"تنهدات...". وأنا موجود في هذه الغرفة. غرفة حبست ابداعاتي، أنهت سعادتي وعكست ابتسامتي.

وأنا أسمع هذا الصوت. صوت يرعبني، صوت يقتلني، دقات قلب تتأرجح بين الصوت والصمت. أطباء يهرولون من هنا الى هناك. ضوء ساطع فوق رأسي. مقصات تتلاعب بي، قطرات حمراء تسقط مني وعلي.صوت بكاء ودعاء يتجول داخل أذني. عيناي تصبح أكثر فأكثر أصغر. تتوسل كي تفتح إلا أن النعاس الأبدي لا يستجيب لدعائها ولا يبالي بدموعها.

فجأة، انطفأ الضوء، عم الصمت، اختفى الأطباء. عيناي استسلموا، قلبي نام، صدري ضاق وجسدي قرر الاستلقاء، استلقاء ما بعده نهوض. ها أنا هنا في هذه الغرفة التي تشتد ظلاما، التي تزداد وحدة. ها أنا هنا بين الأشياء الأصنام. أقول بأعلى صوت:هل من أحد هنا؟ أين أنا؟ أين عائلتي؟ أين ضحكاتي؟ أين هي حياتي.. ؟ صوتي لا يسمع. صوتي خرق طبال أذني إلا أن الغرفة لا تزال صامتة. هل من يساعدني؟ يا ما كان من بشر في هذه الحياة، فأين هم الآن؟

صوت خطوات، مرحا ها أنا أنقذت، لكن ماهذا، ماهذا الغطاء الأبيض الذي يغطيني؟.انا لا أشعر بالبرد بل بالشوق. أنا لا أريد الغطاء بل أريد من يحملونه. عم الصمت مجددا، بدأت أختنق بهذا الغطاء رغم أنني لا أتنفس. بدأت أنتظر وانتظر والثانية تمر كأنها سنوات. فماذا يفعل الناس في هذه الثواني؟. هل هذا مقلب؟ إنه ليس مرحا إطلاقا.

مرحا. هاهي الخطوات ثانية. إلا انها الآن لم تأتي لتغطيني من البرد بل أتت لتسكر عني داخل صندوق. حين إذن، حللت المعادلة. أدركت المسألة. إنه ليس البرد أو الوحدة. إنما هي الموت، وكل ثانية تمر كانت تحفر قبري. فاللهم الغفران.... يتبع