كمسلمين او كبشر ككل في ماذا تفيدنا للتكنولوجيا?

مثلًا طرح مثل هذا السؤال هنا، واحدة من الفوائد؟

التكنولوجيا لا تقدم أي شي لشعوب تفكر فقط في أكلها وشرابها، التكنولوجيا تحتاج نمط من الناس، صنف منهم مهتم بأن يسبر أجزاء من عالم الله وما الذي أتاحه الله لنا في الحياة من قوة وعلم في الأرض وفي الكون ولذلك هذا السؤال الذي طرحته يمكن أن يجيب عنه شخص محدود الأفق غيرنا و مهتم بطعامه وشرابه فقط فيقول أنها لن تزيدني إلا ضياع للأوقات.

وسيجيب شخص آخر مثلنا يقدّر هذا العالم الذي منحه الله إياه بأنه يريد الوصول لأبعد نقطة ممكنة في اختراعاته وتكنولوجياته ليستكشف كل حبة تراب في هذا الكون ويتعرّف على هذه النعم الرائعة التي منحنا الله اياها ويشكر فيزيد الله أكثر.

أعمال كالتجارة والزراعة وحدها لا تبقينا أحياء, لم يتطور تعداد السكان إلا بتطور التكنولوجيا, كان البشر بتعداد صغير للغاية بضعة آلاف نسمة بالعالم قاطبة, لم نتطور لحوالي عشرة مليارات إلا بعد التطور التكنولوجي, قبلها كان البقاء للأقوى! إذا حدث جفاف يموت الملايين بالمجاعة لاعتماد البشر على الزراعة التقليدية, إذا حدثت كارثة طبيعية مات الجميع بتلك المنطقة المنكوبة, إذا انتشر مرض ما مات الجميع بسبب افتقار التكنولوجيا الطبية, مات ملايين البشر بالطاعون والجدري وبقية الأمراض المهلكة بالأزمنة الماضية, أي جرح بسيط يؤدي للتعفن والوفاة, مرض السكري يؤدي للوفاة, التهاب المرارة تؤدي للوفاة, الزائدة الدودية تؤدي للوفاة, عسر بالولادة الطبيعية يؤدي للوفاة.... تنجب المرأة في حياتها اثنا عشر طفلا يموتون جميعا بسن الطفولة ما عدا اثنان أو ثلاثة, لا يمكن لمن يعاني إعاقة الحياة سيموت بسن مبكر...يصل الإنسان لسن الستين وكأنه بسن التسعين في يومنا الحاضر, أمد الحياة قصير جدا....وهكذا كان يعيش البشر قديما في غياب التكنولوجيا وكان من الممكن أن تكون أنت أو أكون أنا ميتين بسن الطفولة بسبب السل أو الحصبة أو الجدري...

في الواقع كثيرا ما أقول هذا لكن التكنولوجيا هي أداة في يد صاحبها يفعل بها ما شاء في أي مجال يريد. لذلك إذا أردت أن أفصل في دور التكنولوجيا في كل مجال بحد ذاته سأحتاج إلى صفحات كثيرة وليس تعليق على مساهمة. فمثلا إذا أخذنا مجال الدين كمسلمين من حيث الصلاة والقرآن والسنة كما تفضلت، فبفضل خدمات التخزين السحابي مثلا أصبحنا قادرين على الاحتفاظ بنسخ رقمية من كتب العلماء غير قابلة للتلف أو الضياع. بالإضافة إلى انتشار الدروس الدينية ودورات تعلم القرآن السنة والعلم الشرعي بسهولة، هذا في مجال واحد ناهيك عن باقي المجالات

التكنولوجيا دخلت في اعمال الزراعة والات الزراعية الحديثة مكنتنا من استصلاح وزراعة كمية اكبر من الاراضي الزراعية، كنا نحتاجها لأن عدد السكان زاد كثيرا، التكنولوجيا ساعدتنا على التجارة أيضا واصبحنا نبيع ونشتري بكبسة زر من اي مكان بالعالم ونبيع لاي مكان بالعالم بأسعار جيدة.

كمسلمين أيضاً لا يجب أن نكون متخلفين ونرضى بالتأخر عن غيرنا، وبهذا المنطق أقول اننا يجب أن ننتفع من مثل هذه التطورات ونتعلم بشأنها طالما لم نعد قادرين في أغلب الأحيان على التطوير وأخذ الخطوة الأولى، فقد كنا سابقاً منارة العلم للعالم أجمع ولا يليق بنا هذا التأخر والرضا بحياة الكهف بصورتها الحديثة

ومن قال ذلك؟

التكنولوجيا ساعدت كثيرًا في نشر دعوة الإسلام وفي نشر تعاليمه في أنحاء العالم كله، في السابق كان طلبة العلم يرتحلون إلى العلماء للسماع منهم، أما الآن فإنك في منزلك وفي عملك وفي غرفة نومك تسمع من العالم الذي تريد السماع منه، لم تستطع فعل ذلك إلا من خلال التكنولوجيا.

في السابق كان القرآن مكتوبًا بخط اليد بواسطة الوراقين.. الآن القرآن مكتوبًا بطريقة موحّدة عن طريق الكتابة على الحاسوب والكل يفهم المكتوب... ولولا التكنولوجيا لم يكن ذلك متاحًا.

وفوق كل ذلك عاشت أوروبا في العصور الوسطى الكثير من السنين ووصلت إلى قرون لأنها لم تسمع عن الإسلام، أما الآن فالعالم كله يسمع عن الإسلام وعن تعاليمه بفضل تلك التكنولوجيا.

وبالطبع ليس معنى كلامي هذا أنني لا أتفق أنها قنبلة مؤقتة، بل إنها كارثة خطيرة إذا أسأنا استخدامها، ولكنها مثل السكين.. تفيد وتضر.