تفاجأت أثناء تصفحي المعتاد للأخبار عن منشور يتحدث عن مسابقة تجري في بريطانيا عن أفضل زي رجل ككلب!، وكيف أن السيد توم الماثل أمامك في الصورة هو الذي قد حاز اللقب، تتبعت قناة إخبارية بريطانية حياة هؤلاء المتسابقين ويرصدون حياتهم ومن بينهم بالطبع السيد توم الفائز بالجائزة، والذي تركته خطيبته ريتشل بسبب ملابسه الغريبة، وقد قالت إنها لم تتفهم ما يمر به ولم تكن حتى تريد أن تفهم ذلك، لكنها لا تزال صديقة له، فيما اوردت القناة تقريرًا عن أن السيد توم أكثر من 4 آلاف جنيه إسترليني على ملابسه في السنوات العشر الماضية، ويتصرف كأنه كلب حقيقي، كما ينام في قفص للكلاب. الأمر ليس مقتصرًا عليه فحسب بل إن أكثر من عشرة آلاف شخص في بريطانيا يتمتعون بكونهم كلابًا!!
بالطبع استطيع تفهم انفعالك واستعجباك أيها القاريء لأنني وبكل بساطة مررت بنفس الحالة! ودارت تساؤلات عظيمة في دماغي! ما الذي يدفع رجلًا بكامل الأهلية النفسية والعقلية أن يدافع بكامل إرادته ورغبته أن يعامل ككلب! بالطبع هذا لا يعني أنني اقوم بتحقير الكلاب أو إهانتهم، لكن الأمر ببساطة أنه نوع مختلف من القدرات والعقليات والحياة، الرجل قرر الرحيل عن الإنسانية بكل باسطة تاركًا وراءه أي مسؤولية اجتماعية أو إنسانية أو خلافه! ولم يترك المسؤولية فقط وإنما حتى ترك المزايا التي نتمتع بها كبشر نتيجة للخلقة التي حظينا بها! التخلي عن العقل والرضا بالمعاملة كحيوان يتم توجيهه وتوبيخه وسياقته بالمعنى الحرفي للكلمة والمعاملة.
لا اعلم حقًا فيما فكر وكيف وصل إلى هذه الحالة النفسية؟ ولا ما هي الأسباب التي دفعته لاختيار الكلب تحديدًا، لكن سؤالًا آخر خطر في بالي:
ما هي مسؤولية المجتمع تجاه؟
هل سنجد أحد العلماء مثلًا يخرج لنا ورقة بحثية تفيد أن ميل الإنسان للتحول لكلب هو جيني ووراثي لا يمكن التحكم فيه؟ هل هذا منطقي؟ هل سنجد المنادين بالحرية المطلقة -والتي في رأيي الذي لا قيمة له على الإطلاق إلا لشخصي حرية بوهيمية- يطالبون بوضعهم في لائحة تصنيفات البشر أم ماذا؟ كيف على المجتمع ان يتعامل مع هؤلاء؟
التعليقات