كثير كن الأطفال يعانون من مشاكل في طفولتهم بموضوع النفس وكيفية تفاعلهم مع الحياة، تخيفهك أمور كثيرة، الأطفال الذين يخافون ليلاً، كيف نقدّم لهم المساعدة ليناموا؟ شاركوني آرائكم!
الأطفال الذين يخافون ليلاً، كيف نقدّم لهم المساعدة ليناموا؟
أثناء طفولتي، كان يأتيني العديد من الهواجس متعلقة بالموت قبل النوم، وكان هذا الأمر يؤرقني، لكن والداي تعاملا بحكمة شديدة من خلال مواجهة مخاوفي وليس التهرب منها.
استمعا لي بعناية، ولم يسخرا من مخاوفي أو يعتبروها تافهة، كانوا يشرحون لي أن الموت جزء من الحياة، وأنه لا داعي للقلق بشأنه في سن صغيرة، كما أخبروني أنني إذا مت في سن صغيرة فأنا سأنتقل إلى نعيم الجنة حيث الطعام الشهي والشراب الممتع والخضرة الجميلة، كما كان أبي يحكي لي بعض القصص التي تجعل بيئة النوم هادئة ومطمئنة.
لذلك، أرى إحدى الطرق المثلى هي مواجهة مخاوف الصبي مباشرة حتى لا يكون العلاج مجرد مسكن لحظي.
استمعا لي بعناية، ولم يسخرا من مخاوفي
عكس ما صار مع صديقي، صديقي كان لديه في بيته لوحة ترعبه في الغرفة، كان يقول لهم أنه يحبها في النهار ولكن في الليل تسبب له أزمة نوم حقيقية، يخاف منها ويراها تتحرك، سخروا منه ولم يزيلوها رغم أن هذا الأمر سهل ولكنهم فضّلوا جمال الغرفة على نوم ابنهم، يقسم لي صديقي أنه استمر سنة لا ينام أكثر من ثلاث ساعات بالليل، حتى قام أخيراً بتوجيه الكرة عليها وكسرها ليستطيع النوم متحدياً أهله.
في هذه الحالاتت من المهم أولا فهم جذور هذه المخاوف، حيث يمكن للوالدين بدء الحديث مع الطفل لفهم ما يخيفه بالتحديد، مما يساعد في تقديم الدعم المناسب، من الاستراتيجيات المفيدة التي رأيتها هي استخدام الضوء الليلي الذي يمنح الطفل شعورا بالأمان دون أن يكون الضوء قويا، كما يمكن تزويد الطفل بلعبة محببة أو بطانية تمنحه شعورا بالطمأنينة، و من المهم تجنب الأنشطة المثيرة أو المرعبة قبل النوم، كمشاهدة الأفلام المخيفة.
أحياناً أشعر بأن الأهل يجب أن يوازنوا بين مفسدتين، سمعت عن كثير من الأطفال الذين يخافون في النوم ليلاً في العتمة، إذا كان الطفل يخاف العتمة برأيي يجب أن نشعل له الضوء، لإننا إن لم نفعل سوف يقوم بما هو أسوأ، لن يستطيع النوم وبالتالي الموازنة بين النتجتين تجعلني أرضخ لمطالبه، مصيبة الأهل أنهم يكابرون في هذه المواقف وينفذوا الأصح حتى ولو كانت مفسدته أكبر.
ان أشاركهم خوفهم، واحاول معرفة السبب، اولادي مثلًا في صغرهم كانوا يخافون الظلام، فهمت انهم يخشون الوحدة في الظلام فكنت أظل معهم حتى يناموا لأطمئنهم، لاحقًا صاروا لا يحبون النوم في الإضاءة.
ابن صديقتي اجرى عملية جراحية فكان يستيقظ مفزوعًا بالليل بعد عودتهم للمنزل، فأدركت انه يتذكر ليلي مكوثه بالعناية المركزة، فظلت تطمئنه في نوبات فزعه وترافقه معظم الليالي حتى قل الأمر تدريجيًا.
من الضروري ايضًا ملاحظة إذا كان الأمر مستمرًا ولا يستجيب الطفل لمحاولات الأم، عليها ان تستعين بالمساعدة الطبية
مرافقة الطفل والنوم معه في هذه الحالات برأيي لا تعزز فقط نومه بل نفسيته ككل وتجعله يعرف فعلاً أن هناك دعم موجود لا ينتهي متى شاء يكفي أن يطلبه ليحضر ولكن لكي لا يربى الطفل على الاتكالية برأيي يجب تدعيم هذا النظام الرائع بمجموعة نشاطات وأقوال تدعم استقلاليته ليطلبها هو بنفسه أيضاً سواء إغراءات معنوية أو مادية.
عموماً في الحالات التي يشعر فيها الطفل بالفزع، يكون بحاجة أولاً إلى وجود شخص بجانبه يحتضنه حتى يشعر بالأمان ويهدأ قليلاً، أتحدث هنا عن الحالات التي يكون الظلام فيها إجباريًا مثلاً عند انقطاع الكهرباء فجأة.
ولكن واحدة من النصائح المفيدة بهذا الشأن هي محاولة مصالحتهم مع الظلام بشكل ممتع، هو طفل في النهاية وقد لا يكون مهيأ لجلسات النقاش والحوار حول مخاوفه، من الأنشطة التي من الممكن أن تساهم في تلاشي الخوف من الظلام: حكاية القصص، أن يرتبط الظلام والليل لديه بقصة شيقة قبل النوم، أو لعبة تشكيل ظلال على الحائط التي نلعبها جميعاً، البعض قد يقوم بتعليق نجوم مضيئة في السقف.
جعل الظلام ممتعًا هو أحد أشكال العلاج بالتعرض المفيد جدًا لمساعدة الطفل على التأقلم مع وجوده في الظلام وبمرور الوقت يصبح الظلام شيء مسلّم به، كما تفيد العالمة النفسية كريستال لويس.
هناك قصص في دور النشر بحسب ما أتذكر (أنا عملت لفترة بائع في معرض الكتاب بالقاهرة لمدة ثلاث سنوات) وأتذكر أنه كان هناك كتب وقصص تحكي للطفل مغامرات الطفل للتغلب على مخاوفه في الظلام والمرتفعات والغرباء وكل هذه الأمور الشائكة التي يصطدم بها الشخص في بداية حياته، ولذلك يجب أن يخصص الآباء بعضاً من انفاقهم في هذه الاتجاهات والمحاولة بهذه الأمور.
أبناء أختى كانوا عندنا ليلة أمس، وقدمت لهم الدعم لكى أطمئنهم وأجعلهم يأتون إلينا دوماً ويكونوا مطمئنين، فلقد أخبرتهما قصة "أبو رجل مسلوخة" 😂😂 ومن ثم رحلوا فى الصباح وأتوقع أنهم بخير حالٍ الآن فى بيتهم لايخافون شيئاً كهذا😂😂
حقاً ماذكرت وضحكنا كثيراً وأثرت الرعب فيهم، لكن فى المنتهى أوضحت لهم الأمر أنه لايوجد مايسمي بشئ كهذا، وخرجت وحيداً فى الظلام أمامهم وقلت لهم أنى سأقتل أبو رجل مسلوخة وجعلتهم هم أنفسهم يخرجون فى الظلام واحد واحد ومن ثم يمثل أنه أبو رجل مسلوخة ويأتى ليخيفنا ليعتقد حقاً أن هذ مجرد مزحة، المجهول حقاً مخيف، ولكن مع التحدث معهم بشكل دورى وطمئنتهم ومحاولة التهدئة من روعهم وأن نكون لهم قدوة لانخاف ولايخيفنا شئ، هذا سيحسن من نفسيتهم فالطفل بشكل أساسي يتأثر بوالديه فى كثير من الأمور ومنها القلق والخوف أو الشجاعة والجرأة.
بالفعل التحدث عن المجهول ومخاوف الطفل وما يذكره هو بالضبط ما يمكن أن يعالجه ولذلك برأيي أقل الأطفال خوفاً هم الذين اهتموا آبائهم بتطوير علاقات التواصل معهم من الصغر وراحوا يقومون بمحادثتهم بكل ما يذكرون أطفالهم أمامهم وحتى أنهم يتمادون إلى استجوابهم وخلق الأحاديث معهم. هؤلاء من الأطفال هم فقط من ينجو من هذه الفوبيات التي قد تضرب الأطفال بسن مبكرة جداً.
التعليقات