هناك ثلاثة طرق ومناهج معرفيه حددها القرأن لحصول العلم والاستنتاج السليم،، مع ملاحظة ان المناهج المعرفيه تختلف تماما عن الوسائل المعرفيه،، فالمناهج المعرفيه هي عباره عن طرق تمثل كيفية ثابته لايمكن أن تتغير علي الاطلاق في معرفة الشيء واستنتاجه،، اما الوسائل المعرفيه فهي كيفيات متغيره لحصول العلم والاستنتاج وهي السمع والبصر والفؤاد،،

أما المناهج المعرفيه فهي ثلاثه طرق لحصول العلم والاستنتاج وهي الاتي :

١-الوحي : وهو منهج خص الله به الأنبياء وأصحاب الرسالات،، حيث أن مقاصد الشرع العليا لاتدرك الا بالوحي والحيل الشرعيه لدفع الباطل وحماية الحقوق الفرديه والعامه هي مما تدرك بالوحي النبوي الشريف ولا مجال فيها للعقل البشري العادي المحدود في قدراته القاصر عن الإدراك والاستنتاج.

٢-الحدس والبصيرة النيره : وهو منهج خص الله به أوليائه وعباده المخلصين والغرباء وعابري السبيل الذين ادركوا حقارة الدنيا وضألة قدرها وعظم قدر الاخره،، ومن خصائص هذا المنهج هو أنه يتميز بادراك عواقب الأمور الوخيمه واجتناب حدوثها،، 

وادراك العواقب الحسنة واغتنام الظفر بها،، وقد ضرب الله تعالى مثالا لهذا المنهج في القرآن لشخصية الخضر عليه السلام لما خرق السفينة لما علم ان ورائها ملك سيأخذها غصبا وينهب ما فيها من المال والكنوز،، وقتل الغلام الحسن لما أدرك عاقبة انه سيرهق ابواه الصالحين طغيانا وكفرا اذا كبر،، ورفع الجدار قبل أن ينقض لما علم ان تحته كنز وخير سيرثه الأبناء عن ابوهما الصالح،، ومثل هذا المنهج في التفكير والمعرفه لايستطيع ان يدركه منهج الوحي الذي أعطاه الله للأنبياء رغم انه يفوقه قدرة ومعرفة . 

٣-العقل : وهو منهج معرفي في العلم والاستنتاج أعطاه الله لعموم خلقه من البار والفاجر والصالح والفاسد ،، ولكن الله نزعه من الكفار والمشركين الذين جحدوا الرسالات وأنعم الله وحاربوا الأنبياء

لما كان جوابهم على خزنة جهنم ان لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في أصحاب السعير ، فالمشركين والكفار لايملكون موهبة التفكير العقلي السليم فهم يحترفون منهجا اخر مناقض للعقل السليم وهو منهج التكذيب والتشكيك، فالكافر اذا نظر الي ثعبان مثلا سيشكك في انه ثعبان ويقول كيف هذا ثعبان ولماذا سمي ثعبانا ولماذا يكون قاتلا ولايكون حيوانا اليفا كالارنب او القطه ويظل في كثير من الشك والتكذيب وكثرة التساؤل بلا غاية ولا هدف حتى يأتي إليه الثعبان فيلدغه لدغا يموت معه ويسم ويظل يسأل ويشكك لماذا أنا بالذات لدغت ودخل السم في جسدي من الثعبان... الخ ،، ومنهج العقل يدور على امرين هما :

- اليقين الجازم الذي لايحتمل اي شك او تكذيب.

- الأثر المتولد عن هذا اليقين ومايقتضيه من عمل وتصرف .

**وقد نظر القران الي الشك المناقض لليقين بأنه درب من التيه والضلال والفساد،، فيكون من أولى موجبات منهج العقل السليم هي أن يكون التفكير منطلقا من قواعد يقينيه واجبة اليقين ولاتحتمل اي شك ولا تكذيب،، وان يكون يقينها ثابت بدليل عملي واضح،، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ( دع مايريبك الي ما لايريبك) 

--- كما ويجب ملاحظة جيدا أن ما لايدركه العقل البشري المحدود في إدراكه ،، يستطيع أن يتفوق في إدراكه كلا من الوحي والبصيرة النيره

فقد لايستطيع ان يدرك العقل البشري العادي كيف يكون جناح الذبابة الأيمن فيه الدواء والشفاء،، ولكن منهج الوحي النبوي يستطيع أن يتفوق في هذا الإدراك عن العقل البشري العادي،، وقد لايستطيع ان يدرك العقل البشري العادي كيف يتم خرق السفينة وهي تسير في البحر وتغرق بما فيها من كنوز ثمينه،، ولكن منهج البصيرة النيره الذي أعطاه الله لاصفيائه وأوليائه يستطيع أن يدرك ذلك جيدا من حيث أن هذا تجنبا لخطر القراصنة والناهبين فيفضل غرق صناديق الكنوز في البحر على أن يتم نهبها،، فهي اذا غرقت سيسهل الحصول عليها والوصول إليها،، اما فلو نهبت من القراصنة فهي لاتسترجع بسهوله وربما لن تعود بتاتا.