هل يجب ان يملك الشخص قاموس للاخلاق ليعيش مطمئن و بهدوء؟

ضميرك حي، وهذه ميزة رغم الألم النفسي الذي يسببه لنا أحيانًا. وكإجابة على السؤال الذي في العنوان: نعم، أغلب البشر، إن لم يكن الجميع، بحاجة لقاموس يحدد لنا الصح والخطأ لنطمئن ويرتاح بالنا، ولكن المشكلة هي أي قاموس نختار؟ الذي يقدمه لنا الدين، أم المجتمع، أم ماذا؟ وكيف نتأكد من أنه القاموس الصحيح دون غيره؟

بالنسبة لي، أعاني من نفس مشكلتك، فليس لي مرجعية دينية ولا حتى مجتمعية، وكل تصرّف أقوم به أقرره بنفسي دون الرجوع لأحد. بعض أفعالي أكون مقتنع بها تمامًا، ولكن بعد فعلها أشعر بأنها خاطئة ويؤنبني ضميري، والعكس كذلك.

للأسف ليس لدي حل للمشكلة حتى هذه اللحظة لكي أفيدك به، ولكن كل ما أفعله عندما أشعر بتأنيب للضمير هو محاولة الانشغال والتجاهل، وأيضًا البحث المستمر عن ذلك القاموس الضائع لربما أجده يومًا ما رغم عدم تفاؤلي بذلك، وهذه هي العبثية.

حالتك مطابقة أو قريبة جدا لما أمر به

خصوصا نقطة أخلاقيات الانترنت.. استخدام البرامج المكركة و القرصنة و و الخ.. التفكير في هذا الموضوع ارهقني جدا

أنا متقلب جدا في أمري والاقتناع بالامر فتارة أقول لنفسي إن من ترك شيئا لله عوضه الله بخير منه.. وتارة أقول إن هذا الامر هو استغلال من الشركات وحرمان لنا بإستخدام القرصنة التي هي نفسها الاستعارة لكن بطريقة الكترونية.. واحيانا استشهد بكلام الفتاوى المخالف للرأي السائد.. ومرات أخرى أقول إن هذا ظلما واستخداما لما لا يحق لي فكيف استخدم مجانا ما يدفع غيري فيه الوفا ؟؟

المشكل أنني في هذا موقف لا أعرف الصحيح من الخطأ.. أريد إن أبدا بقناة يوتيوب لكن لا يوجد برامج بنفس كفائة برامج أدوبي وسوني فيجاس لعمل المونتاجات..

أيضا لا أستطيع دفع تكاليف الالعاب التي أريد إن العبها فهل العبها مكركة أم لا ؟؟ كل هذه تساؤلات في نفسي

مالفرق بين الوسواس والقناعات؟ اذا كنت نباتيا عن اقتناع .. أو ضد الحصول على الأموال بطرق غير قانونية عن اقتناع .. أو مقتنعا بأن شرحا ما قد يساء استغلاله .. لا أرى المشكلة في اتباع قناعاتك ! بل أرى المشكلة في قناعتك ذاتها .. ربما هي ليست قناعة بقدر ماهي تأنيب ضمير أو خوف من القيام بشيء خاطئ فقط . يعني عملية لاوعيية او ربما واعية بشكل خاطئ مدفوعة بدوافع غير واعية يعني .. هي مايدفعك للقيام بماتظن انه اخلاقي.

أنا مثلا ضد أمور قد استفيد منها كثيرا وتحل لي مشاكل كثيرة ولكن قناعتي بأن هذا أمر خاطئ تأثيره السلبي سيبقى اكثر من تاثيره الايجابي تجعلني لا التفت للامر مرتين .. على النقيض هناك أمور انا مؤمنة انها خاطئة ولكنني أقوم بها على أية حال وأمر بتلك التجربة البشرية بين الخطأ والصواب وتكرار الخطأ واصلاحه .

الأفضل فقط أن تراجع قناعاتك فإذا كانت لديك مشكلة مع ماتعتقد به فهذا يعني انك لا "تعتقد" به حقا.

ولما تغيرها، أهل تريد استبدال ما هو خير بما هو أدنى؟!!

أنت لديك ضميرٌ حي مات عند الكثيرين، هل صار فعل الصواب مؤلمًا، وارتكاب الأخطاء امرًا عاديًا!!

أعتقد، وأن كنتٓ غير متدينًا، ان تكون مرجعيتك الأخلاقية هي المرجعية الأخلاقية الدينية فهي الأسلم حتى وإن كنت غير مقتنعٍ بالأديان، فهل معنى انك تركت شيئًا ان تتركه كليةً، بصالحه وطالحه؟!!

ببساطة لا يوجد بشري كامل

لذلك إذا كان ولا بد من تأنيب الضمير

فاعمل خيرا كلما وجدت نفسك مخطيء أو تعمل الخطأ

أو ساعد على التغيير للأحسن وتطوير نفسك والأشياء من حولك والإحسان إلى الأشياء وأيضا"التفكير"