هل مررت سابقاً بالاكتئاب أو الضيق النفسي وقلة الثقة بالذات وشعرت أنك تود الابتعاد عن جميع العالم والاختباء خلف هاتفك متكوراً على نفسك تصد كل من يحاول الاقتراب منك؟ لو مررت بتلك التجربة حقاً كيف خرجت منها وهل تحملت الضغوط التي تثقل كاهلك أم أنك وصلت لمرحلة لم تعد تحتمل فيها شيئاً وكيف تعاملت معها عندما كنت في أكثر حالاتك بؤساً ووحدة اشرحها لي وكأني في العاشرة
الضيق النفسي والاكتئاب
في الحياة، أحياناً نشعر بالحزن أو الضيق الشديد، وكأننا نريد أن نبتعد عن كل شيء وعن كل من حولنا. ربما مررتُ بمشاعر مشابهة لما تصفينه؛ شعرت بأنني لا أريد التحدث إلى أحد، وأردت فقط أن أختبئ خلف هاتفي وأبقى وحدي، وكأن العالم أصبح كبيرًا جدًا وصعبًا. شعرت كما لو أن كل شيء أثقل مما أستطيع تحمله، وكأنني أغرق في بحر كبير دون أن أتمكن من السباحة.
لكن ما أدركته هو أن هذه المشاعر، رغم أنها صعبة، ليست النهاية. كنت بحاجة إلى وقت لأفكر وأتعرف على نفسي من جديد. خلال تلك الفترة، لم أحاول حل كل شيء دفعة واحدة. فقط بدأت بأشياء صغيرة؛ ربما الاستماع إلى أغنية مفضلة، أو الخروج للمشي، أو حتى التحدث إلى شخص أثق به.
في تلك الأوقات، كان التحدث إلى شخص أفهمه ويشعر بما أمر به يساعدني كثيرًا. لم يكن من السهل دائمًا التحدث، لكن عندما فعلت، شعرت بأن الحِمل أصبح أخف على كتفي. والأهم من ذلك، تعلمت أن الحزن أو الضيق ليس شيئًا دائمًا، بل هو مثل السحاب الذي يمر، حتى وإن كان بطيئًا.
عندما كنت في أكثر حالاتي بؤسًا ووحدة، تعلمت أنه من المهم أن لا أكون قاسيًا على نفسي. الأمور تتحسن مع الوقت، حتى لو كان ذلك الوقت طويلًا. المهم هو أن نأخذ الأمور يومًا بيوم، خطوة بخطوة، ونتذكر أن هناك دائمًا ضوء في نهاية الطريق، حتى لو لم نتمكن من رؤيته الآن.
لا بأس أن نشعر بالضعف أحيانًا، ولكن الأهم هو أن نسمح لأنفسنا بأن نشعر، وأن نحاول ببطء أن ننهض من جديد.
تخيل أن لديك حقيبة على ظهرك. كل يوم، تضع في هذه الحقيبة حجرًا صغيرًا يمثل المشكلات اليومية التي تواجهها – مثل الحزن، الخوف، القلق، أو الضغوط التي تواجهها في المدرسة أو المنزل. في البداية، الحقيبة تكون خفيفة ويمكنك حملها بسهولة. ولكن مع مرور الوقت، إذا لم تتحدث مع أحد أو تجد طريقة للتخلص من بعض الأحجار، ستصبح الحقيبة ثقيلة جدًا. في النهاية، قد تشعر بأنك لا تستطيع الحركة أو التفكير بوضوح بسبب هذا الحمل الثقيل.
عندما تشعر أنك تريد الابتعاد عن الجميع والاختباء خلف هاتفك، كأنك تبني جدارًا بينك وبين العالم، تحاول حماية نفسك من المزيد من الأحجار. ولكن هذا الجدار يمكن أن يجعلك تشعر بمزيد من الوحدة، ويجعل الحقيبة أثقل.
كيف نخفف هذا الحمل؟
أول خطوة هي أن تتحدث مع شخص تثق به. مثلما يكون لك صديق أو عائلة تساعدك على حمل حقيبتك الثقيلة، يمكنك أن تشارك مشاعرك ومخاوفك مع شخص قريب. مجرد الحديث قد يجعلك تشعر بأن بعض الأحجار قد اختفت.
أدوات تساعدك في الرحلة:
- الكلمات: الكتابة أو الحديث عن مشاعرك، حتى لو كان على ورقة أو مع نفسك، يمكن أن يساعد في تخفيف الضغوط.
- الحركة: القيام بنشاطات بسيطة مثل المشي، الرسم، أو اللعب يساعدك على نسيان الحقيبة لبعض الوقت ويعطيك القوة للعودة أقوى.
- التنفس: عندما تشعر بأن العالم يضغط عليك، حاول أن تأخذ نفسًا عميقًا وتفكر بأنك تتحكم في اللحظة. التنفس بعمق يساعدك في التخلص من التوتر.
في النهاية، الحقيبة لا تختفي، ولكنها تصبح أخف عندما نعرف كيف نشاركها مع الآخرين ونتعامل معها بأسلوب صحي.
مررت بتجربة مشابهة يا غادة، وبصراحة لم أتمكن من التعامل معها بسرعة، فقد كانت سابب في انقطاعي عن العمل والدراسة لمدة شهرين تقريباً، ولكن قاومت بعد أن أدركت أن ذلك سيؤدي لضياعي، وبالمناسبة لم يكن الأمر سهل، وكنت احاول النظر في الأسباب والتعامل معها وأنا منهك تماماً ولكن وفقني الله في ذلك وخرجت من هذه الأزمة، كان هناك عضو معنا يعمل في المجال النفسي يمكن أن يساعدك @Mo_essam
فعلاً إن أوقات كهذه يصعب التعامل معها كما كنت تتعامل عادة لأنك أنت تكون غير العادة بهذه المشاعر المتضاربة بالنسبة لي لم أجعل تلك المشاعر تؤثر علي كثيراً لم انقطع عن شيء ولكنني كنت اتقطع داخلي وبالنسبة للإنهاك هذا أصعب ما في الأمر فتجد أنها ليست مجرد شعور ضيق وقلق وحسب وإنما إرهاق مستمر وعصبية غير المعتاد وبالنسبة @Mo_essam فإنني قيد التواصل معه شكراً لك على نصيحتك إسلام
تشبه مشاعر الحزن والاكتئاب وجودنا في بئر عميق مظلم لا نستطيع الخروج منه، وفي نفس الوقت لا نستطيع أن نرى بداخله أي شيء، وأهم أمر أنصحك به هو محاولة حل المشكلة المسببة للاكتئاب من جذورها أول شيء وعدم تجاهلها، وأيضًا ممارسة أشياء تحبينها وتشعرك بالسعادة كاللعب وممارسة هواية أو الخروج للتنزه مع الأصدقاء، وإخراج الطاقة السلبية بأي نشاط خاصة الأنشطة التي تجعلك تبذلين الجهد كالمشي والجري أو ركوب الدراجات أو الذهاب إلى إحدى صالات الرياضة.
التعليقات