لماذا لا نستطيع دغدغة أنفسنا في حين اننا نستطيع دغدغة الآخرين؟ تساؤل لطالما راودني كثيرًا. بحثت عن شرح مبسط حوله ولكني لم أجد ضالتي، لهذا أردت من خلالكم الاطلاع على شرح يوضح اجابة السؤال؟
لماذا لا نستطيع دغدغة أنفسنا؟
لدينا جزء صغير في رأسنا يتحكّم في عملية انقباض العضلات وحركة الجسم والتوازن الخاص به. هذا الجزء يسمّى المخيخ أو الـCerebellum. تمت رصد هذا الجزء لستة أشخاص في عام 2000 قاموا بدغدغة أنفسهم مرة ودغدغهم الآخرون مرة، لتجد طبيبة الأعصاب سارة جاين بلاكمور القائمة على التجربة أن شكل المخيخ يتغير بين الحالتين.
في حالة دغدغتنا لأنفسنا يتوقّع المخيخ الحركة مسبقًا، لذلك يقوم بتعطيل بعض المناطق المسؤولة عن الإحساس باللمس، وبالتالي لا يمكننا أن نستشعر الحساسية نفسها عندما يدغدنا الآخرون.
أعتقد أننا نضحك لما هو غير متوقع عندما يدغدغنا الآخرين، ولكن عندما ندغدغ نفسنا فده يعتبر فعل متوقع، فالدماغ ترسل الإشارات عبر الأعصاب برنامجًا يخبر عضلات اليد أن تدغدغ ويخبر العضلات الأخرى بأنها ستتعرض للدغدغة
بينما عندما يدغدغنا شخص آخر ، لا تتلقى عضلاتنا مثل هذا البرنامج من الدماغ ، ولهذا السبب نتفاجأ ونشعر بالدغدغة.
كنت قد كتبت تدوينة حول نفس لامر قبل سنتين تقريبا وعندما رأيت سؤالك هذا فتذكرتها وهي تتضمن الجواب على سؤالك بالتفصيل ، كما انها تتضمن فوائد الدغدغة في حياة الانسان تطوريا ... أتمنى أن تكون التدوينة مفيدة لك قراءة ممتعة:
بينما إذا استطعنا أن ندغدغ انفسنا بانفسنا والاستمتاع بذلك فقد نستغني عن الترفيه الجماعي والآخرين .
لفتت نظري هذه الجملة تحديدًا، ولكن نظرتي للأمر اختلفت عنك، أشعر بأنّ هناك من لا يرتأي التواصل مع الاخرين وخاصة الانطوائين. فهنا الامر مختلف وقد يكون من سوء حظهم.
لأنه الدغدغة فعل اجتماعي يرمز لكمية الثقة بينك وبين الشخص الذي يقوم بدغدغتك، فإذا قام شخص غريب فجأة بدغدغتك ستتشنج عوضًا عن الضحك، وفي حال قمت أنت بدغدغة نفسك فأنت تثق بنفسك ثقة كاملة فلا يوجد شيء يستدعي إبداء الثقة فلا تضحك.
هذه المعلومة من المعلومات التي عرفتها مبكراً جداً في طفولتي عبر مشاهدتها في قناة أطفال، وكان تفسيرهم للأمر بطريقة كوميدية وبسيطة بأن الدغدغة لابد أن تتم عبر لمس الجلد بحركة فجائية بحيث تكون ردة الفعل عليها اندفاعية، وفي حال قيام الشخص بدغدغة نفسه فلا تكون الحركة فجائية لعلم الدماغ المسبق بأنك ستقوم بدغدغة نفسك فلا تتم أي ردة فعل مفاجئة .
التعليقات