لا تخلو قصة أي كاتب من تواتر الأحداث، و لا يخلو قلمه من هذيان! فلا يوجد ما هو مضمون لكاتب يمضي بقصته يحكي عن الإنسان!!            وكيف يسرد أحداث أسست كيان          بلا صدق، بلا إيمان، بلا احساس، بلا برهان!!        القلم يسرق الكاتب في كثير من الأحيان         يسرقه من فكره، من عالمه، من نفسه         و يأخذه الى أبعد مكان .          و في تلك اللحظات، قد تضيع فكره، تتوه أحداث، و ربما يملأ الغموض الأركان!!      ليس بهدف طمس الحقيقه او ادهاش القارئ، أو العاده عن ملابسات الواقع، بقدر ما ينسب إلى غرق الكاتب في تفاصيل الأحزان...    فالكاتب إنسان عاطفي في الأساس، و عاطفته هي سر سعادته و سلامه النفسي و في كثير من الأحيان هي مفتاح حيرته و غرقه في تفاصيل الأحداث..     و لكن في الحقيقه، في بعض الأوقات قد يكون القارئ غير مطالب بتفهم جوانب و مشاعر الكاتب، مما يدفعه إلى الملل و السرعة في قلب الصفحات او حتى البحث عما يسليه سريعا كمسلسل على التلفاز!!!      و ينسى القارئ ان التفاعل الحقيقي و المعرفه الفلسفيه الذهبيه تكمن في فهم الكاتب و شخصيته، و أن قلمه ما هو إلا صوت يأتي من الأعماق ليعبر عن هدف حقيقي تكمن متعته في اكتشافه ذاتيا من وجهة نظر كل قارئ يحاول أن يغير من فكره و يستفيد بما حوله...          كما يجهل الكاتب في كثير من الأحيان بضرورة الفصل الواضح بين ما هو حقيقي و ما هو خيالي، ما يريد أن يقوله، و ما يشعر به، و ما يريده أن يصل للناس....        فإذا ما توصل الأدب المعاصر لفن التفاعل و حقيقة التفاهم الفكري المتبادل، لصرنا في مجتمع افضل، بذوق عام أرقى، يتميز بالنقاء و الشفافية و احترام الشخصية...

د.ياسمينا شاهين