لاحظت أن اغلب الناس تتجه لمن يفهمها أو يشعر بمآسيها يكون يد العون عند الحاجة والسند وقت الضرورة لكن هل هذا صحي ؟
فهم الآخرين هل هو ضرورة أم واجب؟
نعم لا أري مشكلة في ذلك برأيي فهم الآخرين أمر مهم، لكنه ليس ضروري دائمًا، لأننا لا نستطيع فهم الجميع في كل الأوقات. المهم أن نحاول فقط قدر ما نستطيع، فذلك يقلل الخلافات وسوء الفهم. أيضًا أرى الاعتماد الزائد على من يفهمنا قد يجعلنا ضعفاء، الأفضل أن نفهم أنفسنا أولًا، ثم نرحّب بمن يفهمنا دون أن نتعلق بهم تمامًا.
أظن أن هذا طبيعي جدا ولا توجد أي مشكلة فيه، لكن مش لازم كل الناس تكون علاقتنا بيهم بس وقت الحاجة أو لما يقدموا لنا يد العون، فالدعم الحقيقي هو الموجود معانا في الضحك قبل البكاء، وفي الأفراح قبل الأزمات، وإلا العلاقات تصبح سطحية ونفقد التوازن العاطفي، ونلاقي نفسنا نركض خلف المساعدة بدلا من الاستمتاع بالصحبة نفسها.
قد يكون ما نراه سلوكًا غير صحي في جوهره غريزةَ نجاةٍ عاطفية. فالإنسان حين يمرّ بألمٍ حقيقي، لا يبحث عن توازنٍ في العلاقات ، بل عن منطقةٍ آمنةٍ مؤقتة تمكّنه من التنفس قبل أن يعود للحياة من جديد. ليست المشكلة في التعلّق بمن يفهمنا، بل في مجتمعٍ يمنحنا الأمان بقطراتٍ ثم يلومنا حين نتشبث بتلك القطرة. ربما لسنا نحن من ينبغي أن نغيّر طريقة تَعلّقنا، بل العالم هو من يحتاج أن يتعلّم الإصغاء قبل أن يُصدر أحكامه.
أرى أن فهم الآخرين ليس واجبًا بقدر ما هو حاجة إنسانية فطرية. فنحن نميل بطبيعتنا إلى من يُدرك ما نشعر به، لأن الفهم يمنحنا شعورًا بالأمان والانتماء. لكنّ المشكلة تبدأ حين نحاول فهم الجميع أو ننتظر من الجميع أن يفهمونا بالطريقة ذاتها. الأمر يحتاج إلى توازن، أن نفهم من حولنا ونتعاطف معهم، دون أن نُهمل أنفسنا أو نحمل همومهم كأنها همومنا. وأحيانًا، يكفي أن نصغي بصدق، فليست كل المواقف تحتاج إلى تفسير أو تحليل، بل إلى قلب حاضر فقط.
أعتقد أن رغبتنا في أن يفهمنا الآخرون أمر طبيعي وصحي في الوقت نفسه لأنها تذكرنا بأننا لسنا وحدنا الإنسان بطبيعته يحتاج التواصل كي يحافظ على اتزانه النفسي والفهم يمنحه شعور بالأمان والانتماء المشكلة ليست في أن نحتاج من يفهمنا بل في أن ننتظر هذا الفهم من الجميع يكفينا وجود شخص أو اثنين نكون على طبيعتنا معهم فهذا وحده كفيل بأن يخفف الكثير من ثقل الحياة
التعليقات