من أراد أن يجعل إيمانه يقوم على أساس عقلاني منطقي سيفقد إيمانه في نهاية المطاف.
الإيمان والعقل
لا أعارض خطاب العقل في المطلق، بل أحترمه وأقدره، ولكني أقول:
الإنسان له أبعاد خمسة: عقل وقلب ونفس وروح وجسد.
لابد لكل بعد منهم أن يُقدر، وأن يدلوا بدلوه في رحلة الحياة.
هناك بعض الأمور علينا أن ندرك أننا تتخطى قدرتنا على التفكير و بالتالي فإن التفكير فيها ليس سوى إجهاد للروح .
أما الإيمان فإنه يتفق تمامًا مع العقل إذا ما أدرك الفرد أن هناك أمور تتخطي قدرته العقلية أما دون ذلك فلا تنافي بينهما
صراحة أرى أن هناك تناقضا في كلامك... قلت في البداية أن هناك بعض الأمور تتخطى قدرت العقل و وذكرت بعد ذلك أن الإيمان يتفق تماما مع العقل رغم أنه يتخطى قدرت العقل، وفي الأخير قلت إذا أدرك الإنسان ان ذلك لا يتنافى مع العقل فذلك يعني أنه يتوافق مع العقل...
لا يوجد تناقض في ذلك أبدا فالإيمان أو الاسلام تحديدًا هو ما أوضح لنا هذه الصورة، أن للعقل حدود معينة لا يمكنه تخطيها، أقصد بقولي الإيمان يتفق تمامًا مع العقل فيما نراه اليوم من إنجازات واكتشافات ومدى وجودها وذكرها في القرآن الكريم مثلاً.
أما الإيمان فإنه يتفق تمامًا مع العقل إذا ما أدرك الفرد أن هناك أمور تتخطي قدرته العقلية أما دون ذلك فلا تنافي بينهما
أقصد هنا أن هناك بعض الأمور فقط تتخطى قدرتنا على التفكير بها و تفوق قدرة عقولنا، أما باقي الأمور بشكل عام فما يدعو إليه المنطق يدعو إليه الإيمان بالتالي لا تناقض بينهما
لو قرأت القرآن لوجدت فيه عجائب العلم من خلق الإنسان وخلق الجبال والسماوات والبحران اللذان لا يلتقيان وتفسير الانفجار العظيم، وكل هذا علم!! والدين يعمل على معالجة الأشياء من جذورها ومن الإيمان التفكر بما حلل وحرم والسبب ورائهما فستجد أنه منطقي تماماً، لربما تقصد هنا التفكير في الغيبيات فالغيب لن يكشف والعقل لا يمكنه أن يدركه أساساً.. ولكن بالجانب الآخر كثير من الأشياء تحتاج عقلاً تتفكر به وتتأمل به لترى عظمته حتى أننا نشهد بأن غالبية الأجانب ممن يزيد إيمانهم أو يحولوا من ديانة لأخرى هم من تفكروا بالأسباب وأرادوا أن يعرفوا معنى الحياة.. وهي هنا الحياة والدين والعقل.
وهذا سبب جهلك لهذه المعجزات، وأكتفي بقول أن الإيمان والعقل لا يتجزآن أبداً، فمن آمن هو من تفكر وتأمل والعكس صحيح.
التعليقات