هل حقاً كان شهريار يقتل امرأة كل ليلة؟ .. و ما الذي دفعه لذلك؟ .. هل هو الملل؟ .. وإذا كان شهريار رجلاً ملولاً فكيف إستطاع أن يستمع إلي امرأة واحدة الف ليلة و ليلة .. تقص عليه في كل ليلة حكايتها التافهة؟ .. و هل يوجد هذا الرجل الذي يهجر أصحابه .. أو يترك مباراة كرة قدم .. أو ينسي وظيفته فيسهر كل ليلة حتي الصباح من أجل أن يسمع حكاية من امرأة .. و لمدة ثلاث سنوات.

لم يذكر لنا مؤلف الف ليلة لماذا توقفت شهر زاد عن حكاياتها في الليلة الثانية بعد الألف .. قد تكون إنشغلت بعيالها .. أو أن شهريار قد مل منها فطلقها .. أو قتلها .. لا يهم .. المهم أن شهريار إتسع صدره لأن يعطي شهر زاد أذنه و قلبه ألف ليلة .. و المهم أن المؤلف قد ظلم شهريار الذي لم يقتل أحد.

إن الرسالة التي أراد المؤلف أن يهمس بها في أذن كل رجل هي : إستمع إلي زوجتك حتي لو قصت عليك قصص تافهة .. حتي لو قالت كلام فارغ .. فالمرأة تحب أن تتحدث .. و تحب أن تجد من يسمع حديثها التافه.

في كتب الحديث حديث طويل جداً تحكي فيه السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه و سلم حكاية أحد عشر إمرأة مع أزواجهن .. حكايات لا تعني النبي .. و لا تعني اي رجل أن يسمعها .. و لكن النبي إستمع لها حتي فرغت .. و قال لها " كنت لك كأبي زرع لأم زرع غير اني لا أطلقك" .. أي أنه سمع و تكلم .. أي أنه لم يدعي أنه يسمعها.