هل تؤمن بوجد ارادة حرة، اذا كانت الاجابة نعم او ب لا ، ممكن تشرح لي باختبارات حياتية؟

قراراتنا تخضع لسلسلة لا نهائية من الأسباب، فإن تفسير الحتمية حقيقي وبهذا فإننا لا نمتلك إرادةً حرة

هذه حقيقة لابد من الإعتراف بها، ما نحن عليه الآن ما هو إلا نتاج لما مضى، وقرراتنا الحالية والمستقبلية تتوقف على ما مررنا به في ماضينا، هذا إن لم ندرك حقيقة الأسباب التي تشكل قراراتنا، أي ندرك بصورة ناضجة ما مررنا به، فيمكن أن تكون وقعت لنا عدة أحداث في الماضي وفسرناها حينها بما يتوافق مع قدراتنا العقلية والنفسية وقتها، وبناءً عليها قمنا بإتخاذ عدة قرارات، ونتخذ قراراتنا الحالية أو المستقبلية بناءً عليه أيضاً، وهذا تطبيق فعلي لنظرية الحتمية.

أما إن قمنا بمراجعة تلك الأحداث وتفسيرها في ضوء التطور العقلي والنفسي الذي حدث لنا على مر السنوات، فيمكن أن نجد معاني وتفسيرات مختلفة لتلك الأحداث، وإن لن نجد أي تفسيرات مختلفة لما حدث، فيمكننا تحجيمها بحيث على تؤثر على قراراتنا الحالية، وهنا يتضح دور إرادة الشخص في عدم السماح لما مضى أو السماح للمعطيات الحالية بالتأثير على قراراته، عن طريق إعادة تقييمها وتحجيمها.

نظرية الحتمية تحدث للإنسان في المراحل الأولى من حياته، طفولة ومراهقة وبداية الشباب، الوقت الذي لا يمتلك فيه أمره، أما عندما تتشكل شخصيته ويصبح أكثر نضجاً وإدراكاً، يصبح قادراً على التحكم في حتمية الأسباب التي تشكل قراراته، تصبح إرادته هى المتحكمة وليست الأسباب.

الإرادة الحرة تتجلى في العديد من مناحي الحياة والأمثلة عليها لا يمكن حصرها.

ولكن لغرض الشرح بتجربة حياتية كما طلبت فلنأخذ مثال الطالب المجتهد الذي قضى ليله ونهاره في المذاكرة والإطلاع ثم جاء يوم الامتحان ليجد نفسه مريضاً فهل معنى هذا أن القرار خرج عن يده وأن إرادته تعطلت هنا بفعل الجهاز الذي تعطل في جسمه، بالطبع لا فسيكون بيد هذا الطالب أن يتخذ قراراً بالجلوس في المنزل والمضي قدماً في إجراءات طلب إعادة الامتحان له أو الذهاب برغم مرضه ومحاولة فعل ما يمكن فعله وفق المتاح من المجهود ولكن في كلنا الحالتين سيكون حر قراره.

وعلى نفس القياس سيختار الكلية التي سيرتادها بحرية إرادته وإن كانت هناك أسباب مؤثرة في اختياره كتفضيلاته الشخصية أو مهنة أحد الوالدين أو سوق العمل أو عدد سنوات الدراسة ولكن أياً من هذه الأسباب لا يعني المساس بحرية إرادته في الاختيار ولا يعني حتمية اختياره فبعد دخول الكلية يمكنه تغيير مجال الدراسة أو عدم العمل في نفس المجال؛ إذاً ليس هناك علاقة للحتمية بحرية الإرادة.

تعرضت لهذه المعضلة لفترة من الوقت أثناء القراءة، يقول استيفين "هوكينج" في كتابه (التصميم العظيم) بأننا بخضوعنا لمبدأ السببية نصبح آلات بيلوجية تثير وفقًا لهذه الحتمية، لكن الذي يحدث في عالم الفيزياء هو اقتراح "عدد لا متناهي من الاحتمالات" تلك التي تتحدث عنها أيضًا في مساهمتك، دعني أسأل: ألا يفترض هذا مبدأ الحرية؟ طالما أنك مخير بين عدد من الخيارات، فإن هذا يجعلك غير حر، لكن إذا كانت الخيارات ليست نهائية؟ فما هو الحال مع هذا؟

في ظني أنه حتى عند السؤال عن ما إذا كنا أحرار بالكامل أو لسنا أحرار بالكامل، فإن ميكانيكا الكم ستجيب عن هذا السؤال أيضًا، والإجابة المعهودة في الكم هي: أننا إما أن نكون أحرار بالكامل، أو أننا لسنا أحرار بالكامل، أي الإجابة هي أننا الاحتمالين معًا!، ولذلك فيس لدي أمل في العثور على إجابة محددة لهذا السؤال.

أهلًا إياد،

الموضوع شائك جدًا، وما أذكره هو فلسفي وليس ديني.

أنا أعتقد أن كل ما نمر به هو نتاج كامل وصافي لخيارتنا وقرارتتا الحرة " free-will”، ولا أؤمن بغير ذلك.

السفر مثلًا للماضي غير متاح علميًا أبدًا، لو كانت حياتنا مقررة مسبقًا ومعادة، لكان العودة بالماضي أمر شائع الحدوث،

في بداية كتاب نظرية الفستق يقول الكاتب أننا مزيح نفسي و وراثي و ثقافي و أننا محصلة ظروف و مؤثرات بيئتنا و لطالما وافقت على وجهة النظر هذه و لكن لا ننسى أن هذا يشكل صندوق تفكير الا أن التفكير يمكن أن يخرج خارج هذا الصندوق و هو حر تماما اذا امتلك الجرأة اللازمة للوصول الى ما بعد الفضاء فلا حدود لتفكيرنا ما دمنا لا نقدس الحدود و هذا التفكير الحر يحتاج جهد كبير لنقض كل حدودنا و غالبا ليس الجميع يفكر بحرية و انما يتبنون أراء و معتقدات المجتمع و يسيرون في هذا الطريق

التفكير الحر يبدأ بنقد كل اعتقاداتنا و البحث بموضوعية في بحر أفكارنا

و امتلاك الشجاعة للخروج عن الحدود المرسومة