ما فائدة أن يكون المرء حيًّا إذ كان لا يقدّم أي نفع في هذا العالم؟ مثال: المشردون أليست الحياة شقاء عليهم؟

المثال الذي ذكرتيه ذكرني بنموذج نوعا ما مشابه وهو المطرب النقاش، فقد انتشر فيديو لنقاش وهو يغني أثناء عمله ولأن صوته جميل، انتشر الفيديو ولاقى إعجاب الكثير، منهم مطربين كبار وقدموا الدعم له، وكان فيديو واحد سبب في نجاحه أو لنقل نقله نقلة مختلفة، الحقيقة ما يثير اندهاشي هو أننتظر الفرصة لتأتي إلينا أم نسعى إليها، فماذا عن الآخرين مما لديهم مواهب وقدرات قد لا تتناسب مع العرض، يعني بعيدا عن مواهب الغناء والعزف، هل سيموتون بمواهبهم دون استكشافها، لابد أن يكون هناك دعم من الحكومات لاكتشاف المواهب ودعمهم أو حتى من الجهات الخاصة الممولة أو المدعومة من رجال الأعمال عن طريق مسابقات دورية على مستوى الجمهورية مثلا.

أما بالنسبة لسؤالك عن المشردين، فأنا أرى أنهم يقدمون لنا حالة فريدة جدا وهي تعزيز الشعور بالرحمة والمبادرة بتقديم المساعدة، نسبة كبيرة منا عندما ترى شخص محتاج بشدة مثل هذه الفئة تهم بتقديم المساعدة، تشعر بقيمة النعم التي بين أيديها سواء كانت معنوية أو مادية، هم يقدمون لنا دروس برأيي مهمة.

لكن هذا الموقف يأخذنا إلى مفهوم اجتماعي أكثر عمقًا. فالقصّة تشير إلى النقطة المحوريّة التي غيّرت حياة الرجل وكانت كفيلة بعودتها إلى مسارها الصحّي. وهي فكرة الدعم الذي حصل عليه. للأسف، وعلى الناحية الأخرى من العالم، نجد فنّانًا كلاسيكيًّا مخضرمًا مثل عبد العزيز مكيوي، وهو فنّان مصري شارك في عدّة أعمال سينمائيّة في ستينيّات القرن الماضي، قد عانى في فتراته الأخيرة من أمراض الشيخوخة. ووصل به الحال إلى أن أخذ يجوب شوارع القاهرة مشرّدًا. أعتذر عن هذه الصورة القاسيّة. لكنهذا هو الحال في بعض المجتمعات التي لا تتيح هذه الفرصة الثانية لمثل هذه الشخصيات. فكيف يمكننا أن نضمن فرصةً ثانيةً لمواقف مثل هذه؟ ما الذي تفقده مجتمعاتنا كي تقدّم هذا النوع من الدعم لأبنائها؟