إذا طلب منك شريك حياتك التخلي عن مهنة تحبها أو هواية تمثل جزء كبير من هويتك وشغفك بالحياة بحجة أنها تؤثر على العلاقة بينكما أو تسبب له انزعاج ما، هل ستختار التضحية بالعلاقة للحفاظ على شغفك الذي يمنحك السعادة والشعور بالإنجاز أم ستضحي بشغفك من أجل استمرار العلاقة التي تعني لك الكثير؟ ولماذا؟
إذا طلب شريكك التخلي عن مهنة/ هواية تحبها، ستضحي بالعلاقة أم بشغفك؟ ولماذا؟
إذا طلب منك شريك حياتك التخلي عن مهنة تحبها أو هواية تمثل جزء كبير من هويتك وشغفك بالحياة بحجة أنها تؤثر على العلاقة بينكما أو تسبب له انزعاج ما
هذا الطلب ينم عن أنانية طاغية، الذي يحب شريكه وحريص على استمرار العلاقة بينهما، لا يضع الطرف الآخر في هذا الاختيار، بل يحاول توضيح ما يزعجه في مهنة أو هواية الزوج الثاني (إذا كان ما يدعو للإنزعاج فعلا، وبكل موضوعية وعقلانية دون تطرف أومزاجية)
في الحياة التشاركية يجب أن يسود العدل والرحمة والاحترام، بحيث يعيش كل واحد بعزة وكرامة وطمأنينة وسلام نفسي، ويحقق كل ما يهدف إليه في الحياة ما استطاع إلى ذلك سبيلا، بدعم وتشجيع من شريك حياته، وإلا فهي حياة ناقصة وغالبا ما يلفها الصراع والغضب.
ولكن أحياناً الشريك لا يفرض هذا الأمر من باب الانانية فقط، بل من باب تحقيق الأمور التي اتفقوا عليها أصلاً، يعني الاثنين يكون وضعوا خطط تحتاج هذه التحركات مثلاً بالنسبة للمهنة وقرارات مهنية جريئة، في مثل هذه الأحوال ما الذي ترينه الأفضل؟
لا شك أن الحياة الزوجية هي حياة تشاركية وتتمتع بتنازلات من الطرفين.
أولاً، من الأفضل النقاش حول هذا الموضوع واستفهام من الطرف الآخر ما الذي يجعلك تشعر بالانزعاج منه؟ فممكن أن تصل إلى نتيجة ترضي الطرفين بالطريقة أو الوقت أو الأسلوب للقيام بما تريد، والطرف الآخر لا يشعر بالانزعاج الذي كان يشعره.
في أمور بسيطة مثل أنه ممكن تحب تحضر مباريات والطرف الآخر لا يحبها، فأكيد هنا التفكير في إنهاء العلاقة بين شريك الحياة أمر سخيف (لا أنكر أن المباريات مهمة جداً لكم ولا أسخف من الموضوع إطلاقاً)، ولكن لا يستدعي الأمر كل هذا.
في هذه الحالة، قد تقنعها أنك سوف تحضر المباراة ثم تعوضها بمشوار مثلاً. فلا تخسر شيئاً.
أما إذا كان الموضوع أكبر من مباراة أو أمر ترفيهي، كوظيفة أو عمل طويل والتأخر عن البيت أو ما إلى ذلك، فعليك أن تتناقش بأنها قد تكون لفترة معينة لأنني أريد أن أصل إلى ما أريد وستتغير أمور حياتنا إلى الأفضل وهكذا.
إذا لم يكن النقاش وسيلة لحل الأمر، فهناك نقطة ثانية: هي تحديد أهمية هذا الشغف بالنسبة لك. وهل يستدعي التنازل عن كل شيء لأجل هذا الشغف؟ وإذا نجحت، هل أنت مستعد للاحتفال بمفردك؟ وماذا ستكون خطوتك القادمة؟
قد يختلف الأمر من شخص لآخر. إذا كان شريك الحياة قد أعطى فرصاً وحاول أن يتنازل ولكنه لم يستطع لأن هذه طاقته وعليك احترامها وعدم التفكير بأنانية، فهو أيضاً حاول. فقد تصلان إلى هدف مشترك في المستقبل وتصلان إلى نقطة أفضل من خطتك بسبب سعيك لنجاح العلاقة.
ولكن إذا كان شريك الحياة يريد منك أن تتنازل عن هوايتك وشغفك دون الاكتراث ودون المحاولة لتقبل، وبالمقابل هو لا يتنازل عن أي أمر، فهنا قد تكون المشكلة ليست بهدفك أو شغفك تحديداً. بل تفتقر العلاقة التوازن الحقيقي . وروح التقبل .
فالتنازل من كلا الطرفين امر مهم .
تفاوت الأهداف المالية بين الزوج مثلاً والزوجة، هذا يفرض أحياناً اختلافات باختيار المهن، ولذلك قد يجد الزوج أو تجد الزوجة أن اختيار شريكه للمهنة التي يعمل بها هو أمر غير موفق ولذلك يضغط لكي يخلصه منها، هنا هذا الامر وهذا الموقف كيف تتصرفين لو واجهتيه فعلاً؟
إذا كان لديك الظن أن هذه المهنة ستأتي بالمردود المادي الذي تسعون له ولكنها تحتاج للوقت، فلا مانع من الانتظار، لأنه صاحب المهنة هو القادر على تقييم الوضع. ولكن إذا كانت مجرد هواية ولا يوجد أي خطة قادمة، فأظن أن شريك الحياة له الحق في ذم الموقف، لأن الحياة تتأثر على كلاهما. وأيضًا إذا كان هناك أطفال، أصبحت ليست فقط اتباع ما تريد وانتهى. فهو أساس العائلة.
وإذا عدنا للسؤال: هل ستضحي بالعلاقة أم بشغفك؟ فبالطبع هنا أن تضحي بشغفك مبدئيًا إلى أن تستقر عائلتك ماديًا مع الأمل أن تكون هذه التضحية مؤقتة ويمكن للشخص العودة لمتابعة شغفه بعد أن يستقر الوضع المالي ويصبح بإمكانه توفير احتياجات أسرته.
رغم أنني لا أعلم السبب الذي قد يدفع شريك حياتي لمثل هذا الطلب، إلا أنني شخصيًا لن أوافق على ترك شغفي، لأن من يطلب ذلك لا يفهم جوهر العلاقة الحقيقية المبنية على الدعم والتفاهم، والشريك الذي يستحق أن يكون جزءًا من حياتي يجب أن يشجعني على الاستمرار في ما أحب، لا أن يضعني أمام خيار التخلي عن جزء من هويتي وسعادتي، فالتضحية بشغفي تعني خسارة جزء كبير من ذاتي، ومن يطلب مني ذلك لا يقدرني كما يجب.
عن نفسي أرى الأمر من البداية به خلل فقبل أن أختار شخص أقول إنه شريك حياتي يجب أن أرى أنه تقبلني بصفاتي بما أسعى له بطريقة معيشتي، ولو حدث هذا فلن أكون مضطر فيما بعد لاتخاذ قرار يحسم تفاوض مثل هذا ويحمل في جميع جوانبه قرارات بالخسارة.
أما لو حدث فسيكون سعي الأول لأن لا أقصر معه وبنفس الوقت لا أترك ما أحب، والفاصل فيما بعد لو فشلت في ذلك سيكون في حجم التعلق أي أنظر هي أكثر أم العمل هي أم الهواية ، وبناءا على ذلك سأختار.
قد آخذ لحظة لإمعان التفكير في مدى تأثير هوايتي وشغفي تلك على شريكي، ليس لأنني مستعد للتخلي عن هواية حياتية من أجل علاقة، ولكن لأن أحيانًا فعلًا قد ننخرط في هواية مؤذية تجعل شركاؤنا يخافون علينا، أو هواية تأخذ كل وقتنا لدرجة تجعل العلاقة جافة، في تلك الحالات إمعان النظر مطلوب، لكن لو لم يؤثر كل ذلك وكان فقط مجرد تفضيل شخصي من الشريك، وعلي اتخاذ هذا القرار المتطرف، فسأفعلها وأنهي العلاقة، لأنها ها هنا أصبح طلب يخصه شخصيًا لا يخص علاقتنا معًا، وتضحيتي ذهبت من أجله هو لا من أجلنا نحن الاثنين.
التعليقات