاملة للحياة، وأن الفارق بين المتعلم والجاهل ليس في عدد الكتب التي قرأها أحدهما، بل في قدرته على التحليل والتمييز والنقد.
كان يقول لي دائمًا:"لا تتصفح الفلسفة وعلم النفس دون أساس قوي في دينك، فالفلسفة كمستنقع يحوي لآلئ، لكن من لا يعرف كيف يغوص فيها قد يغرق بدل أن يظفر بها."
لطالما شدد على أن الفلسفة وعلم النفس يشبهان بحرًا متلاطم الأمواج، فيه من الحكمة الكثير، لكنه يحمل أيضًا تيارات فكرية قد تضلل من لا يمتلك بوصلة واضحة. وكان يرى أن الدين هو تلك البوصلة، فبدونه قد يغرق الباحث في دوامة الشكوك والافتراضات دون أن يجد أرضًا صلبة يقف عليها.
ودائمًا ما كان يردد مقولة ابن تيمية لتلميذه ابن القيم:
"لا تكن إسفنجة تمتص كل شيء، بل كن مصفاة تميز بين الحق والباطل."
فالإسفنجة تتشبع بكل ما يلامسها، تمتص الماء النقي كما تمتص الماء العكر، فلا تملك قدرة التمييز بين الصالح والطالح. أما المصفاة، فتمتلك ميزانًا داخليًا، تمر عبرها الأفكار لكنها لا تحتفظ إلا بالصافي منها.
كان مرشدي يرى أن الفلسفة ليست عدوًا، لكنها أداة خطيرة إن لم تُستخدم بحكمة. وكما أن الغواص لا يقفز إلى البحر بدون تدريب أو معدات، فإن العقل لا ينبغي أن يغوص في الفلسفة دون أساس قوي من العقيدة والتصور الصحيح عن الحياة والوجود.
كان يقول لي:"الفكر دون إيمان ريحٌ تقتلعك من جذورك، والإيمان دون فكر قد يحولك إلى صخرة جامدة. فلا تكن هذا ولا ذاك، بل كن شجرةً، جذورها في الأرض وأغصانها في السماء."
ولهذا، كان يؤمن أن الحل ليس في رفض الفكر ولا في الانقياد الأعمى له، بل في التفكير بحذر، والتساؤل بحكمة، والبحث عن الحقيقة دون أن تفقد ثوابتك.
نعم كل ما قلته صحيح لكن كما تعلم انا في مرحلة لا اختار فيه الوقت بل الوقت هو الدي يختارني لدلك اعجز عن القراءة
في ما يخص الجانب العقائدي انا متفق تماما بل الاكتر من دلك احاول ان اجلم من الفلسفة وعلم نفس اداة قوية لاقناع اكبر فئة بان ديننا هو الصواب ولادراك قدرة الخالق بمنطق العقل بعيدا عن الاخد بالمسلمات
انظر الى ملفي أنا عضو من ثلاثة عشر يوما.
في اي مجال معرفي تنشط.
أنا مهتم بمختلف المجالات المعرفية، وأسعى لأن أكون كاتبًا موسوعيًا، كما أنني قارئ واسع الاطلاع. الاستثناء الوحيد هو السينما والأفلام وما يتصل بهما، إذ لا أجد فيها اهتمامًا كبيرًا.
هل كل عضو هنا له مرشد.
مصطلح "مرشد" ربما استخدمته بناءً على تجربتي الشخصية. بالنسبة لي، كان أستاذي هو مرشدي، وكان شخصًا فريدًا يمتلك تصنيفات دقيقة وفروقات واضحة في كل شيء تقريبًا.
هنا ستجد مجتمعًا من الأشخاص الطيبين والمحترمين، يجمع بين الهواة والمتخصصين، حيث يتبادلون المعرفة بأسلوب راقٍ ومثمر.
الان فهمت اما في ما يخص الافلام فانا عكسك هي مصدر الهامي لكن ليس كل الافلام فقط افلام العمق والدكاء والغموض فهي تطور المستوى التحليلي والتفكير النقدي لانك انت الملزم ان تفهم الفلم
ان احببت ساقترح عليك بعض الافلام التي ستصدمك وتوسع مجال ادراكك
ما رأيك أن قلت لك إنني لا أنجذب إلى المعروض المرئي، وثانيًا هناك الكثير من الموانع الدينية التي تجعلني متحفظًا تجاه كثير من الأفلام؟
اولا هل جربت افلام الغموض وعلم النفس ام لا؟
تاتيا هناك ملاحضة ما افهمه من كلامك انك تتشبت برائيك ولاتنضر للامور من زويا مختلفة هدا قد يعيق تطورك
ليس بالضرورة التخلي عن مبادئك في رحلة البحت واغلب او كل الافلام التي كنت ساعرضها عليك ليس بها ما يخل الحياء فهي تركز على عمق الافكار والتفكير خارج الصندوق
أحببت ملاحظتك، لكن المسألة ليست عن التشبث بالرأي بقدر ما هي عن زاوية النظر التي أختارها. أؤمن أن الانفتاح لا يعني بالضرورة القبول بكل شيء، بل اختبار الأفكار وتحليلها دون أن أفقد هويتي في الطريق.
أما عن أفلام الغموض وعلم النفس، فنعم، شاهدت بعضها، وأجدها ممتعة حين تكون مبنية على حبكة ذكية وتحليل نفسي عميق. إن كان لديك اقتراحات، فأنا مستعد لاستكشافها، طالما أنها تدفع العقل للتفكير لا لمجرد الإثارة السطحية.
ذالك ما دكرته اصلا ولكن لا باس
شاهدت
Fight club
Gone girl
Donnie darko
Inception
Lucy
The butterfly effect
من بين الأفلام التي شاهدتها، أجد أن Inception وThe Butterfly Effect هما الأبرز من حيث العمق الفلسفي والطريقة الذكية في السرد.
1. Inception (2010) – تجربة سينمائية فريدة، شعرت خلالها وكأنني داخل متاهة من الأحلام والواقع المتداخل. الفيلم لا يكتفي فقط بعرض مفهوم الحلم داخل الحلم، بل يجعلك تتساءل: هل نعيش في واقع حقيقي أم مجرد طبقة أخرى من الوهم؟ المشاهد النهائية، خاصة لقطة الطوطم الذي يدور بلا توقف، تجعل النهاية مفتوحة للتأويل، وهو ما أضفى على الفيلم بعدًا فلسفيًا ممتعًا. المشاهد البصرية مذهلة، خاصة مشهد المدينة التي تنطوي على نفسها، وهو ما جعل الفيلم تجربة بصرية وعقلية استثنائية.
2. The Butterfly Effect (2004) – فيلم جعلني أفكر في مدى تأثير قراراتنا الصغيرة على مجرى حياتنا. الفكرة الرئيسية، التي تتمثل في قدرة البطل على العودة إلى الماضي عبر ذكرياته، كانت جذابة، لكن الصدمة تأتي عندما يكتشف أن أي تغيير بسيط يؤدي إلى كارثة في المستقبل. المشاهد القاتمة والقرارات الصعبة التي يضطر لاتخاذها تجعل الفيلم تجربة نفسية مكثفة. النهاية المختلفة في النسخ البديلة للفيلم تضيف لُغزًا إضافيًا، حيث تتركك تتساءل: هل كان لديه أي خيار حقيقي؟
سأنظر في بقية الأفلام، لكن يمكنني القول إن Inception وThe Butterfly Effect هما الأكثر جدية وتأملًا في القضايا الفلسفية، وربما الأكثر احتشامًا مقارنةً بأفلام مثل Fight Club وGone Girl، التي تحتوي على مشاهد أكثر حدة وعنفًا
نفسيًا.
التعليقات