يعترف الكثيرون بدور العزلة في تحسين مزاجهم. لكن ماذا عن الواقع؟ ماذا عمّا يمكننا تحقيقه من خلالها؟
متى تنفعنا العزلة؟
الكثير علي، فالعزلة تعني الحفاظ على الوقت من الهدر اللاإرادي الذي يمكن أن يحدث نتيجة عوامل اختلاطنا مع الآخرين، هي تبعدنا عن توافه الأمور التي نضطر لسماعها والدخول فيها نتيجة الاندماج، وهذا ينتج عنه سلام نفسي، وصفاء فكر مع عمق التفكير والتحليل، فالعزلة جعلتني أسمع أكثر مما كنت أتحدث.
المهم ألا تنعزل كليا يعني حاول أن يكون لديك انخراط مع المجتمع على فترات وبالمناسبات وهكذا
أتفق في هذه النقطة بشكل كبير. لأنني أرى أننا نتعرض للكثير من الاستغلال في هذا الصدد. حتى من أقرب الأقربين منا. وبالتالي علينا أن نلتزم بمختلف المساحات والأوقات الشخصيّة التي خصّصناها لأنفسنا، ولا نسمح لأي شخص مهما كانت هويّته بأن يقتحم علينا هذه المساحة الشخصية. لأنه يكبّدنا الكثير من الخسائر دون أن يعي، وأحيانًا يظن المقرّبون منّا أن وقتنا قد أصبح حقًّا مكتسبًا لهم.
تحية لك يا علي.
وإن لم يكن مدار الحديث، لكنني لم أفهم حتى الآن آلية عمل نظام التقييم. فمن البارحة حتى اللحظة، لا أستطيع تقييم بعض المشاركات أو التعليقات (إيجاباً)، رغم وجود فواصل زمنية معقولة بين التقييمات.
بخصوص الموضوع، أرى العزلة أساس الإبداع بمختلف الأصعدة. إنها تفتح أمامنا آفاقاً إبداعية لا نلجها إلا بابتعادنا قليلاً عن ضجيج العالم وصخبه، كما أنها مفيدة للتأمل والتفكّر واكتشاف الذات وشحن الطاقة. تساعدني مثل هذه اللحظات على التفكير الخلّاق، وزيادة التحفيز، والتأمل الهادف... إلخ. وتعينني أيضاً على الكتابة والترجمة بشكل أفضل (تعزز الإبداع).
وإن لم يكن مدار الحديث، لكنني لم أفهم حتى الآن آلية عمل نظام التقييم. فمن البارحة حتى اللحظة، لا أستطيع تقييم بعض المشاركات أو التعليقات (إيجاباً)، رغم وجود فواصل زمنية معقولة بين التقييمات.
لا تقلق يا صديقي. من الممكن أن تكون قد تخطّيتَ الحد الأقصى المناسب لنسبة نشاطك على المنصّة. وبالتالي سيتم فك هذا التقييد بعد فترة من اليوم.
بخصوص الموضوع، أرى العزلة أساس الإبداع بمختلف الأصعدة. إنها تفتح أمامنا آفاقاً إبداعية لا نلجها إلا بابتعادنا قليلاً عن ضجيج العالم وصخبه، كما أنها مفيدة للتأمل والتفكّر واكتشاف الذات وشحن الطاقة. تساعدني مثل هذه اللحظات على التفكير الخلّاق، وزيادة التحفيز، والتأمل الهادف... إلخ. وتعينني أيضاً على الكتابة والترجمة بشكل أفضل (تعزز الإبداع).
حقيقي جدًّا يا صديقي، لهذا علينا دائمًا ألّا ننسى أن الإنتاج في أي شيء وفي أي نشاط أيًّا كانت طبيعته يتطلّب دائمًا أن يكون الإنسان وحيدًا، حتى وإن عجّ المكان بالبشر. على الأقل وحيدًا مع أفكاره التي ينحتها.
يعترف الكثيرون بدور العزلة في تحسين مزاجهم. لكن ماذا عن الواقع؟ ماذا عمّا يمكننا تحقيقه من خلالها؟
موضوع العزلة هو اكبر من مجرد وسيلة لتحسين المزاج، انه مدرسة فلسفية كاملة ، بمفاهيمها ومناهجها، ولها تاريخ طويل جدا يصعب الاحاطة به في بضح اسطر.
على اعتبار اني ممن يهتمون جدا بالبوذية وجدت أن العزلة هي اهم مبدأ فكري وروحاني تأسست عليه، ليست هي فقط، بل كل المدارس الفكرية والمذاهب التقليدية الكبرى، ابتداء من المدارس العقلية وانتهاء بالصوفية والشامانية مرورا بالكثير من المدارس النفسية والتربوية الاخرى.
على الصعيد الشخصي العمومي للفرد مهما كان مستوى تعليمه او ثقافته، تعد العزلة هي الدواء الاول للكثير من المشاكل الوجودية والانفعالية، وكلما زاد وعي الشخص كلما زادت قوة تأثير العزلة عليه، لانها مرآة الذات الاولى.
على الصعيد الشخصي العمومي للفرد مهما كان مستوى تعليمه او ثقافته، تعد العزلة هي الدواء الاول للكثير من المشاكل الوجودية والانفعالية، وكلما زاد وعي الشخص كلما زادت قوة تأثير العزلة عليه، لانها مرآة الذات الاولى.
أتفهّم فكرة الإنتاج الإيجابي التي تلازم العزلة عادةً، ولعلّي أحد أكثر المستفيدين منها في محيطي. لكن في المقابل، لا أستطيع الاقتناع بفكرة دوائيّة العزلة يا خلود. لأنني أجد أن الأمر هنا يعتمد على المساعدة المباشرة، وبالتالي لا أرى أي سيناريو ممكن للعزلة أن تصبح علاجيّة. فهل يمكنكِ أن تشرحي لنا المزيد في هذا الصدد؟
يعترف الكثيرون بدور العزلة في تحسين مزاجهم. لكن ماذا عن الواقع؟ ماذا عمّا يمكننا تحقيقه من خلالها؟
يمكن تحقيق الكثير مثل الانشغال بعملك في مساحة من الهدوء أو قد تقوم بمشاهدة بعض البرامج، الأفلام .. إلخ، أو قد لا تقوم بأي شيء فقط الجلوس.
لذا قم بالانعزال إذا تريد يا علي ولكن هل سيتحسن مزاجك أم لا ؟ لا أحد يعلم فالأمر متروك لأليتك والأنشطة التي قد تقوم بها.
كي أكون صادقًا، يعتمد الأمر على الظرف الحالي وقتها. لأنني في بعض الأحيان، وخصوصًا في إطار نوعّة بعينه من الأزمات النفسيّة، لا أطيق العزلة. ولا يتحسّن مزاجي أبدًا من خلال الاتزام بها. بالعكس. يتطلّب الأمر في مثل هذه الفترات المتقطّعة أن أكون وسط الناس بشكل أكثر اندماجًا. لذلك يعتمد تحسّن مزاجيّتي بالعزلة على الظرف.
الأكيد أن العزلة تنفعنا في العديد من الأحيان، فهي تمنحنا الفرصة للتفكير والتأمل في حياتنا وما نريد تحقيقه وتعطينا الوقت والمساحة للاسترخاء والتركيز على أنفسنا واحتياجاتنا الذهنية والجسدية. كما أن العزلة قد تساعدنا على تطوير الصبر والقدرة على التحمل في مواجهة التحديات التي تواجهنا في الحياة.
لكن ماذا عن الواقع؟ ماذا عمّا يمكننا تحقيقه من خلالها؟
ولكن مع ذلك لابد أن نتذكر بأن العزلة ليست دائماً الحل الأمثل يا علي، فقد يؤدي الانعزال إلى الشعور بالوحدة والعزلة الزائدة عن الحد، وهذا يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة النفسية والعاطفية. لذلك لا يوجد أفضل من احداث التوازن المناسب بين العزلة والتواصل الاجتماعي للحفاظ على صحتنا وسعادتنا.
لذلك لا اتعامل معها على أنها حلًّا من الأساس يا عفيفة. بل أتعامل معها كأداة. وعليه، فإن فترات التقلّب المزاجي والأزمات النفسيّة لا أتعاملها في إطارها مع العزلة بالكيفيّة نفسها. فالعزلة تضخّم الأشياء. وبالتالي عندما يكون محور الانعزال هو التركيز، فهو يتضخّم ويتضاعف، على الأقل بالنسبة إليّ. لكن في المقابل، عندما يكون محورها الاختلاء بالنفس من أجل المزيد من الحزن أو الاكتئاب، فإن هذه المشاعر السلبيّة تتضاعف بدورها أيضًا للأسف.
في هذه الأيام والضغوطات
العزلة تكون مفيدة لوقت قصير فقط
او اعتزال البشر السلبيين حولك
لكن العزلة عن المجتمع والبشر بشكل عام وقطعي.. جالب للإكتئاب ولاينصح به
بصراحة أختلف معكَ في فكرة قصر الوقت يا عماد. على سبيل المثال، أنا شخص يعمل كاتبًا تقنيًّا بدوامٍ كاملٍ. وخارج العمل، أعمل كاتبًا روائيًّا وقاصًّا. هذه الحياة تتطلّب الكثير من التفاعل مع الآخرين. لكنّها تتطلّب في المقابل قدرًا موازيًّا من العزلة. وبالتالي فإن يوم العمل الناجح، أو يوم الإبداع الناجح، بالنسبة إليّ هو اليوم الذي أنعزل فيه بأكبر قدرٍ ممكنٍ وأختلي بأفكاري بالقدر الكافي.
التعليقات