مشكلات الإرث كثيرة جدا رغم قوانينها الواضحة، وهناك عائلات فقدوا علاقاتهم بسبب ذلك، أيّهما تعتقد أنه الأفضل أن يقوم الشخص بتوزيع حصص الإرث على أولاده وهو على قيد الحياة لضمان العدالة والتوازن بينهم، أم ترك مسألة تقسيم الإرث ليتم بعد وفاته وفقاً للأنظمة والقوانين المتبعة؟ ولماذا؟
أيّهم أفضل، توزيع حصص الإرث قبل الموت للأولاد أم تركهم يقتسمونه بعد الوفاة منعا للخلافات؟
لنا جار منذ أن جئت للدنيا وهو أمام المسجد بشارعنا وله أبن حافظ للقرآن وآخر خطيب المسجد وعائلة أقل ما يقال عنها انها ملتزمة وعلى خلق، منذ أربعة أعوام أنعم الله عليه بطفل صغير ومن شهرين مات، ولأنه لم يترك وصية سيطر الشيطان على عقل أحد الأبناء فقتل واحد منهما الآخر ودخل القاتل السجن وأخذ أبي الطفل ليربيه، هذه القصة في شارعنا فقط وانظر إلى قصص البقية، ومنها تجد أن حتى الوصية لو تمت كتابتها قبل الوفاة فربما لن تمنع المصيبة فما بالك لو لم يكتبها، أنا مع كتابة الوصية لتجنب أكبر قدر من احتمالات مثل هذه المصائب.
بالفعل هناك قصة حكاها لي أبي عن أقربائنا زمان كيف أن الأخ لم يتكلم مع أخيه وقاطعه لمدة ١٣ سنة فقط لإنه أخذ مبلغ زياد. منه بما يعادل حالياً ال ٣٠٠$ فقط، تخيّل أن هذا المبلغ الزهيد تسبب بقطيعة لمدة ١٣ سنة وكل هذا على خطأ بسيط أو سرقة بسيطة في اقتسام الارث، كي لو مان الأمر كما نتحدث عنه، أن هناك مشكلة على إرث كامل بين عدة أطراف!
أظن أن الأمر يتعلق بماهية العلاقة بين الإخوة، وما إذا كان من المتوقع أن يستطيعوا تقسيم الميراث فيما بينهم بالعدل بعد الوفاة. لكن أنا شخصياً مما مررت به، فأظن أن التقسيم قبل الوفاة هو الحل الأمثل دائما، فقد شهدت العديد من الصراعات في عائلتي على ميراث تركه جدي وكان عليه خلاف كبير أدى إلى تفكك العائلة بالكامل.
أريد أن أسأل سؤال غريب بعض الشيء، لماذا لا نستجرأ أن نقوم كلنا كأخوة على التواصل مع الأب وطلب منه هذا الطلب المشروع الذي قد يوفر الكثير من المشاكل؟ إذا كانت المشاكل والصعوبات أمر غير قابل للتجنّب وحدوث هذه المشاكل من قبل الوفاة أفضل بكثير من بعدها، مع كل هذا ما الذي يجعلنا نرى بالأمر ثقل يمنعنا من هذا التواصل؟ هل هو تواصل غير أخلاقي برأيك؟ ولماذا؟
أظن أن الأمر قد يعتبر غير أخلاقي في بعض المجتمعات، فبمجرد ما يسأل أحدهم عن الميراث وتوزيعه لمنع حدوث مشاكل وانقسامات في الأسرة بعد وفاة الموروث، تجد الناس ينتقدون هذا الأمر بشدة، ويتهم السائل بالجشع والأنانية وأنه هكذا يريد أن يرث الشخص وهو حي. وما إلى ذلك. وهذه الأمور هي التي تثني الجميع عن التحدث في هذه الأمور فتظل مكبوتة إلى أن تحدث الوفاة فتخرج جميع الأحقاد والأضغان
يعني لا أفهم كيف يفكّر مجتمعنا، الامر مشابه تماماً في أن أتسبب بحريق كبير حتى لا أطفئ كبريت صغير، شيء غريب تماماً هو تفضيل المفسدة الكبرى على الصغرى ولا أعرف ما الالية التي ننتخب بها أفكارنا ولكن يبدو لي بقليل تأمل أننا نخاف بعضنا البعض وألسنة بعضنا البعض أكثر مما نخاف من حدوث مشاكل في العلاقة والتسبب بشرخ فيها.
سبب الخلاف دوما الطمع، طمع كل طرف في حق الآخر، لذا سواء كان بحضور الأباء أو غيابه إن تربى الأبناء على الحب والمودة وإعطاء كل ذي حق حقه، سيوزعوا الحق كما تعلمنا، لكن لو هناك طمع وعدم معرفة بالحقوق فسيكون هناك مشاكل بكل الأحوال. ومن أكثر المشكلات أن يتوفى الأب وتظل الأمور المالية معلقة مع الأم وتكون في صف الأولاد ضد البنات، وبالتالي الأفضل أن يقوم الأب بتقسيم الميراث أو على الأقل أن يوصي بوصية تؤكد على حق كل طرف
المشكلة أنك حين تطالب بذلك يقول لك الأهل أنك تريد أن تطالب بحقك على حياة الأب؟! ويشعرونك كأنك ترتكب اكبر خطيئة أخلاقية يمكن تصوّرها. ومع ذلك حين وفاته ندخل بمشاكل لا عدّ لها ولا حصر بسبب هذا العرف الأخلاقي المزيّف الذي أحطنا به سلوكياتنا ولا أعرف كيف يمكن أن نحرر أنفسنا من هذه الكليشيهات السلوكية.
كيف سيضمن الاب تكاليف حياته اذا وزع أملاكه على اولاده خوفا من نشوب الخلاف بينهم والتقاتل ؟
ربما سيصبح هو ضحية ما يخاف منه ... ويرموه بالشارع
لا هناك الكثير من الطرق التي يمكن أن يحمي بها نفسه دون أن يدخل نهائياً بهذه المظلومية، الأولى أن يق م بكتابة وصية عند محامي ويسجّلها في الكولة لكي تفتح بعد الوفاة ولا تنفّذ إلا عند الوفاة حصراً. وهناك أيضاً طريقة أن يسجّل ما لديه بأسماء أولاده ويوزع الحصص ويمكنه إضافة شرط: حق الانتفاع - في الأمر الذي يشمل أحقية انتفاعه ما دام حياً بالعقارات التي لم تعد باسمه.
لا وصية لوارث ...
بمعنى لا يحق للشخص أن يوزع املاكه بعد وفاته شرعا ..
فعمليا بمجرد وفاتك ... لم يعد المال لك حتى توزعه كيفما تشاء ...
( ربما سنحتاج لشخص ملم بالشرع ليوضح الفكرة مع السند)
أما الطريقة الثانية ... الاحتفاظ بحق الانتفاع يخفض المخاطرة ... ولكن لك أن تتخيل أن يكتب الوالد ٤ عقارات لاولاده ويحتفظ بحق الانتفاع ... ثم يمرض ومرضه مكلف بقيمة بيع احد العقارات للعلاج ويسترجع صحته ... فيكتشف أنه خسر هذا الاحتمال ...
الله يقول: من بعد وصية يوصى بها أو دين - والعالم أتو بنص من خارج القرآن واعتمدوه على أنه قرآن، من قال لنا بأنه لا وصية لوارث؟ القرآن صريح بالموضوع، القرآن يناقش مسألة الوصية ويضع لها أولوية الاتباع إذا ما وجدت، بالعموم لا أحب الجدل الديني وخاصة إنك تريد وسطاء واسناد بيننا وبين كتاب الله، بإمكانك انتخاب ما تريد من أفكار، لا يهمني مع كل احترامي مصيرك الأخير في الآخرة، يعنيني مصيري فقط.
بالنسبة للطريقة الثانية أنا برأيي لا تصلح لأن يُخاطب بها إلا الأعداء، وحتى ليس الأعداء العاديين بل ألدّ الأعداء، لإنه لا يمكن لأي ابن أن يترك أبوه بلا علاج وهو يملك إلا ويكون عدو للانسانية.
ولا انا اريد الجدل ... والملاحظة بتعليقي . بسبب أنني لا اريد اخذ كلامي كفتوة ... رغم انه فهمي نابع من اجابات عن دور الافتاء .
مثلا .. لو كتب احدهم وصية لابنته الوحيدة بكل ما يملك ... ثم قام اعمامها و امها بمقاضاتها بالمحاكم الشريعة في ذالك البلد ... لذالك عليه أن يتأكد ويطلب الاستشارة من شخص ذو اطلاع سيوضح رأي الشرع وتطبيقه بالبلد وضمان رغبة الاب...
اضافة: ممم. نسيت تفعيل خاصية المجهول ... ولكن من حسن حظي أنني لم اكتب عن قصص حقيقية اعرفها ...
التعليقات