يطلون علينا من منافذ شتى بإشراقتهم البهيه التي لاتفتقد أبدا ولا تخلو مطلقا من عناصر الجذب المختلفه الأخاذه البراقه لصغار العقول وحديثي السن العمري و الفكري والنفسي والعاطفي و هم يدركون جيدا مدى تأثير هذه المنافذ في صناعة و تخليق وجدان و نفسية و سمات فكر المتلقي ، وهم متيقنون أيضا أن الجهاز المناعي اللاواعي داخل مخ الكل الآن في حالة وهن حاله متردية سقيمه تسمح بنفاذ جراثيمهم الفتاكة الموهنة للعقل قبل الجسد،
يرسخون عن طريق سياسة إكذب و إكذب حتى يصدقك الناس ،كرر و كرر حتى تخرجهم من إطار التوجيه المباشر إلى سياسة التوجيه اللامباشر للعقول و الأفئدة -لإدراكهم أن التوجيه المباشر لا يأكل خبزا مع هذا الجيل- .
فتتسلل أفكارهم كما يتسلل الماء الصامت من تحت الأبواب و من خلال الشقوق الضيقة ، فلا تلبس أن تفتح عينيك فجأة حتى تتفاجأ بالماء قد أفسد كل كل شيء .
هو صحيح (ماء) ، و الماء معروف أنه مصدر كل حياة و كل خير و نماء و بركة ، و لكن عندما يستخدمونه متسللا و متسربا من خلال نوافذ غير صحيحة و غير مشروعة ليست هي أماكن جريانه التي أرادها الله له حتى يكون مصدر الخير و البركة و النماء فهم بذلك يحولون النعمه إلى نقمه والمنحه إلى محنه للأسف فيصبح الماء الذي خُلق منه كل شئ حي هوه نفسه سبب الغرق وإفساد ماحوله من نعم
فيهيمنون بأساليبهم الدسيسة على قناعات و مبادئ لصغار لا تسمح لهم حداثة سنهم بعد بفلترة أو باختيار ما يتلقون وما يقدم لهم من مفاتن على المائدة الشهيه الجذابه الممتلئه بخيرات الشيطان ،فيتنشؤون على هذا ، و تصبح تلك المنافذ الحديثة هي مصدر الدين الجديد و التشريع اللاسماوي لهم و بديل دور الوالدين المغيب بقوة سلاح البحث عن المادة "التي بالكاد تكفي لسد احتياجات الأسرة الأساسية جدا جدا"
فنرى جيلا لا تستطيع أن تحدد ماهيته ،
أهم ذكورا أم إناثا ؟! إناثا أم ذكورا ؟! أهم رجالا أم أطفالا؟! أطفالا أم رجالا ؟!
أهم أطفالا أم سيدات ٍ كبارا ؟!
فتقف مندهشا متوترا تتزاحم وتختلط في عقلك الصور وتتلعثم في فمك الكلمات . من يكونوا هؤلاء ؟! ولماذا ؟!
إنك ترى فيهم عشوائية الفكر و تخبط الأهداف و تشوش الرؤى و ضياع ماهية الشخصية العربية المؤمنة في هيكل بني آدم لا هوية له،
له تفسيراته الخاصة جدا للأشياء التي يمكنك أن تضع تحتها مائة خط أحمر .
و لهم مصطلحاتهم الخاصة للكلمات و التي يقشعر منها بدنك عندما تدخل إلى طبلة أذنك كصواريخ أرض جو سامة .
يتراشقون على وسائل التواصل الاجتماعي على كل شيء و على لا شيء و في كل مناسبة و غير مناسبة كلما سمحت الفرصة بذلك. يتنمرون على خلق الله و يرون أن هذه خفة ظل و دعابة .
يهدرون أوقاتهم و صحتهم و أموالهم قلت أم كثرت على كل ما هو غث و رخيص.
و إذا نقبنا عن الحقيقة ، سنجدهم ليسوا جناة بل هم "مجني عليهم".
الجناة الحقيقيون هم من يطلون عليهم ، يوجهون المجتمع بعباراتهم البراقة و طرقهم الخفية و يقدمون لهم " المساخر و السموم " مغلفة بورق من سلوفان لامع و جذاب و براق ، مستغلين مكانتهم و شهرتهم "و هي ليست معيارا لكفاءتهم " و أحيانا نجوميتهم الزائفة ، فتنخدع الفريسة و تفرح و تهرول نحو البريق السلوفاني و تخطف "بونبونة السلوفان" و تفتحها حتى تستمتع بحلاوتها ، فإذا هي السم الذي يسري في عروق الوجدان و الفكر فيصبغهم بهذه الصبغة المقيتة التي نجلس نتأملها في ذهول من احترافية " شياطين الميديا " ، الذين لا دين لهم بل لا إله لهم غير جيوبهم مدعين أن " المجتمع عايز كدة "
لكن في الحقيقة يا سيدي :-
*جيبك اللي عايز كده ..*
فلتعلم نفسي أولا وليعلم إخواني في الله جميعا المُلقون والمُتلقون ، الكاتبون والقارئون :- أن الكلمه نور وبعض الكلمات قبور وأن الله كلمه وكتبه السماويه كلمات .
فلا تستهينوا بالكلمه التي ربما تغير واقع مجتمع بأثره ، لا تستهينوا بوقعها في الأنفس ولا بإيقاعها في الأذن والأذهان .
فلنخف الله جميعا فيما نقدم لأن كما قال ربنا جميعا سبحانه وتعالى *وماتقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً واستغفروا الله إن الله غفورٌ رحيم*
ف "خلوا بالكم جميعا من عيالكم" ، هم أمانة الله لديكم ستسألون عنها في يوم لقاء عظيم لا ريب فيه . أولادكم هم إستثماركم الحقيقي الذي تستثمرون فيه أعماركم حقا و لا تلهثون وراء فتنة المادة فقط التى تكتنزونها لهم ولكم وتصرفكم عن تنشئة أولادكم بما يرضي الله ومتابعتهم وتحصينهم من الفتن التي تلح عليهم عنوه من المنافذ الملحه بشده و المختلفه والسهله والمتاحه في ذات الوقت ثم تكون تلك الأموال التي صرفتكم عنهم عليهم و عليكم حسرة بعد فوات الأوان .
فسبحان الله مع أن المال وسيله للعيش الكريم المحترم المتوج بحسن الخلق والفضيله لكم ولأولادكم وليس غايه في حد ذاته والله ..
✒️د/ياسمينا شاهين
التعليقات