وهنا طبعاً اعني الثقافة الانسانية، والحضارة الانسانية
مثلا عند قول الثقافة الاسلامية فما هو التعريف لهذه الثقافة، والحضارة الاسلامية ما هو تعريفها، وماذا تختلف المقولة الاولى عن الثانية
طرح أمثلة واضحة سيساعد حقاً
افضل ما قرأته واقتنعت به حتى الآن حول هذا الموضوع، هو ما ذكره علي عزت بيجوفيتس في كتابه (الاسلام بين الشرق والغرب) تحت موضوع "انعكاس ازدواجية الحياة":
الثقافة هي تأثير الدين والارتباط الروحي على الانسان، او حتى تأثير الانسان على نفسه...
الحضارة هي التبادل المادي بين الانسان والطبيعة، أي تأثير الذكاء على الطبيعة او العالم الخارجي..
الثقافة هي "الفن الذي يكون به الانسان إنساناً"، وكل شيء في إطار الثقافة إما تأكيد أو رفض او شك أو تأمل في الاصل الانساني...
الحضارة، هي استمرار للتقدم التقني لا الروحي، والتطور البيولوجي وليس الانساني، فالحضارة فن العمل والسيطرة وصناعة الشياء صناعةً دقيقة...
حامل الثقافة هو الانسان، والثقاقة هي القوة التي تُكتسب بالتنشئة، فهي الشعور الأبدي بالاختيار والتعبير عن حرية الانسان.
حامل الحضارة هو المجتمع، فهي قوة على الطبيعة عن طريق العلم، وهي استمرار لتطور القوى الكامنة التي وُجدت في آبائنا الأوائل، ويبنيها الانسان كما يتنفس ويأكل، وفي ذاتها هي ليست خيراً ولا شر، بل هي تعبير عن الضرورة وعن النقص في حرياتنا...
لقد كان للمستعمرين البيض حضارة قوية، لكن الهنود الحمر كانوا أكثر ثقافة منهم...
.
.
.
أهلا أخي هادي طرحت موضوعًا اعتبره من وجهة نظري الخاصة، المعضلة الحقيقية التي تعاني منها أمتنا اليوم، مشكلة فهم وتأصيل لمفهومي الثقافة والحضارة والربط منهما.
الدّين --> الثقافة --> التربية --> الحضارة
الدّين : فمهما حاولت أيّ أمة مهما كان تموضعها السياسي أو الإقتصادي أو حتى الثقافي بناء حضارة من العدم، من دون أساس أو القاعدة والتي هي الدّين، فإنها لن تعمّر طويلا، لاحظ أخي هادي أن للحضارة أنواع، فمن يقول حضارة أمريكا أو الصين أو إنجلترا أو ...، فليعلم أنّ تلك الحضارة تسمى بالحضارة المادية التي تغيب عنها العوامل الروحية لأي حضارة والتي تستقى من الدّين، فهو مصدر الإشباع الروحي، لاحظ أفاتهم هناك أليسوا متحضرين كما يدعون ؟!.
الثقافة : الطامة الكبرى، ليست هي في ذاتها، بالعكس هي المخرج والمنفذ وهي أساس متين لبناء أي حضارة، المشكلة في الأمة التي تحيد عن المفهوم الأصيل للثقافة، لاحظ أمتنا كيف حصرت مفهومها في العادات والتقاليد، بل أرحمهم بمفهوم الثقافة من قال كذلك، فأمّا بعضهم فحصرها في نطاق الرسم والموسيقى والشعر و المسرح ! تصوروا معي هل هذه المجالات كفيلة ببناء الحضارة ما لم تستقي مفهوما محددا للثقافة ؟
التربية : دعوني أقول أنها تستقي مفهومها من الثقافة التي تتبناها كل أمّة، وبعضهم عرفها كالتالي : هي أن نمنح الإنسان ما يحتاج بالقدر الذي يحتاج في الوقت الذي يحتاج فأمّا شيخ الإسلام الغزالي فيشبهها بعمل الفلاح الذي يقتلع الشوك من الزرع لبحسّ نباته وهذا ما يسمى بالتصفية ثم التحلية.
الحضارة : بعد أن تضبط الأمّة التعاريف الأصيلة لكل ما سبق، يأتي مفهوم الحضارة سهلأ بسيط ميسراً، أتذكر جيدا ما قاله لنا الدكتور عمر نقيب وهو أستاذ علوم التربية : نحن لنا مستقبلان نعمل لهما : مستقبل على هذه الأرض -الحياة- ومستقبل بعدها -العمل للآخرة- وعليه فإنه من المسحيل أن نحدد مفهوما عشوائيا للثقافة ما لم نفهم رؤيتنا التربوية ونأسس لها ونأصل ثقافتنا ونعمل على نشرها وذلك بالعودة إلى ديننا الحنيف. العلاقة علاقة ترابط.
ويعرف مالك بن نبي الحضارة كالآتي : هي أن نعلّم الفرد فنّ العيش مع غيره ولكي تفهم أخي هادي الفرق بين الحضارة والثقافة أنصحك بكتب مالك بن نبي شروط النهضة ،الظاهرة القرآنية، مشكلة الثقافة ، القضايا الكبرى وغيرها ، فهو يعد من أبرز مفكري العالم الإسلامي الذين عالجوا مشكلة الثقافة والحضارة.
أتمنى أن أكون قد وفقت في هذا الردّ الوجيز والله أعلى وأعلم
قررت للتو ان افكر فعلا كطفل في الخامسة واقول ان ردك كان طويلا الى حد ما، وفي نهايته طلبت مني قراءة كتاب، وهذا ما لا استطيع فعله حقاً
اعتذر حقا ان كان ردي سيء الادب ولكن مجدداً، طفل في الخامسة
أخي هادي أنا بينت الأفكار الأساسية وما كنت أريد أن أعلق بأن أضيف تعريفين بسيطين للثقاة والحضارة وانتهى الأمر، لذلك أشرت عليك بالكتب، ألاحظت يا هادي نحن نعجز عن قراءة الكتب التي تشرح لنا ثقافة وحضارتنا إنها حقا مهمة صعبة ... أقصد نستصعبها !
وأنا أشرت للمشكلة منذ البداية :
أهلا أخي هادي طرحت موضوعًا اعتبره من وجهة نظري الخاصة، المعضلة الحقيقية التي تعاني منها أمتنا اليوم، مشكلة فهم وتأصيل لمفهومي الثقافة والحضارة والربط منهما.
بالنسبة للكتب، المشكلة فيها انها تخصصية، ولا اريد حقا ان أقرأ في كل تلك التفاصيل فقط لأعرف معلومة واحدة... اعلم تماما انني سأخرج من الكتاب بأكثر منها، وان ذلك لمصلحتي الخاصة ولكنني فقط لا اريد، لا وقت لذلك الان
المشكلة حقاً في الموضوع انه يسبب اختلاطا شديداً، لذا لا بأس فعلا بما ذكرته
تعليقي في الاعلى بعقلية الفتى ذي الخامسة، سامحه
الثقافة هي اسلوب الحياة الذي نتبعه.
الحضارة هي الانجازات والتقدم من جميع النواحي سواء المادي او العلمي والعملي بسبب المجهود الذي يبدله افراد المجتمع الذي يجعل المجتمع يرتقي ويتميز .
وجدت مقال يناقش الفروقات - "موقع موضوع"
الثقافة هي نتاج الفكر المجتمعي سواء كان بسيطاً أو معقّداً، أمّا الحضارة فهي النواحي العلميّة والماديّة.
الثقافة مكتسبة وتتراكم وتنتقل من جيل إلى آخر، أمّا الحضارة فهي نتاج مجتمع معين ولا تنتقل من جيل آلى آخر.
الثقافة هي معرفة فردية ذاتية داخلية، أمّا الحضارة فهي نتاج جماعي خارجي غير ذاتي.
الثقافة تشمل المجتمعات كافّة بسيطها ومعقّدها، الماديّة وغير الماديّة، والشعوب المتخلفّة والمتقدمّة، أمّا الحضارة فهي مقتصرة على الشعوب الراقية ذات المستوى العالي والمنجزات الماديّة والمعنويّة.
التعليقات