وكان لوجودك بالقرب مني ، أثر بالغ علي فؤادي ، حاوطتني السعادة ، والمحبة ، والود النابع من حديثكِ ، لهفتكِ لحديثي وإن عدته للمرة الألف ، آذانكِ الصاغية لأدق تفاصيل يومي ، أحضانك المفتوحة ليّ بأي وقت كان وإن إختلف توقيت بلادنا ، بثكِ بنفسي كل ما لم تراه عيني ، أو يدركه عقلي من أمور ، مجيئكِ كان عوض محفوظ أظهرته الأيام في الوقت المناسب.

لا أحد يضاهي مكانتك في خافقي ، ولا تلك التفاصيل التي عشناها سويا ، إلا أنكِ لن تقارنِ بأحداهن مهما بلغت عشرتهم أعوام ، فلا أحد كان بجواري وقتما أعتري الحزن فؤادي ، ولا وقتما أنتابني خجل المشاعر ، لم أشاركها لأحداهن مثلما شاركتكِ ، أخبرتني إحداهن أنها قالت نفس كلماتك في الموضوع ذاته ، ولكن ما الفائدة إن لم تبقي ، هي لم تبقي كما بقيت أنتِ ، ولم تملِ يومًا من إعادة النصائح ، وإن فقدتِ الرغبة في قولها ، أود إخباركِ إنك هدية حصلت عليها بعد عدة خذلان ، حمدلله على وجودكِ.

حفظكِ الخالق ليّ ، يا كتف أريح برأسي عليه دون الشعور بالثقل يختلجني يومًا