من خلال تجربتي الشخصية، ألاحظ أن التحدث عن أفكاري مع الآخرين يحمل جوانب متعددة، في بعض الأحيان يمنحني ذلك فرصًا لرؤية الأمور من منظور جديد، حيث قد يساعدني تبادل الآراء على إيجاد حلول غير متوقعة لمشاكلي، ولكن في أوقات أخرى أشعر أن سرد أفكاري يفقدني الحماسة التي كنت أملكها في البداية، بل وقد أشعر بأنني أصبحت أراها أقل أهمية. هل تجدون أن الحديث عن أفكاركم مع الآخرين يساعدكم على إيجاد حلول جديدة أم يفقدكم شغفكم؟
التحدث عن أفكارك مع الآخرين، هل يوفر لك حلولًا غير متوقعة، أم يفقدك الشغف؟
شيء ستقوم به لا تطلع به احدا لكن اثناء قيامك به تستطيع ان تتناقش وتكتسب خبرات او افكار ممكن ان تساعدك لكن يجب ان يكون الشخص الدي تسأله من اصحاب التجارب
لكن يجب ان يكون الشخص الدي تسأله من اصحاب التجارب
المشكلة أن أصحاب التجارب أنفسهم أحيانًا يتسببون في مشاعر الإحباط التي تصيبني، لأنهم يعرضون تجربتهم وكأنها كانت مليئة بالصعوبات التي لا يمكن لأحد تخطيها، هذا يجعلني أشعر وكأن النجاح في هذا المجال يتطلب قوى خارقة أو ظروف مثالية، مما يزيد من شعوري بالعجز أحيانًا.
أحيانا التحدث مع الآخرين عن أفكارنا يمكن أن يفتح لنا آفاقا جديدة ويدفعنا للتفكير بشكل أعمق، لأن كل شخص قد يملك وجهة نظر مختلفة قد تُثري تفكيرنا. لكن في بعض الأحيان، إذا تم الحديث بشكل مفرط، قد يشعر الإنسان أنه يفرغ طاقته ويقل حماسه تدريجيًا، خاصة إذا كان الشخص الآخر لا يشارك نفس الحماسة أو لا يقدر الفكرة كما كان يتوقع
إذا تم الحديث بشكل مفرط، قد يشعر الإنسان أنه يفرغ طاقته ويقل حماسه تدريجيًا
بالفعل قرأت يومًا أن التحدث عن الأفكار بشكل مفصل يجعل النفس تشعر بأنها بالفعل قامت بتنفيذ تلك الأفكار، وهذا قد يكون له تأثير سلبي أحيانًا، حيث يشعر الشخص أن الإنجاز قد تحقق بالفعل بمجرد النقاش، مما يقلل من حماسه ويجعله أقل تحفيزًا للعمل على تنفيذها، وهذا بالفعل ما لاحظته عن تجربة.
يساعدني الحديث عن أفكاري في إيجاد حلول جديدة أحيانا كثيرة عندما أفلح في اختيار من أتحدث معه وأعرف صدقه في محبتي ومحبة نجاحي، ولكن هناك آخرين يجعلوني أندم على اليوم الذي تعلمت به الكلام ليس فقط اليوم الذي قررت فيه الحديث معهم، استهتار وسخرية وقول محبط أو استنكار أو حقد وهنا انسحب تماماً من النقاش ولا أكرره مع نفس الشخص مرة أخرى.
الفكرة أنه حتى مع التحدث مع أشخاص نثق بهم، نشعر أحيانًا أننا فقدنا طاقتنا وشغفنا، وربما يكون ذلك بسبب شعورنا أننا بالفعل قد حققنا ما نريده من خلال التعمق في الحديث، حيث نجد أنفسنا قد وصلنا إلى النقطة التي كنا نبحث عن إجابات لها، ولكن بدلًا من أن يمنحنا ذلك دفعة جديدة، نشعر وكأننا في دائرة مغلقة، مما يجعلنا نشعر بالإرهاق بدلاً من التجدد.
أم يفقدكم شغفكم؟
شخصياً يفقدني شغفي ول اأجد تعليلاً لذلك سوى أننا لا شعورياً نحس بأننا بمجرد الكلام أنناأنجزنا وفرغنا من مشاريعنا وأننا قبضنا على استحقاقنا من إعجاب الذين نتحدث أمامهم عنها! ولذلك، توقفت عن الحديث عن مشروع لم يكتمل بعد. يمكن أن أحكي بعد الإكتمال وقال النبي عليه السلام: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان.....
هذا بالضبط ما يحدث، حتى أننا نستغرق في التفكير ونتخيل النجاح الذي سنحققه لدرجة أننا نعيش فيه بكامل حواسنا في أحلام اليقظة، وهذا يؤدي إلى شعورنا بأننا قد حققنا الهدف بالفعل بمجرد التفكير فيه أو التحدث عنه، ولكن في الواقع هذا يمكن أن يسرق منا الحافز والاندفاع الحقيقي للعمل والتقدم، لأننا نعتقد أننا قد وصلنا إلى ما نريد دون أن نكمل المشوار الفعلي، لذلك توقفت عن الحديث عن مشاريعي قبل اكتمالها، لأنني أدركت أن الكلام قد يمنحنا شعورًا زائفًا بالإنجاز.
التفاعل مع وجهات نظر مختلفة قد يكشف لنا عيوبًا لم نلحظها أو حلولًا لم تخطر لنا. لكن في المقابل، الحديث عن فكرة قبل أن تنضج قد يجعلها تفقد بريقها، وكأن العقل يرضى بنشوة الحديث عنها بدلًا من العمل عليها.
مثلًا كاتب يشارك حبكة روايته قبل أن يكتبها.. قد يشعر بالرضا عن فكرته بمجرد تلقي الإعجاب، فيفقد الدافع لإكمالها. لذا، التوازن مطلوب: نتحدث عندما نحتاج إلى رؤى جديدة، لكن نحتفظ لنفسنا بالمساحة التي تُبقي شغفنا مشتعلا من باب: اقضوا حوائجكم بالكتمان.
كما أشرت، قد تؤدي كثرة الحديث عن الأفكار إلى فقدان الحماسة أو الشعور بتقليص قيمة الفكرة الأصلية. يمكن أن يكون ذلك بسبب أن الآراء المختلفة قد تجعلنا نشك في جدوى فكرتنا أو قد تقودنا إلى مقارنات غير مفيدة تؤدي إلى الإحباط. إضافة إلى انه قد تتسبب الارتباك الناتج عن تداخل وجهات النظر المختلفة في ضياع التركيز على الهدف الأساسي.
أرى أن الاعتدال هو الحل. قد يكون من المفيد أحيانًا التحدث مع الآخرين للحصول على رؤى جديدة أو تفادي التفكير في نفس الدائرة المغلقة، لكن في بعض الحالات، قد يكون من الأفضل أن نمنح أنفسنا وقتًا للتفكير بعيدًا عن التأثيرات الخارجية. كما يمكننا الاستفادة من تبادل الأفكار مع الآخرين طالما أننا نحتفظ بالقدرة على إعادة تقييم تلك الأفكار من منظورنا الشخصي دون السماح لها بالتأثير في شغفنا.
التعليقات