حتى وإن توفرت جميع الظروف، فإن نسبة النجاح لن تتجاوز 99%، ويبقى ذلك 1% مصدر قلق، لأنه قادر على قلب الموازين رأسًا على عقب. من منظور رياضي، الرقم 5 ليس سوى تقريبًا لرقم 4.999... الذي يستمر بلا نهاية من الرقم تسعة. احتمالية الوصول إلى الرقم 5 بعد هذه السلسلة الطويلة من الأرقام هي بالتأكيد 1% أو أقل. وبالتالي، يكون النجاح دائمًا نسبيًا، مصحوبًا باحتمالية فشل، حتى وإن كانت ضئيلة، لكنها قد تضعف كفة النجاح.
حينما يكون 1% كافيًا لقلب الموازين:
لهذا ننصح دائما بالسعي والثقة بالله لا بالنفس، وهنا سنعلم أن بالفشل والمنع خير ورحمة، ولو فشلنا لن نفقد الثقة في أنفسنا، بعلم النفس نعتبر المعادلة التي ذكرتها هامة للغاية، وننظر لها على أنها ركيزة التربية السليمة، حيث تجنب الأطفال مشاعر الفشل وقسوة الإحباط.
أوافق تمامًا على هذا الرأي. السعي هو واجبنا، ولكن الثقة بالله هي الركيزة الحقيقية التي تعزز من صمودنا أمام الفشل والإحباط. النفس قد تضعف وتتردد، لكن الثقة بالله تعطي المعنى الحقيقي لكل تجربة نمر بها، سواء كانت نجاحًا أو فشلًا. الفشل ليس دائمًا نهاية الطريق، بل هو أحيانًا بداية لفرص جديدة ورحمة خفية
لأن الأمر لا يسير وفق حسابات أو خطط. مهما كانت الخطط محكمة، نحن كبشر أضعف من أن نتحكم في كل شيء. مثلًا، لدي مقابلة عمل، وتجهزت لكل الأسئلة، ثم مرضت في يوم المقابلة ولم أتمكن من الذهاب. ها قد فشلت، ولم أستطع منع الفشل من الحدوث رغم كل مجهودي.
وهل أخبرك بشيء إضافي؟ هذه الفكرة مريحة، فكرة أن الإنسان لا يملك كنترول كامل على كل شيء، فتقع عنه المسؤولية قليلًا ولا يُجن أو يفقد الثقة بنفسه على الأقل، لأن هناك قوى تدبيرية أكبر منه.
اتفق معك تمامًا؛ لقد عاينت ذلك بنفسي. كنت على يقين بأن ما أنا مقبل عليه سيتحقق بلا شك، لأن كل المؤشرات كانت تشير إلى نفس الاتجاه. ولكن، تفاجأت بأن أمراً بسيطًا جدًا غيّر مسار كل شيء. وباعتباري شخصًا لا يبحث عن أعذار لتبرير الفشل، بادرت بسرعة للبحث عن الحل لتدارك الوقت. لكن الصدمة كانت مرة أخرى أنني لم أكن جزءًا من الحل. ومع ذلك، بفضل الله، جاء شخص آخر لمساعدتي دون حتى أن أطلب منه ذلك
التعليقات