عند النظر من الزاوية القانونية لحق الانسان؛ نرى أنه وإن كان مجرمًا يستحق أن يختار قرار الصمت عن البوح بما لا يريد البوح عنه، ولكن نجد نظرات الآخرين تُدلي بالأسف على من يختار حق الصمت والحفاظ على حياته الخاصة بعيدًا عن الافصاح بها! ولكن الحقيقة هي أن خَيار الصمت وُلد معنا منذُ اللحظة التي وضعنا بها أرجلَنا على إحدى السطوح الخاصة بممتلكات هذه الكُرة الأرضية، فلماذا تُشعر نفسك أنك مضطر على الحديث عن شيء لاتريد أن يعلم أحدٌ عنه؟!، ولماذا تضع نفسك في موقفٍ مُحرج نتيجة تبرير فعلٍ لم تفعله أو لم تتقصده! وحتى وإن تقصدته هذا خيارك لماذا تجعل من لسانك يدًا يُمنى لمن ينتظرون أن يحملو عليك الخطيئة دون السماح؟، من يريد أن يعذرك ويتفهمك سوف يتقبل صمتك، فهو حقٌ لك، ومن أراد بك أن تُحرج وتتلقف الأحاديث كذبًا، وتقطفُ من سلة تبريراتك وأعذارك؛ دون المسامحة.. لا تُسميه صديقًا، الصديق من يُساند صديقه لأجل أن لايرى نفسه بهاوية لايريدها، ليس من يعايرُك بصمتك، وينتظرك أن تُبرر تحركاتك وأسبابك الخاصة ليُسجل نقطة لصالحه؛ ضدك أنت، خيار الصمت هو أولى خياراتك قبل النُطق بأيتِ كلمة.
إن أردت الصمت فاصمت !!
أتفق معك فيما قلته، الصمت كنز عظيم حقا و الكلمة التي تخرج لا تعود.
لدي فقط ملاحظة صغيرة عن الكتابة، لا أحب كثيرا الشخصنة أي مصطلح ''أنت'' لأنّك إذا أعدت قراءة ما كتبته من زاوية القارئ فيبدو الأمر كأنّك تخاطبينه هو شخصيا و أنت تفترضين أنّ ذلك حصل معه، و أنا لا أحب كثيرا هذه الطريقة. مثلا عندما قرأت:
فلماذا تُشعر نفسك أنك مضطر على الحديث عن شيء لاتريد أن يعلم أحدٌ عنه؟!،
أشعر أنّك تخاطبينني شخصيا لأنّك ببساطة استعملت ''أنا'' بينما أنا شخصيا لست كذلك، و هذا يزعجني و ليس أنا وحدي. لذا أرجو أن لا تفترضي في كتااباتك أنّ شيئا قد حصل مع الشخص و تجعليه حقيقة بديهية تخاطبينه فأنت لا تعلمين من هو قارئ كتاباتك.
غير ذلك، مسيرة موفقة.
التعليقات