خرافة العذاب الأبدي، أرقتني لمدة طويلة، بل حتى فكرة العذاب في الحياة الأخرى كانت دائما تثير دهشتي واستغرابي، كانت تطرح على بالي أسئلة من قبيل ماذا سيستفيد الإله من عذاب البشر؟ وأي ذنب يستحق مرتكبه العذاب الأبدي؟ جميعنا نخطأ وقد نرتكب فضاعات في حق أنفسنا والاخرين، لاشك أن فكرة النعيم والجحيم الأبدي هي أساس الأديان وما كان للأديان أن تقوم لها قائمة دونهما، لأن من طبيعة البشر أن لا يفعلوا أي شيء إلا إذا كانوا يرغبون بتجنب الشر، أو طمعا في الخير والمنفعة، لكن ألم يكن بإمكان الإله أن يجعل مصير هؤلاء المذنبين الذين لا يستحقون الدخول إلى جنته هو العدم، أي أن يجعل مصيرهم هو العدم، أليس هذا أرحم بهم وبحالهم، أما الذين يستحقون الجنة، فسيكون مصيرهم هو الخلود فيها.
خرافة الجحيم الأبدي
العدل الإلهي يقتضي معاقبتهم ، كمثال :
في الصين مثلاً : مجرم يسرق الاطفال من أهلهم ، ليقوم بسرقة أعضاءهم وبيعها في الإنترنت المظلم ، هل من العدل أن يكون مصيره فقط العدم دون عقاب ، كذلك من قتل الأطفال في سوريا وأحرقهم
شخص اسود ايام العبودية قام سيده بربطه بجانب حفرة ، ثم القى أطفال العبد بالحفرة حتى يموتوا ببطىء أمام هذا العبد ويتعذب ... ( قصة حقيقية ) ساعات طويلة وهو يسمع انين اطفاله يتعذبون أمامه قبل أن يموتوا أمامه
ومن ثم هناك من العلماء من قال : أن النار ستفنى بالنهاية ، فالخلود فيها يعني بقاؤهم فيها مادامت باقية
والله أعلم
ولعلمك : الزمن نسبي ، ومتغير ، وهو مخلوق ، والآخرة لها مقاييس زمنية قد تختلف عن مقاييسنا
على العموم إن كنت صادقا فهذه هي الإجابة وإن كنت مشككا ، فاسأل الله ان يكف شرك عن المسلمين
وكالعادة : كلما دخلنا حسوب لنستفيد ونشارك إخواننا ، وجدنا من يؤذينا في ديننا ، وهذا الطرح ليس مكانه هنا ، مشكلتنا أنصاف الملحدين ، من قرأ له كلمتين ولا يحترم مشاعر الآخرين
ونسي أن هناك أماكن في النت مخصصة لهذه المناظرات
خلي حسوب لك ولأمثالك .. سئمنا من ذلك ....
كل مرة أقول بيتعدل الوضع . لكن لاحياة لمن تنادي من المشرفين
(( كذلك الموقع عرضة للحجب في السعودية بسبب مواضيعكم ، لو شخص بلغ حجبوه فأنتم تحرمون الاخرين من الاستفادة من هذا الموقع ))
لا أرى مشكلة في سؤاله، ومن يخاف على إيمانه من أصغر سؤال فعليه مراجعة إيمانه، لا مهاجمة من يستعمل عقله كما أمر الدين.
أعتقد أن علينا هنا التفرقة بين المنطق الإيماني، والمنطق البشري في تفسير الأمور، عندما يصل الإنسان لمرحلةٍ يمكن فيها أن يقول لنفسه أنهُ "مؤمن" بالله وبدينه وما يترتب على هذا الإيمان من تسليمٍ بعدل الله فإنّ مسألة أبدية العذاب من عدمها قد لا تؤرقك لهذا الحد لإيمانك بأنّ الله أرحم بعباده من أيّ أحدٍ وأن عدله يفوق أيّ تصورٍ بشريّ للعدل، وقد ذكرت آراءٌ في التاريخ الإسلامي تقول بفناء النار كما قال بهذا عددٌ من المفكرين المعاصرين إلّا أنني لست متخصصاً لأذكر هذه الآراء والردود عليها، الفكرة هنا أنك لا تستطيعُ مناقشة الله كند، وإلا لما كان هذا هو السؤال الوحيد الذي يؤرقك، ليست المشكلة في الشكّ أو في أن يؤرقك تفصيلٌ ما في الدين والعقيدة ولكن المشكلة في الطريقة التي تعالج بها هذا الأمر، ولو فرضنا جدلاً أنّ العدم هو العذابُ الذي سيحلّ بمن ارتكب المجازر والفظائع وجحد بالله وتسبب بالمآسي وغيرها من الأمور، فهل العدم "المريح" عقابٌ فعلاً؟ أليس العدم هو ما ادعى الكفار أنّ مصيرهم إليه أصلاً؟ في هذه الحالة سيكون "العدم" مكافأة وليس عقاباً، وسيجادل أحدهم، بنفس المنطق، أنّ الله كافأ هؤلاء ولم يجازيهم عمّا فعلوا في الحياة الدنيا..
لن أحدثك من ناحية دينية فخبرتي قليلة في الموضوع لكن فكرتك قد سبق عرضها في بعض الأعمال الفنية التي راقتني لذا فكرت أنني ما دمت لن أجيب على تساؤلك بطريقة مرضية أن أرشح لك هذه الأعمال علك ترى فيها أفكارًا جديدة تشبه فكرتك وربما ترى مشاكل هذه الأفكار وكيف أن تطبيقها ليس بالسهولة التي تعتقدها
بالنسبة لي أحب التعرض لمثل هذه الأفكار والأعمال الفنية التي قد تخرج منها.
- أنمي Death Parade: أو موكب الموت وهو يتحدث عن مكان بعد الموت تذهب فيه ليتحدد مصيرك وهناك مصيران في ذلك العالم وهما أن يعاد إحياء روحك من جديد في جسد أخر أو أن تذهب إلى العدم. هل العدم نهاية مناسبة المخطئ حقًا؟
- مسلسل The good place: يتحدث عن نموذج لا يكون هناك جنة أو نار لكن هناك المكان الجيد والمكان السيء وتتعدد فيه طرق التعذيب ولكن سأحاول أن لا أحرق.
هناك أعمال أخرى ولكن عليّ توضيح أن لا عمل من هؤلاء يمكنه أن يدعي أنه يعرف الحقيقة إنما هو مجرد تلاعب وتجربة أفكار.
ومن الكتب التي قد أرشحها لمعرفة أفكار الديانات السابقة والأساطير التي قد تكون مشابهة كتب فراس السواح بالكامل
مثل مغامرة العقل الأولى والرحمن والشيطان
فكرة العذاب والنار قد تفوق استعابنا، ولكن يجب أن نؤمن بالحكمة الإلهية وندرك محدودية عقلنا الذي لا يمكن أن يستوعب كل شيئ. ولنتذكر دائما أننا لا يمكن أن نحدد أو نعلم من سيخلد في العذاب ومن لا، فأحيانا كأشخاص أخيار لا ندرك كم الشر الموجود في العالم. فمثلا إذا نظرنا إلا معاناة أم فقدت أبناءها على أيدي إرهابيين متوحشين، سندرك أن العدم ليس عادلا بحق من ارتكب شناعة كتلك.
بالإضافة إلى ذلك، لولا فكرة الحساب والعذاب، لانتشر الشر بشكل أكبر. فأنا أدرك أن الكثيرين لا يرتكبون أفعال سيئة من منطلق الضمير الإنساني لا الخوف من العذاب، ولكن يوجد في المقابل أناس لا يتمتعون بضمير حي فيشكل خوفهم من الحياب رادعا لهم.
التعليقات