هناك حقائق معروفة لدى الجميع أن كل شئ سيحدث لك في المستقبل مكتوب و معلوم عند الله سبحانه وتعالى و نحن في بطن امهاتنا .

و لكن المشكلة الكبرى هي استخدام سلطة كلمة ( القدر ) في تبرير أي حدث ضار ، بعيدا عن السبب و المسبب و كأن العنصر البشري ليس له يد في الموضوع. و لكن لو وضعنا الامر تحت العين المجردة و رجعنا بالاحداث الى الوراء شيءا فشيءا سنجد أن السبب عنصر بشري و ليس كائن من الفضاء .

حتى الكوارث البيئية الكبري ، أبرزها حاليا مشكلة الاحتباس الحراري التي تسببت بطريقة مباشرة في زيادة سعر مشروب القهوة الذي تشربه في الصباح .

سنجد في نهاية كل أمر أنه كان يحتاج حكمة أو نظرة مستقبلية فيما بعد لا اكثر من ذلك .

لكن ما يحدث العكس؛ بعض الاوقات نضع شهوات الدنيا هي المتحكمة في القرار .

بعض من الاحداث التي نقابلها في حياتنا:

- شاب مريض بالسمنة و داء السكري تناول وجبة طعام تحتوي على الدهون الضارة رغم تحذيرات الطبيب و تناول نصف قالب حلوى، بعدها كوب شاي اخضر لينفذ بعض من تعليمات الطبيب حتى لا يشعر بالذنب. و نام بعدها و دخل في غيبوبة لمدة زمنية و مات .... جاء الاقارب و من اصيب بصدمة و تجمعوا في مجلس عائلي ، ليسأل احدهم عن السبب و كيف حدث ذلك ؟ انه شاب و في مقتبل العمر ؟! ليرد من ليس لديه اجابة و يقول عمره قضاء وقدر .

مثال اخر: انت لا تجيد السباحة ، العقل سيقول لك لا تسبح و يبدأ في افراز هرمون الكورتيزول و يزيد من توترك ، ماذا عليه ان يفعل لك اكثر من ذلك كي تحمي نفسك . و لكن البعض يتجاهل و يفعل ما يريد متجاهلا جميع الثوابت و تحدث الكارثة و يتحدث البعض في الجهة الأخري عن الاقدار .

هذا ما نعيش فيه اليوم ، ننسب كل شيء سيئ الى امر الله . إنه شئ محزن ، الله يريد بنا الخير ، هذا الكون كله مسخر لنا لخدمة الانسان كل هذا من اجلنا . الماء في أحسن صورة وجد لكن الانسان هو من لوثه بمخلفاته ، الهواء ما اجمله و لكن دخان مصانع البشر غيرته ، الفواكه من كل شكل و لون لكن الاأحاث المعملية و خطة زيادة حجمه الى الضعف. نحن من أساء استخدام النعم ، الانسان حارب اخاه الانسان ، و حارب نفسه و لم يدع الطبيعة كما هي ، حتى ظهرت علينا الامراض اللعينة و عندما يمرض احد نذكر القضاء و القدر في النهاية .

العقل هبة لنا يجب عند البعض استخدمه اكثر من ذلك في نفع النفس و لخير الامة فهو يحمي الشخص نفسه و يحمي الاخرين .

القضاء و القدر هو قانون إلهي ينتج عن :

بذل جهد + فعل+ التوكل على الله ... و الناتج منه يقابله استحسان و شكر و حمد الله على فضله و نعمه و عند عدم التوفيق نرضى بقضاء الله. عندها يكون قول القضاء و القدر في موضعه الصحيح.

في النهاية اي كان لا تفعل الخطأ بيدك ، لا تقتل، لا تسرق، لا تفعل الفواحش و تقول هذا ما يريده الله. لا ترتكب خطأ يفتقر الى مقدار من الذكاء و تنسب هذا الخطأ الى أقدار الله .

قضاء الله و قدره هما النتيجة التي تذهب اليك بعد تعب و توكل عليه .