النجاح ليس دائمًا كما يبدو في الصور، خلف كل إنجاز ساعات من القلق، والتفكير، والتعب، وربما الوحدة، ومع ذلك لا يُتوقع من الناجحين أن يشتكوا، بل أن يبتسموا دائمًا وكأنهم فوق البشر، وكلما تحدث الناجح عن مشاكله، سمع عبارات مثل: "احمد ربك، غيرك يتمنى مكانك" أو "هذا تعب جميل، لا تشتكِ!" وكأن الشكوى تُضعف من قيمة الإنجاز، فكيف نغير هذه النظرة، ونجعل من الطبيعي أن يتحدث الناجح عن ضعفه دون أن يُساء فهمه أو يُشعر بالذنب؟
النجاح مرهق، لكن لماذا لا يحق للناجحين أن يشتكوا؟
أعتقد أن أحد أكبر التحديات التي يواجهها الناجحون هو "صورة المثالية" التي تُفرض عليهم دون إذن منهم المجتمع يربط بين النجاح والصلابة المفرطة وكأن الإنسان الناجح لم يعد يحق له التعب أو الحيرة أو الإحباط شخصيًا مررت بفترات من الإنجاز المهني التي كانت على السطح تبدو مبهرة لكنها من الداخل كانت مثقلة بالضغط والخوف من الفشل بل وشعور غريب بالعزلة لأن الحديث عن هذا التوتر يُفسر على أنه نكران للنعمة لا أحد ينكر أهمية الامتنان ولكن من الظلم أن يُمنع الإنسان من التعبير عن ألمه لأن الآخرين يرونه محظوظًا التوازن الحقيقي لا يكون في كبت الألم بل في الاعتراف به ومعالجته ما نحتاجه فعلاً هو تغيير نظرتنا للفرد الناجح واعتباره إنسانًا قبل كل شيء لا بأس أن يضعف ولا بأس أن يشتكي فالنجاح لا يلغي إنسانيته
في الحقيقة أنا لا أرى شخص ناجح يشتكي، فالشكاوي من صفات الشخص الفاشل.
الشخص الناجح دائما ينظر إلى ما انجزه وليس ما الذي قام بإعاقته.
لذا فإنني غير متفق معك في الحقيقة.
فالشكاوي من صفات الشخص الفاشل.
صاحب المساهمة يقصد الشكوى في مطلقها بمعنى أن النجاح في جانب من الحياة لا يمنع من الفشل في أخرى فيشكو الناجح أمامك فتلومه أنت على شكواه. وأعتقد أنه ليس هناك من ناجح في جانب إلا ولديه نقص يؤرقه في جوانب أخرى تكون هي مواضع الشكوى كما يقصدها صاحب المساهمة. للحياة جوانب أخرى غير العمل و النجاح فيه و المال وإحرازه.
ربما هذا قصده لا أعلم.
إذا كان هذا ما يقصده، فنعم يمكن أن يشتكي من ظروف واجهته في حياته ليس لها علاقة بنجاحه.
هناك شخص ناجح في عمله، لكن غير ناجح أسريا، فممكن أن يشتكي من المشكلة التي لديه ما المشكلة في ذلك.
لكن مع ذلك كثرة الشكوي، قد يكون الوضع غير مرحب به، فلا أحد منا عنده كل شيء، يمكن أن ينقصه شيء ما هذا طبيعي.
تنفس ودع كل شيء يذهب
استلهمتني هذه العبارة من بودكاست تنفس لذا جعلتها شعارا لي في حياتي
ليس بالضرورة ان يرتدي الناجح قناع المثالية ، ان يضطر للصمود بالرغم من كل شيء ، انت انسان تذكر هذا قبل كل شيء ، تحتاج ان تتحرر من هذا القناع ، لست مجبرا عليه، ليس من السيء ان تشكو آلامك ، ضع نفسك قبل كل شيء ، لست مضطرا لتغير فكرهم ، يكفي ان تفهم وان تحس بنفسك ، هي اولى بك ، ليس عليك ان تشعر بالذنب لذلك .
أعتقد أن المشكلة ليست في نجاح الشخص، بل في التوقعات التي تُفرض عليه بعد النجاح؛ كأنه لم يعد يُسمح له بالتعب أو التذمر أو حتى التراجع لحظة.
الناس تنسى أن الناجحين بشر، وأن الإنجاز لا يُلغي الحاجة للدعم أو الفهم. حين يُمنَع الناجح من التعبير عن مشاعره، فهو لا يُكافأ على نجاحه، بل يُعاقَب عليه. علينا أن نُعيد تعريف النجاح لا كصورة مثالية بلا شقوق، بل كرحلة مليئة بالضغط، ومن حق من يسير فيها أن يشتكي دون أن يُتّهم بالجحود أو الترف.
التعليقات