أنت الان في مقابلة عمل و المطلوب منك ان تفكر بشكل إبداعي والابتعاد عن الحلول التقليدية. بحيث تثبت أن 1 + 1 ≠ 2 انطلاقًا من مجال دراستك أو اختصاصك. ؟
اقنعني بأن 1 + 1 لايساوي 2.
لقد ذكرتني بشيء قاله لنا احد الأساتذة في مرحلة المتوسطة ولا زلت اتذكره، لقد طرح نفس سؤالك ليجعلنا نفكر بطرق مختلفة، والان ساجيبك بنفس اجابته لنا ذاك اليوم. قطرة ماء عندما تضيف اليها قطرة ماء كم يصبح لديك؟ قطرة ماء واحدة فقط ولكنها اكبر قليلا وليس قطرتين 😎😂
إذا تناولنا المفهوم من زاوية غير تقليدية، يمكننا أن ننظر إلى معادلة 1 + 1 بطريقة إبداعية تتجاوز الأرقام البحتة. لنأخذ مجال دراستي في علم النفس على سبيل المثال.
في علم النفس، إذا كان لدينا شخص يعاني من مشكلة نفسية معينة (1) وشخص آخر يعاني من نفس المشكلة (1)، فإن جمع هذين الشخصين (1 + 1) في جلسة دعم جماعية لا يعني ببساطة 2، بل يمكن أن ينتج تأثيرًا أكبر بكثير. هذا يُعرف بتأثير التعاضد، حيث يمكن لتبادل الخبرات والدعم المتبادل بين الأفراد أن يؤدي إلى تحسينات كبيرة في الحالة النفسية لكل منهم. بالتالي، التأثير الذي يحدث هو أكبر من مجرد جمع القيمتين العدديتين، وهذا يثبت أن 1 + 1 يمكن أن يكون أكبر من 2 في هذا السياق.
أعلم أن الإجابة فلسفية ولكن السؤال يتطلب تلك الإجابة :D
بالنسبة لعملي أنا مثلاً في المشاريع ومع المؤسسات الغير ربحية، فنحن على يقين تام أن واحد زائد واحد لا يساوي إثنين، ففي العمل مجهود واحد زائد مجهود الآخر هو في النهاية جهد واحد لكن احترافي ومتكامل، وتعاون جمعية مع أخرى هو بالنهاية جهد عام موسع وأكبر وأشمل، وهذا تطبيق لقاعدة هامة بالمنطق تقول أن الكل دائماً أكبر من مجموع أجزائه
بالنسبة لتعليقك حول العمل مع المؤسسات غير الربحية، فإنه يعكس بوضوح جوهر التعاون والعمل المشترك. ومع ذلك، أود الإضافة بأن فكرة أن "الكل أكبر من مجموع أجزائه" لا تنحصر فقط في المؤسسات غير الربحية، بل تمتد إلى أي مجال يشمل التعاون والتكامل.
فالعمل الجماعي يضيف قيمة مضافة ليست فقط كمية، بل أيضًا نوعية، من خلال تنوع الأفكار والخبرات. لذا، في حين أن "1 + 1 ≠ 2" يعبّر عن الناتج المشترك، فإنه أيضًا يبرز أهمية التفاعل الإيجابي بين الأطراف لتحقيق أثر أعظم يتجاوز الجهود الفردية.
مثلاً في اللغة الإنجليزية، عندما يتعاقب ساكنان ليس بينهما علة فإنهما ينطقان صوتاً واحداً ويس صوتين. مثال ذلك كلمة add فإنها تطق آد وليس آدد.
في مجال دراستي، وبالتحديد في مجال الذكاء الاصطناعي والتحليل المعقد للبيانات، يمكننا التوصل إلى أن 1 + 1 ≠ 2، ولكن مع تفسير غير تقليدي.
دعني أشرح: في سياق الأنظمة المعقدة، مثل الشبكات العصبية الاصطناعية أو الخوارزميات التكيفية، عندما تدمج اثنين من المدخلات (مثلاً 1 و 1)، فإن النتيجة قد لا تكون ببساطة 2. فالأشياء في هذه الأنظمة لا تعمل بطريقة خطية. عندما يتم دمج المدخلات في نظام غير خطي، مثل خوارزمية تعلّم عميق، قد تظهر تفاعلات غير متوقعة تؤدي إلى نتائج مختلفة. هذه النتائج هي انعكاسات لتفاعلات العناصر المدمجة، حيث قد تكون النتيجة "أكثر" أو "أقل" من مجرد الجمع الحسابي البسيط.
مثال آخر من العالم الحقيقي هو في علم الاجتماع أو التسويق: عند الجمع بين شخصين أو فكرتين، قد لا تكون النتيجة مجرد "اثنان" من حيث التأثيرات أو العواقب. بل إن التفاعل بين الشخصين أو الأفكار قد يؤدي إلى توليد طاقة جديدة أو أثر أكبر من مجموع الفردين، مما يعكس حقيقة أن "1 + 1" قد ينتج عنه "أثر أكبر من 2".
إذن، في الأنظمة المعقدة والتفاعلات غير الخطية، يمكننا القول بكل ثقة أن 1 + 1 ≠ 2، بل قد يكون هناك شيء أعمق وأكثر إثارة وراء ذلك.
التعليقات