في خضم نقاش ما حول ردود أفعال الناس كنت اقرأ مقالًا مهمًا حول كيف تتأثر نفسيات الناس بأفعال الآخرين، وكيف أن تصرفات الناس تجاه بعضهم البعض هو جزء مهم جدًا من تكوين الشخصيات وردود الأفعال، إلى أن قابلت حكمة لشخص يدعى سودجورو وكثير من الناس يلجأون إليه للحصول على حلول حول كيفية التصرف في مشاكل حياتهم، شاهدت مقطعًا وهو يقول لأحدهم أن جزء من التعافي النفسي يتلخص في فكرة التخلص من الأفكار التي نجبر عليها أو بمعنى أصح نتلقاها من الآخرين.

دعني اضرب لك مثالًا، يقصد الرجل أنك ربما تتعرض لجار يقول لك يوميًا كلامًا مشينًا وجارحًا، ويدفعك أنت لأن تشعر بالإهانة جراء كلامه، وعقلك يجبرك على التساؤول كل يوم، هل أنا حقًا مريض؟، في حين أنك لو قررت لعقلك أن يتوقف عن التساؤول أو حتى أجبته إجابة مريحة مثل أن جارك مجنون أو أنه مختل أو أن من طبعه عدم احترام الناس لاستراح عقلك وأراحك! ولن يعود هناك مكان لتساؤولات إجبارية يسألها عقلك كل يوم.

لم تضح الفكرة كثيرًا بالنسبة إلي إلى أن قرأت منشورًا آخر لواين داير عن طرحه لسؤال معتاد على جمهوره: إذا أخذتَ برتقالة وعصرتها بيدك ماذا سيخرج منها؟!.

الجمهور: عصير برتقال!.

واين: هل من الممكن أن يخرج منها عصير تفاح؟.

الجمهور: لا!.

واين : هل من الممكن أن يخرج منها عصير قريب فروت؟ أو عصير ليمون؟!.

يجيب الجمهور:لا!.

واين: لماذا دائماً يخرج من البرتقالة عصير برتقال عندما نعصرها ولا يخرج منها أي عصير آخر؟! الإجابة ببساطة: لأنَّ هذا هو ما بداخل البرتقالة!، وهذا الأمر ينطبق عليك أنت أيضاً.. إذا عصرك شخص ما في هذا الحياة وقال لك كلاماً لم يعجبك أو تصرَّفَ معك تصرُّفا لم يرق لك.. حينذاك يخرج من داخلك شعور بالغضب، أو الكراهية، أو التوتر، أو القلق، أو الضغط. وحينذاك تقول: إنَّ الشيء الذي سبَّبَ لي هذا الشعور هو ما قاله لي ذلك الشخص، أو الطريقة التي تصرَّف بها معي، ولكن الحقيقة هي أنَّ ما خرج منك هو الشيء الموجود داخلك. فإذا كنت لا تحب الشيء الموجود داخلك يمكنك تغييره".

حاولت تطبيق الأمر بمثال على نفسي: إذا أخبرني أحدهم أنني كاذبة مثلًا ماذا سأشعر؟ وجدت أنني أم أن اختار أن اصدقه ويظل عقلني يسحلني في المتاهات، أو ببساطة لا اكترث لما يقوله وأخبره أن يكف عن سوء التصرف معي!

هل تتفقون مع سودجورو وواين؟