مع الإكثار من منتجات العناية بالذات وطبعاً المقصود هو مادون التغذية والنوم والرياضة، أن نجد مثلاً روتين للشعر وروتين أخر للبشرة وروتين للإستحمام، وروتين القهوة الصباحي ومجموعات كبيرة من الأنشطة المختلفة التى يوضع كلاً منها فى روتين، والتى قد نقوم بإعداد لها مايقرب من 30 - 40 قائمة أو تاسكات/عادات يومية ولاننفذ منها سوى القليل جداً ونُصاب بالإحباط رغم كل هذا، ولكن ليست الفكرة هنا، التسويق لمنتجات العناية بالذات هوا تسويق فردي أى نجد إعلان يصور شخصاً واحداً يستخدم منتج عناية بالذات ويتم المبالغة فى مدح مايفعل فيقلده المشترون والعملاء بالظبط ولكن مع كثرة روتينات العناية بالذات نصبح مع مرور الوقت تركيزنا مُنصَّب على أنفسنا ومعظم أنشطتنا نقوم بها وحيدين كما أن المنتجات فردية والتسويق لها فردى فمع مرور الوقت نُصبح فى وحده وعزلة وخصوصاً مع كثرة الروتينات اليومية، كيف يمكن لثقافة العناية بالذات الحديثة، التي تُسوَّق لنا كطريق للسعادة والرضا، ألا تتحول إلى عبء يزيد من الشعور بالضغط والعزلة وفقدان التواصل الحقيقي مع الآخرين؟
إلى أى مدى تعزز منتجات العناية بالذات أو ال Self Care الوحدة والعزلة فى نفسية المكثرين منها؟!
الاهتمام المفرط بالشكل وتخيل كيف سيحكم علينا الناس من منظر بشرتنا أو لون شعرنا أو درجة نعومته حتى، يكون اهتمام بسبب عدم الثقة بالنفس، ولهذا يحاول بعض الناس الإفراط بالعناية بمظهرهم ولكنه مع الوقت لا أقول أنه يؤدي إلى العزلة ولكن بالشعور بالضغط بالتأكيد، وبالتالي يؤخذنا هذا إلى عمليات التجميل أو الزراعة للشعر أو خلافه فقط ليكون مظهرهم مناسبا أو مرضي عنهم كما نقول.
الاهتمام المفرط بالشكل وتخيل كيف سيحكم علينا الناس من منظر بشرتنا أو لون شعرنا أو درجة نعومته
هذا ليس هوا المقصود، لكن هناك شركات تسويق تسوق لمنتجاتها فأنا قد أشاهد إعلان يروق لى هذه الطريقة من العناية بالذات طبيب مثلاً يسوق لروتين شعر جيد، فإذ بي باللاواعي أطلب هذا المنتج وأستخدمه ومع مرور الوقت نجد أنفسنا نستهلك الكثير من منتجات العناية بالذات هى ليست للمبالغة فى الشكل بل سبب تأثير التسويق علينا هذا التسويق يسوق لهذه المنتجات فردية ليتم بيعها فردياً فنرى أن من لديه أكثر من روتين لن يجد وقت لخروج أو يخرج لحاجة فتزيد عزلته وقل إجتماعه بالناس وهكذا أتفهم المقصود؟! لاعلاقة له بالثقة بالنفس هذا ترند جديد ويحقق بلايين الدولارات وخصوصاً من قبل النساء.
هذا الموضوع يمسنا كنساء أكثر مما يمس الرجال. والغريب به أن كثيييير من المنتجات "التريندية" لا تلبث حتى يخرج طبيب فيقول إنها عديمة الفائدة وإن الناس ترمي نقودها على الأرض لشراء هذه المنتجات.
على سبيل المثال في فترة ما كان الكولاجين تريند، ثم ثبت لاحقا أن دهن الكولاجين على البشرة لا يفيد بشيء، لأنه بروتين والبروتينات جزيئات كبيرة لا تمتص عن طريق الجلد، وإنما تدخل إلى الجسم مع المواد الغذائية.
ما أحاول قوله هو ضرورة عدم الانصياع وراء التريندات بشكل أعمى، والتفريق بين الحاجات والرغبات.
والتفريق بين الحاجات والرغبات.
التسويق لايعرف رجالاً ونساءاً بل يعرف أرباح، فهناك الكثير من الرجال أصبحوا يستخدموا من أشياء كانت تستخدمها النساء فقط فى الماضي وهذا بفضل التسويق.
والتفريق بين الحاجات والرغبات.
يمكننا قول الإلتزام بالحد الأدنى الذى لايسبب لنا أضرر.
ولكن هل فعلاً تسبب كثرة هذه الروتينات عزلة، أو صعوبة إجتماعيات، وخصوصاً فى النساء لأن هناك نساء كثيرات لاتخرجن بسبب كسل أنها يجب وضع مكياج مثلاً وا وا وا فهم أكثر من يلغوا الخروج والإجتماعيات لأن روتيناتهم أكثر أليس كذلك؟!
ولكن هل فعلاً تسبب كثرة هذه الروتينات عزلة، أو صعوبة إجتماعيات
تحدث العزلة بسببها؟ نعم.
لأن تخيل أنك عودت الآخرين على رؤيتك بشكل معين. شكل Perfect. ثم تأتي مثلًا في يوم وتلغي الخروجة بسبب حبة ظهرت في وجهك، ولم تستطع إخفائها بمستحضرات التجميل، تمامًا كما فعلت صديقة لي ذات مرة.
لكن المعضلة الحقيقية ليست هنا، المعضلة هي اعتقادنا الراسخ بأنّ الآخرين ينتبهون إلى تلك التفاصيل إلى تلك الدرجة. مع أن Nobody cares!
التسويق لايعرف رجالاً ونساءاً بل يعرف أرباح، فهناك الكثير من الرجال أصبحوا يستخدموا من أشياء كانت تستخدمها النساء فقط فى الماضي وهذا بفضل التسويق.
لكن بنسبة كم إلى كم؟ النساء إلى الرجال أقصد؟
بيوت الموظفين في تلك الشركات معظمها تُقوم على أموال النساء. لماذا إذًا نسبة كبيرة من إعلاناتهم تكون المودل فيها هي فتاة؟ قلما نجد شبابًا في هذا النوع من الإعلانات.
لأن تخيل أنك عودت الآخرين على رؤيتك بشكل معين. شكل Perfect. ثم تأتي مثلًا في يوم وتلغي الخروجة بسبب حبة ظهرت في وجهك
ياسلاام على المثال، جميعنا أو لنقل معظمنا مر بمواقف مشابهة لهذا المثال أياً كان المانع من الخروج وهوا حقاً Nobody cares، لقد قرأت فى كتاب يتحدث عن الثقة أنك حينما تثير فى الشارع الناس لاتعبأ بك ولابما تلبس ولا ترتدى ولا الكوتش الجديد ولا الساعة الجديدة كل شخص له دنيا فى رأسه يعيش فى داخلها.
بيوت الموظفين في تلك الشركات معظمها تُقوم على أموال النساء.
أتفهم هذا وهى أكثر المتأثرين بهذا هم النساء لكن الشباب أصبح يوجه إليهم أشياء لم تكن توجه للمرأة من 10 سنين.
التسويق لمنتجات العناية بالذات هوا تسويق فردي أى نجد إعلان يصور شخصاً واحداً يستخدم منتج عناية بالذات ويتم المبالغة فى مدح مايفعل فيقلده المشترون والعملاء بالظبط
هو ليس تسويقًا فرديًا تمامًا بل هو مقصود من الشركات لأجل أن تزيد الثقة بمنتجاهم ويزيد الإقبال عليها.
في رأيي فإن ثقافة العناية بالنفس الحديثة هذه لا تسبب الوحدة أو العزلة تمامًا، فهناك الكثير من المجتمعات الصغيرة، على انستجرام مثلًا، حيث تتبادل الفتيات الحديث عن روتينهن والمنتجات التي يستخدمنها.
لذا أظن أن المشكلة الأساسية تكمن في الضغط الكبير علينا لاقتناء كل تلك المنتجات التي يتم الترويج لها باعتبارها منقذة لحياتنا، التي بالتأكيد لن تظل كما هي بعد أن نقتني المنتج الفلاني.
فيشعر الواحد منا بالضغط الشديد، بالأخص ماديًا، وقد يظن أن ثمة خطأ ما به لأنه لا يجرب ولا يمتلك كل تلك المنتجات.
اللوم كله في رأيي يقع على الشركات التي لا يهمها سوى ربحها، لذا بالنسبة لي فأنا لا أستخدم إلا أقل المنتجات والضروري منها فحسب، وأحاول ألا أنخدع بتلك الإعلانات المضللة وأنفق مالًا وجهدًا على أشياء لست بحاجة حقيقة لها.
اللوم كله في رأيي يقع على الشركات
أنا أرى أن الشركات أيضاً لامشكلة من أن تفسد العالم من أجل تحقيق ربحية.
بالنسبة لي فأنا لا أستخدم إلا أقل المنتجات والضروري منها فحسب
رائع جداً أقل القليل الذى بدونه لايصيبني ضرر أو أكون مهملاً فى نفسي وفقط.
في رأيي فإن ثقافة العناية بالنفس الحديثة هذه لا تسبب الوحدة أو العزلة تمامًا، فهناك الكثير من المجتمعات الصغيرة، على انستجرام مثلًا، حيث تتبادل الفتيات الحديث عن روتينهن والمنتجات التي يستخدمنها.
هذا أكثر مايزيدنا عزلة ووحدة تماماً فحينما ترى فتاة على الإنستجرام أكبر مسبب للوحدة والعزلة فتاة أخرى تستخدم اللوشن الفلانى وبتقول إنه حقق نتائج رهيبة مثلاً يعني ستستخدمه أيضاً ومع كثرة الرويتنات لن نخرج من بيوتنا إلا لشراء منتجات أو العمل لأجل تكسب مال للحصول على منتجات أخرى.
هذا أكثر مايزيدنا عزلة ووحدة تماماً فحينما ترى فتاة على الإنستجرام أكبر مسبب للوحدة والعزلة فتاة أخرى تستخدم اللوشن الفلانى وبتقول إنه حقق نتائج رهيبة مثلاً يعني ستستخدمه أيضاً ومع كثرة الرويتنات لن نخرج من بيوتنا إلا لشراء منتجات أو العمل لأجل تكسب مال للحصول على منتجات أخرى.
الفكرة أن عصرنا هذا صار غارقًا في الاستهلاكية، لا يتعلق الأمر بمنتجات العناية بالبشرة أو الشعر فحسب، بل تجد حولك إعلانات عن كل شيء وأي شيء، وتقنعك أن كل مشاكل حياتك ستحل لو اقتنيت المنتج الفلاني، وقبل هذا الإعلان ربما لن يكون قد خطر ببالك أنك بحاجة إلى شراء أي شيء، أو أن عندك مشاكل أصلًا.
الثقافة الاستهلاكية شيء قميء.
" أوكلما اشتهيت اشتريت؟".
أعتقد أن هذه الفعاليات والاختراعات والطرق تضع البشر داخل حالة من الهوس، فهي تخلق وهم بأنها طريق للمثالية، رغم أننا يجب أن نرى المثالية في طبيعتنا، أنا أرى مثل هذه الأشياء مضيعة للوقت، والترويج لها والسعي لتعزيز قيمتها له هدف ربحي بحت.
التعليقات