"انتظر سنصورك أثناء استلام المساعدة ، ابتسم للكاميرا " إذًا صور من هنا وهناك، لجمعيات ومؤسسات خيرية ، لرجال أعمال ، لأحزاب مختلفة ...إلى آخره.

العطاء صفة جميلة ، لكن الأجمل منها احترام مشاعر المحتاجين والفقراء ، عندما نفضح حاجة المحتاج بالصور وإشعاره بالمهانة أثناء التقاطه للصور ؛ ولا نراعي خصوصيته هنا لا يكون عطاءً ، بل يُعتبر تشهير به وإهانة له...

لماذا نمتهن حقوق المحتاج ،والعبث بكرامته من أجل مساعدة طارئة وقد تكون بسيطة ؟

ألا يُمكن مساعدة المحتاج بدون أن نذله بالصور ؟

ألا تتفق معي بأن تصوير المحتاج أثناء استلامه لمساعدة ما قد يضر بنفسيته ويلحق الأذى به، ويشعره بالنقصان ؟

قد لا يدرك المتبرع أو من يقوم بتوزيع المساعدات ، بأن التصوير أصبح يطال كل جوانب المساعدات الإنسانية ،سواء كانت على شكل تقديم مساعدة أو داخل البيوت المستورة أو حتى الطوابير المُصطفة أمام الجمعيات الخيرية

لا أنكر دور المؤسسات الخيرية والإنسانية ودورها الفعال في مساعدة المحتاجين و تقديمها لهم المساعدات العينية والمالية لكن ما يُعاب عليها احتراف تصوير الفقراء و العمل على إظهارهم بإهانة وجرح كرامتهم ، ليس هذا فقط... بل يتم نشر صورهم على مواقع السوشيال ميديا بحجة التوثيق وقد يصل الأمر إلى استعطاف الممولين من خلال هؤلاء المحتاجين

على النقيض ، هناك من يرى أن معظم الداعمين بما فيها المؤسسات الدولية الكبرى لا تقوم بتقديم الدعم في حال عدم وجود صور المستفيدين ، لذا يعتقدون أن التصوير مهم جدًا في توصيل الرسالة واستجلاب الدعم...

أرى أنه من الممكن توثيق المساعدات للداعمين دون اظهار صور المستفيدين أو من خلال التشويش على وجهوهم و تغطيتها عبر برامج الكمبيوتر ....

برأيك هل هناك بدائل عن التصوير يُمكن استخدامها لتوثيق المساعدات أمام الممول؟