رحل ريان ولكن سيظل راسخا في قلوبنا ، الطفل ريان الذي سقط في بئر في عمق 32 متر من اصل 60 ظل صامدا طيلة 5 ايام قبل أن توفته المنية ، رحل بعد ان اكمل مهمته في توحيد صفوف العرب والمسلمين ، وطفي نار الفتنة التي كانت تشتعل بين الأشقاء ، رحل ريان الى جوار ربه وكل العالم شاهد عليه . رحمك الله يا صغيرنا انا لله وانا اليه راجعون 🥺
رحل ريان
جميعنا نعاني من وقع الصدمة إلى الآن .. سبحان من سخر له هذه الجموع الغفيرة .. سبحان من جعله شرارة توقظ انسانيتنا .. سبحان من جعل صورته ترسخ في عقولنا و لا تغادره .. رافقتني صورته و ملامحه طوال ال5 أيام الماضية و حتى الآن .. و الآن إنها و الله لا تفارقني للحظة .. و لا يفارقني الحزن و لا تفارقني الصدمة لا أدري لماذا .. لا أعلم هل لأطباء النفس تفسير للحالة التي وقعت فيها .. أشعر و كأن الإكتئاب يحاصرني من كل جهة و كل ما مرت صورة الصبي علي تنهمر الدموع من عيني تلقائياً .. أشعر و كأنني جربت الأمومة لأول مرة في حياتي !
رحمه الله و صبّر والديه و ربط على قلوبهم .. و جمعنا به في الجنة مع رسول الله عليه أفضل الصلاة و السلام .
لقد صدمني للغاية الأمر، حيث أن المدة كانت طويلة لكن طونه على قيد الحياة منحنا جميعًا الأمل بأن إمكانية النجاة موجودة. المشكلة أن ما أصابني بغضب شديد للغاية هو تداخل الأخبار مع بعضها البعض، حيث أن بعض الوكالات الإخبارية قد أعلنت عن وفاته فور أن خرج من البئر، بينما أكّدت معظمها أنّه ما زال على قيد الحياة وأنه نقل في سيّارة إسعاف بديلًا عن المروحية للاعتناء بحالته الصحّية، ثم خرج البيان الرسمي من السلطات المغربية بوفاته. الأمر كان صعبًا للغاية وتضارب الأخبار كان شيء سخف جدًا في هذا الظرف.
في غالبل الأحيان أنسنة أي قضية سوف تحظى بالتعاطف الانساني وتتجاوز اللغة والدين والمعايير المختلفة للمجتمعات، مثل الموسيقى التي قد تجذب مجموعة مختلفة من الناس لا يتفقون على رأي ولا يلتقون في مكان، لكن تلك الموسيقى قد تكون المفضلة لديهم دون أن ينظروا لهذا المعيار.
ريان الطفل البريء موسيقى حزينة في عالمنا جميعنا عزف حزنه وكان يتوقع الأسوأ ويدعو للأفضل ولكن ارادة الله كانت الفاصل في كل ذلك ولعل في ذلك حكمة قد لا نتلمسها اليوم ولكنها قد تظهر في يوم ما ليس ببعيد.
رحم الله ريان وصبر والديه وجعله طيرا من طيور الجنة ومغفرة لوالديه.
التعليقات