معظم من فكر بهذه المسئلة خصوصا في القدم متفقين على كون الانسان مسير ومخير في نفس الوقت!

ولكن كيف توصلوا لهذا النتيجة المتناقضة!

الاجابة جائت كحل وسط بين معضلة التسيير ومعضلة التخيير

فلو كان الانسان مسير فكيف سيُحاسب على افعاله؟

وان كان مخير فمعنى ذلك ان لا وجود للقدر وحتى لو وجد فالانسان بامكانه ان يغيره باختياره الحر

لذلك فقد قالوا ان الانسان مسير كي لا يناقضوا مسئلة القدر وهو بنفس الوقت مخير كي يكون هناك تبرير لمحاسبته على افعاله.

طيب كيف يُجمع النقيضين التسيير والتخيير؟ يتم اللجوء الى السفسطة من التلاعب بالكلمات واللف والدوران بشكل غير مقنع.

الانسان مسير لا مخير, فالانسان لا يختار جسده وعائلته ومكان ولادته…الخ وبالتالي يوجد في حالة داخلية وفي بيئة خارج ارادته وما يختاره في حياته ليس الا بناء على تركيبه الداخلي والبيئة المحيطة التي وضع فيها فاين حرية الارادة؟ هذا عدا ان افعاله مكتوبة مسبقا بما يسمى بالقدر.

علميا وفق علم الاعصاب قرارات وافعال الانسان ليست الا نتيجة لنشاط جهازه العصبي الذي هو عبارة عن منظومة ضخمة من الخلايا العصبية التي تطلق سيل من الاشارات الكهربائية اي وكأنه روبوت بيلوجي, قد تنشأ بعض المخرجات العشوائية بفعل(او تحت) خاصية عدم اليقين في عالم الكوانتوم وبالتالي قراراته وافعاله هي معلومة مسبقا deterministic وقد يتخللها بعض العشوائية, ومرة اخرى اين حرية الارادة من ذلك؟! اذا هو مسير.