مرحباً من جديد يا أصدقاء .. يبدو أنني سأطل عليكم كل يوم فحسوب عالمي !

أكتب لكم هذه المساهمة في الساعة الواحدة والربع بعد منتصف الليل، الوقت المفضل للخفافيش ودوري الأبطال وتقوى التي تقطع الوعود في كل الليلة بأن تنام مبكراً ولكنها تفشل أمام إغراءات الليل اللانهائية !

بالتأكيد قد مرّت عليكم تغريدات أو منشورات أو محتوى بشكل عام يسخر من الأفكار التي تأتي بعد منتصف الليل، فمنهم من يصفها بالإندفاعية أو الحالمة ومنهم من يصفها بالغرابة والطرافة، والبعض يراها مزعجة وهم أولئك الذين يحاولون النوم وسط ضوضاء أدمغتهم التي لا تهدأ ..بالنسبة لي أحب أفكار الليل وأجد في الليل ذروتي، وبكل تأكيد أفضّل الكتابة ليلاً حيث عنفوان المشاعر وتوافد الأفكار وهدوء العالم الخارجي وكل تلك مغريات التي يحبها كل كاتب .. بل إن أفضل كتاباتي حسب تقييمي هي تلك التي كُتبت ليلاً !

أحياناً أشعر أنني أصبح أذكى بالليل .. تراودني أفكار عبقرية حقاً لدرجة أنني أتساءل عن سبب اختبائها في النهار وحين حاجتي إليها، وينتابني شعور أنني لا أفكر نهاراً بل هو وقت راحة كلية لدماغي الذي أشكره على اختياره المسير عكس تيار الطبيعة لأقع في ورطة مستمرة !

يقال أن المشاعر تهيج ليلاً، فيصبح الحزن أعمق وتصبح السعادة ألذّ .. نصبح رومانسيين فجأة ! بالاخص إذا تزامن ذلك مع مشاهدتنا لمشهد مليء بالعاطفة .. ما رأيكم أنتم ؟

قاعدة أخرى فيما يخص أفكار الليل، لا ينبغي أن تتخذ قراراً بعد منتصف الليل يا صديق لأنك ستندم عندما تستيقظ صباحاً لترى إنجازك العظيم الذي تحول إلى فضيحة .. فتلك الفكرة الإندفاعية الساحرة التي قررت أن تتحدى الوجود لتصبح حقيقة تحولت في الصباح إلى تصرف محرج أوقعك أسيراً للندم والتساؤل "كيف كنت مقتنعاً بهذا الأمر، كيف فعلتها؟" .

في الختام أعزائي لا تكترثوا لعنوان المساهمة، فكروا ليلاً كما تحبون وأطلقوا العنان لخيالكم ولكن كونوا حذرين في تعاطيكم مع تلك الأفكار، أيضاً لابد أن أنصحكم بمحاولة التوقف عن التفكير المستمر قبل النوم لأنه سيفرز لكم أحلاماً غريبة ومتداخلة كالتي أراها !

إلى اللقاء يا رفاق .