هل يا ترى وَقْع الأشياء في نفوسنا يتم من خلال ميكانيكية مُعينة؟

على أي أساس نقرر تقسيم الخانات، والوقوف في صف مسائل مُعينة على حساب مسائل أخرى؟

صدق المباديء

على مدار اليوم تقابلنا عشرات المواقف لتختبر بدورها مبادئنا ومدى صلابتها وصدق تمسكنا بهذه المباديء من عدمه، كلنا نعرف أن المباديء لا تُختبر إلا مع أول امتحان حقيقي بعيدا عن بداية اعتناقنا لها وارتضائها لأنفسنا.

بناء حصن قوي من المباديء يحميك من الوقوع تحت تأثير أفكار ربما تكون مغلوطة لكن (تبدو) شكلها جميل.

كيفية عرض الأفكار

هل ممكن نقبل أفكارا لمجرد إنها عُرضت علينا - فقط - بشكل مختلف؟ بشكل نال قبولا منا حتى لو ظاهريا؟ رغم أن نفس الأفكار سبق وبكامل وعينا رفضناها لأنها ضد مبادئنا!

ولا أشير هُنا إلى كوننا أشخاص بلا مبدأ إلى آخره، بل أن المسألة تتعلق بصورة أكبر باختلاف كيفية عرض الأفكار الذي نرفضها ولكن بزي مختلف ورونق يبدو جديدا، وكأنها أفكار مختلفة تماما عن الأولى.

ما يحدث بعد تقديم الأفكار في إطار مختلف وجديد، أن تبدأ تدريجيا في قبولها والتصديق عليها، رغم إنها في الحقيقة هي نفس الأفكار المرفوضة بالنسبة لك.

وعلى صعيد آخر، ستجد أنك تقبل أفكارا أو حتى تصرفات من البعض نظرا للطريقة والأسلوب، مع رفضك نفس الأمور إذا قُدمت لك ولكن بأسلوب ترفضه.

ما بين ضعف المباديء وكيفية عرض الأفكار كي تبدو ولو ظاهريا أفكارا مختلفة، لنا أن نجد الكثير من الأسباب، لكن يظل هناك تعنتا واضحا ضد الأفكار الخاصة بنا كمجتمعات، حتى أننا أصبحنا نرفض الفكرة لمجرد أنها متأصلة بالمجتمع بصورة أو بأخرى، بحجة أنها أفكار تقليدية غير متماشية مع عصرنا الحالي.

عند البحث وراء الأسباب، لنا أن نجد قصورا واضحا في تطويرنا لسبل تقديم وترويج أفكارنا السليمة والأصلية ما وصمها في النهاية بالرتابة والملل وعدم مجاراة العصر..إلخ، حتى فقدنا الرغبة في اعتناقها من الأساس - ما دامت أفكارا تقليدية - لكن بمجرد أن تُعاد صياغتها من جديد تختلف الأمور تماما.

و من هنا يختلف وقع الأشياء - نفسها - فى نفوسنا، هل تعرضت للأمر نفسه من قبل؟ وهل يا ترى وقع الأشياء في نفوسنا يتم وفق آلية معينة؟