آخر مرة شعرت فيها بالفخر بنفسي كانت حين رفضت أن يظلمني شخص ما ودافعت عن حقي ولم أسكت، رغم أن الجميع دعاني إلى السكوت حتى لا تتفاقم المشكلة، ثم جاء هذا الشخص فيما واعتذر لي وتحسنت الأمور بيننا، فماذا عنك؟ متى كانت آخر مرة شعرت فيها بالفخر بنفسك؟
متى كانت آخر مرة شعرت فيها بالفخر بنفسك؟
الفخر بالنفس لا يُولد من فراغ، بل يُصنع في اللحظات التي يختار فيها المرء كرامته على راحته، وحقيقته على مجاملة الناس. فكم من أناسٍ رضخوا للسكوت، فضاع الحق في الزحام، وذُلّوا وهم يبتسمون.
أما أنا، فآخر مرة نظرت فيها إلى نفسي بفخر كانت يوم وقفتُ في مجلسٍ عظيم، ودافعت عن رجلٍ بريءٍ، كانت التهم تنهال عليه وهو لا يملك لساناً يُنصفه. تكلمتُ، لا طلباً لمدح، بل لأن السكوت خيانةٌ في موضعٍ كهذا. وبعد حين، ظهر الحق وزال البهتان، فعلمتُ أن الكلمة التي تُقال في وقتها قد تغيّر مصيراً.
لا أذكر أنني شعرت بالفخر بنفسي، وأظن لو حاسبنا أنفسنا في كل جوانب حياتنا فلن نمتلك ذرة رضا أو فخر واحدة حيال أنفسنا، وليست هذه بمزايدة أو تحامل على النفس ولكنه طريق لإصلاح الاعوجاج وتقييم الخلل حتى لا نضعف ونفشل.
الموقف الذي ذكرته مثلاً أنا أرى فعلاً أنه يستحق الفخر، ولكن ربما أنت بنفس اليوم قصرت في عمل أو طاعة أو لم تعطي والديك حقهم من البر أو ظلمت أخ أو صديق لك أو حملت أحد ما لا يطيق أو قصرت في هدف شخصي وكلنا نفعل ذلك، ولو اخذنا الفخر والنجاح كحالة كلية فلا أرى أنه من السهل أن يكون أحد فخور بنفسه
لكن ما المشكلة؟
الفخر والشعور بالتقصير والسعادة والحزن وكل هذا من المشاعر، والمشاعر جزء من بشريتنا، فلا مشكلة أن تعطي لكل شعور وقته وتعيشه كما هو.
خلط المشاعر وكبتها والسماح للمشاعر بمحاربة بعضها، وتضخيم شعور على حساب شعور،... كل ذلك سيجعلك دائم التفكير بلا داعي.
كيف يكون هذا بلا داعي؟!
سيدنا عمر رضي الله عنه إلى أن حان موعد موته كان يبكي خوفاً من أن يكون من المنافقين ويقول ويل لعمر إن لم يعفو رب عمر، يقول ذلك لأنه أدرك التقصير وحاسب نفسه ولم يفتخر بكونه صحابي أو مجاهد أو أو أو أو
وعندما تنظري في قول إبن القيم ( عندما تدرك الفخر والرضا فاعلم أنك في تمام الغفلة) أشعر أن قوله هنا صادق في العبادة والعمل والحياة بالكامل إذ أن الرضا والفخر صعب لو فعلا صدقنا في محاسبة أنفسنا وتقييم ما نفعله
لا زلت لم أفهم لماذا ترفض شعور الفخر!
حسنًا دعنا نغير مسماه، لنقل إنه "الثقة بالنفس" أو "الفرح".
وهذا سيكون موقفًا عابرًا قيمت فيه نفسك بأنك فخور بها لما فعلته، لا أنك ستكون فخور أو مختال على طول الطريق.
يعني كنت تشعر بالكسل مثلًا ولا ترغب في القيام بمهمة معينة، ولكنك لم تعطِ نفسك نفسك هواها، وقمت إلى عملك مجبرًا. بعد إنهاء المهمة، شعرت بالفخر لأنك لم تستسلم لكسلك، ما المشكلة هناا؟
آخر مرة شعرت فيها بالفخر بنفسي كانت حين اتخذت قرارًا صعبًا في العمل بمواجهة وضع كان يؤثر على الفريق بأكمله، رغم أن الكثير من الزملاء كانوا يفضلون السكوت أو التأجيل. كان الخيار صعبًا لأنني كنت أعلم أنني قد أواجه مقاومة، لكنني قررت أن التغيير يجب أن يبدأ من داخلنا، حتى وإن كان يؤلم في البداية. بعد فترة من الوقت، تبين أن هذا القرار كان هو الخطوة الصحيحة، لأننا تمكنا من حل المشكلة وخلق بيئة أفضل للجميع
أعتقد أن كل شخص يمر بلحظات يشعر فيها بالفخر بالنفس عندما يقف في وجه الظلم أو عندما يتخذ قرارًا صعبًا لكن صائبًا. بالنسبة لي، آخر مرة شعرت فيها بالفخر بنفسي كانت عندما قررت أن أتحمل المسؤولية عن اختياراتي وأواجه تحديات الحياة بثقة، حتى وإن كانت الطريق صعبة. اعتتقد ان الفخر الحقيقي لا يأتي فقط من الانتصارات الكبيرة، بل من القدرة على التحمل واتخاذ القرارات الصحيحة في اللحظات الحاسمة.
كبداية أنا لست شخصاً إجتماعياً، وربما أعاني من رهبة الجمهور، على أي حال..
في وقت ما كان يتوجب علي الخروج لإلقاء عرض تقديمي أتحدث فيه عن درس معين، وكانت تلك الفكرة رغم كونها تخيفني إلا أني حاولت مواجهة مخاوفي تلك وشخصياً أرى اني فشلت، فرغم كوني إستعددت جيداً إلا أني بقيت أرتجف ولم أستطع التحدث بشكل جيد ورغم ذلك مدحني المعلم وهذا جعلني أشعر بالضعف، حيث قلت في داخلي (هل أنا سيء للدرجة التي تجعله يحاول تحفيزي ويعتبر هذا العرض الذي قدمته جيدا؟)
وبدأت اتدرب وأعاود الذهاب لمقدمة الفصل مراراً وتكراراً والإلقاء بينما اتلعثم وأرتجف..
حتى جاء اليوم الذي إستطعت فيه (بفضل الله) وأخيراً ان اشرح بشكل مفهوم وجيد بدون تأتأة او توقف اثناء الحديث، ورغم انه شرح ممل وعادي إلا أني أستعدت جزءاً من ثقاي بنفسي ولن أنسى هذا الموقف.
التعليقات