أحيانا نبدأ بالعمل مع مجموعة ونشعر بأننا غير مرحب بنا تماما، خاصة إن كان هناك فجوة بيننا بأساليب العمل، أو أن المجموعة نفسها لا تقبل بدخول جديد عليهم، وهنا يكون في مقاومة لدخول أي شخص، ويكون هناك أساليب كثيرة لذلك، ويصعب ذلك جدا لو العمل جماعي ويفرض عليك التعاون، ليس في العمل فقط، قد يكون بالجامعة في جروب لنشاط ما وفرض عليك التواجد بمجموعة غير مفضلة لديك، حتى بالتجمعات، مع مفارقة هذه المواقف، كيف تتعامل وتتصرف في هذه الحالة؟
كيف تتصرف عندما تشعر بأنك غير مرحب بك في مجموعة جديدة؟
الخطوة الأولى هي الصبر. كما علمني والدي، عندما تواجه صعوبة، لا تجعل مشاعر الإحباط تطغى عليك، بل تذكر السبب الذي جعلك هنا. حاول أن تقدم نفسك بصدق، عليك أن تركز على كيف يمكن أن تكون مصدرًا للخير في تلك المجموعة، حتى لو كان الطريق مليئًا بالعثرات. افتح قلبك لأفراد المجموعة، وكن صريحًا في نواياك. في النهاية حتى لو غادرتهم، لن تندم على شيء تركته خلفك، ستكون قد تركت أثرا طيبا وسمعة جيدة
المشكلة تكمن أحيانا في اختلاف الأهداف، أتذكر عملت ضمن مجموعة لمكان نقلت له بسبب السكن، وهذه المجموعة لم يكن العمل ضمن أولوياتها، يعني هم أولا ثم العمل، ودائما متأخرين مما يؤدي لتراكم المهام بنهاية الشهر، مما يضاعف الضغط على عكس طريقتي أن أنجز أول بأول لأنهي كل شيء بشكل مبكر ولأن العمل جماعي كان الأمر صعب جدا، فكان أما أتنازل عن طريقتي أو لن يقبلوني
لو كان الحديث عن مجموعة صداقة كنت سأنصحك بالرحيل في صمت فورا فأنت لست مجبرا على التواجد ضمن أشخاص لا يحبونك ولا يعطونك فرصة من الأساس لكي يعرفونك ويحبونك، وهم كذلك ليسوا مجبرين على إدخال شخص غريب بينهم إذا لم يكونوا منفتحين لذلك، ولكن علاقات العمل مختلفة، العمل أساسه هو الاحترافية وجزء أساسي من الاحترافية يعني عدم إدخال أي مسائل شخصية في العمل، فمهما كانت مشاعرنا علينا بتركها جانبا والتركيز في العمل فقط لا غير، لهذا في حالتك عليك بتجاهل تلك المشاعر وعدم أخذها بشكل شخصي فليس على الجميع أن يحبنا وكذلك نحن. ركز فقط في إنجاز العمل والاهتمام بمصالحك، ومن يدري ربما مع الوقت وعندما تسمح الظروف للتعرف إلى بعضكم أكثر والاعتياد على بعضكما البعض كذلك سيتغير الوضع تماما وتصبحون كلكم مقربين.
بالنسبة لي لا أشعر بالراحة على الإطلاق عندما يصلني هذا الشعور، لدرجة أن عملي قد يتأثر بشكل سلبي، لذلك في مثل هذه الحالات، أبحث عن أقرب فرصة للانسحاب من هذه المجموعة وأتجنب البقاء في بيئة لا أشعر فيها بالقبول، وأعتقد أن الانسحاب هو الحل الأمثل لإيجاد بيئة جديدة تعيد إلي شغفي وإنتاجيتي الطبيعية، حيث أستطيع أن أكون أكثر تركيزًا وراحة.
أنا أيضًا أشعر بذلك كوني انطوائيًا، ولكن أحيانًا قد يكون الرفض الظاهر هو علامة على عدم راحة مؤقتة فقط، خصوصًا إن كان الطرفان قد فُرضا على بعضهم البعض، فحينها ربما إن صبرنا قليلًا يتحول الإحراج وعدم الراحة لبداية صداقة قوية ربما؟ وكثير من أصدقائي يمتلكون مثل تلك التجارب التي بدأت بشكل مناقض على ما هي عليه الآن.
هذه من الأمور التى واجهتها كثيراً جداً فى العمل مع اختلاف الأشخاص , في مثل هذه المواقف، من المهم أن تظل هادئًا ومهنيًا. حاول فهم الديناميكية الجماعية وأسباب مقاومة المجموعة لدخولك. قد يكون ذلك نتيجة لتفضيلاتهم الشخصية أو أساليب العمل المختلفة على سبيل المثال : في إحدى فرق العمل، قد تكون المجموعة معتادة على العمل بشكل سريع دون تفاصيل دقيقة. لكنك كشخص جديد في الفريق، تفضل أن تأخذ وقتك في دراسة التفاصيل وترتيب العمل بشكل دقيق, هذه الفجوة في أسلوب العمل قد تؤدي إلى شعور المجموعة بأنك تؤخر سير العمل أو تبالغ في التركيز على التفاصيل، مما يسبب مقاومة لدخولك بين أفراد الفريق.
في هذه الحالة، لا تجعل الأمر شخصيًا، بل حاول التكيف مع المجموعة بشكل تدريجي، وابحث عن نقاط التوافق بينك وبين الآخرين.
إذا كنت تجد صعوبة في التأقلم، حاول بناء علاقات فردية مع بعض أعضاء المجموعة خارج إطار العمل الجماعي، في النهاية، إذا استمر الوضع في التأثير على أدائك أو راحتك النفسية، قد يكون من الأفضل إعادة تقييم الوضع والبحث عن طرق بديلة للتعامل مع هذه المجموعة أو النظر في الخروج منها إن لزم الأمر.
التعليقات