لو كانت أفكارنا تقرأ
ربما ماكان هناك للنفاق مكان
وكانت الشجاعة تفيض بأعين الفرسان
ولما اجتاح الكذب حياتنا واصبح سهلا بين الانام
ولما نشبت الحروب ولا تجرأ أحد على الكتمان
ربما ؟
الحمد لله لأفكارنا التي لا تقرأ، والحمد لله لكوننا لا نقرأ أفكار الأخرين، لو حدث ذلك لما إستطعنا أن ننظر في لأنفسنا. ويوجد ذلك لحكمة من الله، ويندرج كل ذلك تحت نعمة الستر التي تعد من النعم العظيمة التي أنعم الله علينا، فلا يطلع الناس منه على القبائح أو الزلات ، ولا تنكشف منه العورات، فتخيل لو قرأت أفكارنا للأخرين، سيكون منه المحمود ومنه غير ذلك، ولكن الأساس من كل ذلك هو وجود النية إتجاه الأفعال، وحرص الله على وجوب وجودها قبل القيام بأي فعل حتى في الصلاة سبق النية قبل الوضوء، فصالح الفرد من وجود نيته الصادقة إتجاه الأمر.
على الرغم من أن الفكرة تبدو مثيرة للتفكير فعلًا، فأنا أختلف معكِ في هذا الطرح، لأن مسألة الكذب نفسها لا تعتمد على الإطلاق على قراءة الأفكار من عدمه، فالأمر ليس بالجدير بالذكر، فالإنسان بشكل عام يحيد عن طريق الصواب إلى طريق الخطأ، وذلك من باب الغريزة في رأيي، حيث أن كل البشر قد يخطئون، وبالتالي لا يمكننا أن نجزم بأن العالم سيخلو من الخطيئة إذا ما اكتسب الإنسان مهارة قراءة الأفكار. الأمر لا يعتمد على ذلك فقط.
مساهمة تدعو الي التأمل والتفكير حقاً، ولاكن لست معك يا صديقي في هذا، دعني نذكر مثال حول ذلك من قبيل قرأة الافكار كيف سيكون عقلنا؟
أعتقد أن أول شيء يمكن أن يصيبنا إذا كنا نستطيع قراءة أفكار الآخرين هو الفوضى، سيشعر عقلنا بفوضى عارمة من كمية الأفكار التي يسمعها وعدم تحديد مدي طبيعتها، بالإضافة الي اننا سنصاب بالمفاجأة تارة وبالصدمة الشديدة تارة أخرى، وهذا طبيعي، فكم من الأفكار التي تمر على عقولنا ونفكر فيها وتكون غير منطقية أو أنانية أو متهورة او غير، والكثير من الامثلة حول هذا يا صديقي.
التعليقات