أغلبنا قد سبق و قال الاكتئاب ليس هو الحزن
فكيف عرفنا ذلك و نحن فقط لم نجرب
سوى الحزن ؟
الحزن حالة طبيعية إن استمرت لمدة تصل لأسبوعين فقد يكون بداية إصابة بالاكتئاب وهنا يكون الحزن عرض للاكتئاب، فليس كل من يحزن يكتئب، ولكن كل مكتئب فهو حزين.
والفرق كالتالي
الحزن هو عاطفة إنسانية طبيعية سيختبرها كل شخص في الأوقات العصيبة أو الكئيبة.
يمكن لعدد من أحداث الحياة أن تجعلنا نشعر بالحزن أو التعاسة. يمكن أن يؤثر فقدان أو غياب أحد الأحباء أو الطلاق أو فقدان الوظيفة أو الدخل أو المشاكل المالية أو المشكلات في المنزل على الحالة المزاجية بطريقة سلبية.
قد يؤدي الفشل في الامتحان أو عدم الحصول على وظيفة أو تجربة أحداث أخرى مخيبة للآمال أيضًا إلى الشعور بالحزن.
ومع ذلك، يمكن للشخص الذي يعاني من الحزن أن يجد عادة بعض الراحة من البكاء أو التنفيس أو التحدث عن الإحباط. في أغلب الأحيان، يرتبط الحزن بمحفز معين.
عادة ما يمر الحزن مع الوقت. إذا لم يمر، أو إذا أصبح الشخص غير قادر على استئناف الوظيفة الطبيعية، فقد يكون ذلك علامة على الاكتئاب.
إذا ساءت الحالة المزاجية السيئة أو استمرت أكثر من أسبوعين ، يجب على الشخص التحدث إلى الطبيب.
أما الاكتئاب هو اضطراب عقلي له تأثير طاغٍ على أجزاء كثيرة من حياة الشخص. يمكن أن يحدث في الأشخاص من أي جنس أو عمر ويغير السلوكيات والمواقف.
تشمل الأعراض:
في الحالات الشديدة، قد يفكر الشخص أو يحاول الانتحار. قد لا يشعرون برغبة في قضاء الوقت مع العائلة أو الأصدقاء وقد يتوقفون عن ممارسة هواياتهم أو يشعرون بأنهم غير قادرين على الذهاب إلى العمل أو المدرسة.
إذا استمرت مشاعر الشك هذه لأكثر من أسبوعين، فقد يقوم أخصائي الطب النفسي بتشخيص الشخص المصاب باضطراب الاكتئاب الشديد.
تشمل أعراضه ما يلي:
قد يعتبر الطبيب أن الشخص الذي يعاني من أي خمسة من هذه الأعراض لمدة تزيد عن أسبوعين يعاني من مشكلة طبية بدلاً من تجربة حزن مطولة.
على عكس الحزن يمكن للاكتئاب أن يجعل الشخص يكافح ليقضي يومه. الحزن هو مجرد عنصر واحد من عناصر الاكتئاب.
دعني هنا أبوساجيرج نعود إلى حياتك العملية والشخصية والتعليمية قليلا، وأطرح عليك هذه التساؤل، ألم تمر بمرحلة فشل دراسي أو مهني وعلى اثره انتباك شعور الحزن على ما حدث لك. وبناءً عليه قررت تحديد مواطن الضعف لديك و درست واجتهدت بذكاء وبالفعل حققت نجاح مذهل، وبالتالي تبدلت مشاعر الحزن بمشاعر من الفرح. إن كان هذا ما حدث معك فهذا هو الحزن. فما مررت به هنا هو أمر طبيعي وإنساني، كلنا مررنا بحياة عصيبة جدًا سواء كان فشل دراسي، مهني، عاطفي، فقدان أشخاص نكن لهم كل الحب ولكن ماذا حدث بعد فترة قصيرة- أي لم تتعدى الاسبوعين- نعم نهضنا مرة أخرى واستئنافنا حياتنا من جديد. استطعنا التخلص من مشاعر الحزن من خلال البكاء، من خلال التواصل مع الاخرين والتعبير عن مشاعرنا.
لكن ماذا ان امتدت حالة الحزن لأكثر من أسبوعين؟ ماذا إن حققنا فرقًا في حياتنا وصنعنا إنجازات ملموسة ولكن في نفس الوقت لم نشعر بمتعة مثل هذه الإنجازات؟ ماذا إن انتابتنا حالة من الإحباط، فقدان الاهتمام بالأنشطة التي وجدتها ممتعة في فترة ما من حياتك وفقدان الحافز؟ توقفت عن ممارسة هواياتك والاعمال المطلوبة منك، فأنت لم تعد لديك الطاقة لمواصلة انجاز اعمالك وأهدافك... لم تعد قادر على النوم، فأنت أصبحت حقًا تعاني من اضطرابات في النوم. لم تعد تشعر بأن حياتك لها قيمة.. لم تعد ترغب في تناول الاكل والشعور بالسعادة وانت تأكل، ففقدان الشهية هو الحاضر هنا.... فكرت في الانتحار بشكل كبير... كل هذه الامور هي أعراض على أنّ هذا الشخص يعاني من مرض الاكتئاب. أي نعم أنه مرض، مرض عقلي. وليس حالة طبيعية.. فالحزن هو مجرد عرض واحد من أعراض الاكتئاب. لا يمكن علاج الاكتئاب إلا من خلال زيارة طبيب نفسي. ووصف مضادات اكتئاب من قبله مثل؛ مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية وخلافه.
الحزن شعور، و هو مؤقت و من نعم الله علينا كونه يخلق كبيرًا في بادئ الأمر ثم يصغر حتى يموت مع الوقت، في حين أن الاكتئاب هي حالة نفسية من أعراضها الأولية ( الحزن مع فقدان الشغف و لوم الذات). كما أن الاكتئاب هو الحزن المفرط مع فقدان الشغف لمدة ٦ أسابيع فما أكثر، لذا إن واجهت هذه المشكلة فلا بد من زيارة الطبيب!
الاكتئاب ما هو إلا قاتل صامت، يتسلل إليك في حياتك الشخصية مثل الصداع، لا نولي له اهتمامًا. لكن سرعان ما ينتشر عبر نشاطات حياتك، يفقدك الشغف و بالتالي يهزم طموحك و جعلك شخصًا لا يشعر بأي نية لتحقيق أي هدف له!
نجد كذلك أن السبب الرئيسي وراء الاكتئاب هو الاعتلالات الكيميائية العصبية من ضمنها السيروتونين و الدوبامين، مما يؤثر على نشاطات مختلفة في يومك و طريقة أدائك لمهماتك جميعًا.
في النهاية ليس كل حزن اكتئاب، لكن كل اكتئاب جزء منه الحزن.
وفي ضوء التعريفين والتفاصيل الوافية التي ذكرها الأصدقاء حولهما، أرى أن جانبًا آخر من المقارنة يعدّ في غاية الأهمية، وهو جانب طلب المساعدة.
يجب أن نتناول مصادر طلب المساعدة فيما يتعلّق بكلٍّ من الحزن والاكتئاب بشكلين مختلفين. بالنسبة للحزن، علينا أن ندرك أن طلب المساعدة في هذه الحالة قد يكون ممكنًا في إطار أكثر نعومة وشمولًا. من أمثلته:
أمّا فيما يتعلّق بالاكتئاب، فطلب المساعدة يكون أكثر تخصّصًا. يجب أن يتم في إطار طبّي على الأرجح، بالإضافة إلى أهمية التوجيه، والعمل على زيارة الطبيب المختص في هذه الحالة بتوصية من شخص موثوق، أو أخصّائي سلوكي نصحنا بالاعتماد على طبيب نفسي لتحسين الوضع.
التعليقات