يقوم كل فرد منا باستخدام أساليب هروبية عندما يعجز عن مواجهة موقف مؤلم أو خبرات مؤلمة مثيرة للقلق والتوتر والاحباط بهدف المحافظة على التوازن النفسي وحماية الذات و الاحتفاظ بالثقة بالنفس وتحقيق التكيف النفسي وهذا ما يعرف بميكانزمات الدفاع " أساليب التكيف الإنساني "

نرى الكثير من الأشخاص الذين يواجهون ضغوطًا معينة في موقف أو مكان معين يقومون بالتنفيس عن هذه الضغوطات والمشاعر التي تنبع منها بمواقف أخرى، مثلاً نرى أن هناك بعض الموظفين الذين يقومون بمواجهة مشاكل في العمل أو توبيخ و إهانة من صاحب العمل أو البيئة المحبطة التي قد تكون أحد أساب هذه الضغوط وغيرها ينقلون هذه المشاعر إلى البيت فتجد الزوج هنا مثلاً يغضب على زوجته أو على أبنائه بالرغم من أن أصل تلك المشاعر هو العمل، فما هو التفسير النفسي لذلك ؟

يفسر علماء النفس هذه العملية التي يتم فيها نقل المشاعر و التنفيس عنها من موقف لآخر بعملية الإزاحة فعندما لا يستطيع الشخص التنفيس عن مشاعره السيئة و كبته في الموقف الذي سبب له ذلك يزيحها إلى موقف آخر، هنا في المثال السابق لو قام الموظف بالتنفيس عن مشاعره السيئة في بيئة العمل نجد أن قد يخسر عمله و بالتالي فإن هذه البيئة غير آمنة للتفريغ النفسي لذلك يبحث الشخص عن بيئة أكثر أمانًا ليقوم بذلك فهو لا يواجه تهديد مثلاً من الزوجة أو الأبناء و بالتالي تعتبر بيئة آمنة للتنفيس عن غضبه بحرية .

أي أن تم تحريك هذه المشاعر لتنتقل من موضعها الأصلي " صاحب العمل " إلى موضعها البديل " الأسرة "

فالهدف الأساسي من هذه الميكانزمات " ميكانزمات الدفاع " هو إما الوقاية أو الدفاع، ولكن بعض يعتبر حلول سوية وبعضها الآخر حلول غير سوية

هل تعتبر الإزاحة حل سوي أم لا ؟ ولماذا ؟ هل تلجأ إلى استخدام الإزاحة في مواقف معينة في حياتك كأسلوب للتكيف ؟