منذ أيام حدثت واقعة مفجعة للقلوب لدينا بمصر، ربما سمعتم عنها عبر وسائل التواصل، فمن قسوتها تعاطف وتأثر بها جموع الوطن العربي.

ُتٌوفي ثلاثة أخوات بحادث طريق أثناء عودتهم من الجامعة، دعواتكم لهم بالرحمة والصبر لذويهم، الخبر مفجع ومؤلم، صيدلانية وطالب أسنان بالسنة النهائية وطالبة أسنان تقريبا بالسنة الأولى، كمية وجع لا يمكن حصرها.

ما أريد أن أناقشه معكم التالي،

ببداية الحادث علمنا من وسائل التواصل أنهم كانوا 3 بسيارتهم الخاصة وتوفوا إثر الحادث، حتى صادفت فيديو لأحد الشباب والذي يقص الحادث من البداية واتضح أنه كان الرابع معهم بالسيارة، وابتدى بقص الحكاية بداية من عدم تحكمهم بالسيارة نتيجة الظلام الدامس على الطريق وصادفهم بعد ذلك ترعة كبيرة ولأن المرحوم فقد السيطرة على المكابح سقطت السيارة بالنهر.

وعندما سأل الشاب أصدقائه من يمكنه السباحة، كان الجواب صادم لا أحد غيره، بدأ بقص حكايته وأنه حاول أن يسبح مع أحد الفتيات ولكنه تفاجىء أنها تركته ورددت الشهادة، وبعدها حاول البحث عنها لكن لم يجدها وخرج من المياه، هذا باختصار.

استوقفني هنا أمران الأول التشكيك المتعمد من المشاهدين على نيته منه من اتهمه بالكذب، ومنهم من اتهمه بأنه ذهب بنفسه لينجو دون أن يساعد أحد خوفا على نفسه، ومنهم من اتهمه أنه من كان يقود السيارة وقد قفز منها تاركا أياهم بها لتسقط بالمياه. ما السبب الذي يجعل التشكيك بالنوايا سهلا هكذا؟ الجميع يشكك لدرجة ملفتة حتى أني تأثرت بهم أثناء المشاهدة، وبدأت أفكر مثلهم.

الأمر الثاني والذي بدأت أفكر به، ماذا لو كنت مكانه، وكنت أنا الوحيدة التي تجيد السباحة في عرض ترعة في الليل ودون وجود أي مساعدة، ماذا كنت سأفعل؟

هل سأذهب لأحاول مساعدة أحدهم، أم من الخوف وكما نقول حلاوة الروح سأذهب ولا أفكر في أحد سوى أن أنجو وأخرج على البر ثم أساعدهم؟

السؤال حيرني كثيرا، هل نجاته بنفسه هنا بها غدر وعدم إنسانية، أم أنه قد يكون قرار صائب في حال ناجي واحد أفضل من أن يموتوا جميعهم؟

أخبروني كيف رأيتم الأمر، وماذا سيكون رد فعلكم إن كنتم مكانه؟