دائما ما نجد ان هناك انزعاج وتغير في المزاج عندما نفكر بالعودة الى اعمالنا المعتادة, وبالذات الذين ينشغلون باساعات محددة بالعمل من وقت , اي الشركات الخاصة في الاغلب ودائما ماتكون الاعمال قليلة بعد الاجازات الرسمية ولكننا نكون منزعجين من هذا الروتين , ولكن اذا فكرنا باننا سنفقد اعمالنا في يوم من الايام او ان احدا يتمنى ان يكون مكاننا بالعمل نجد باننا مستعدين للحفاظ على اعمالنا برغم الروتين الممل, فطبيعة النفس البشرية دائما تضع الخيارات الاسوا ولكن ايضا تنسى هذة الخيارات ويتمنى فقط الحصول على المال وهو لايبذل جهدا ويذهب بخيالة بعيدا بالتجول والسياحة في الاماكن التى يتمناها .
مابعد العيد , لماذا ننزعج عندما نعود لاعمالنا ؟
ربما تكون معك في تقدير ما بين أيدينا، لكن أجد أن الشعور طبيعي جدا، ووارد خاصة لو الشخص يعمل لفترات ولا يأخذ إجازات بمعدل وافر، فهناك أشخاص تعمل 12 ساعة يوميا ولا تحصل إلا على إجازات العيدين فقط، فطبيعي أن يكون هذا شعورهم عند العودة، لذا برأيي ألا يضغط الشخص على نفسه ولا يتهاون معها، يعني تكون العودة تدريجية بالمهام حتى تدور العجلة كما نقول.
بالإضافة إلى أنه شعور طبيعي، إلا أنه متعلق أيضا بمدى رضا الموظف عن طبيعة عمله نفسها ولا أتحدث هنا عن بيئة العمل الصحية بل أتحدث عن شعور الموظف تجاه نفسه وما يفعله في الوظيفة، لأن البعض لا يحب أو يرى في وظيفته أي شيء مرتبط به، لهذا يأتي هذا الشعور بعدم الراحة والعودة للعمل، فأرى أن ينظر الشخص في نفسه وفي ما يفعله في وظيفته ويحاول أن يرى ما هي مميزات هذه الوظيفة وما يقدمه لغيره عندما يقوم بأداء وظيفته.
محبطة العودة للعمل بعد العيد، حيث تتلاشى روح الاحتفال كل ذلك الصخب الذي نصنعه خاصة في المنطقة العربية، حيث للعيد بهجة خاصة، غالباً ما يكون الانتقال من الاسترخاء إلى الروتين مفاجئ ولهذا ننزعج، يثير شعور الكآبة، تتناقض ذكريات اللحظات السعيدة مع الأحباب التي كانت قبل يومين مع علاقاتي مع العملاء والموظفين ومتطلبات العمل، هذا الأمر برأيي يسبب إجهاد عاطفي كبير ومؤلم، ويسلط هذا التحوّل والإنزعاج الضوء على التحدّي المتمثل في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، من هذه الإشارات يجب أن نتنبّه لهذا الأمر، يتطلب التكيف مع مسؤوليات ما بعد العطلة الصبر والمرونة، الكثير منهم، إدراك هذه المشاعر كأمر طبيعي يساعد في العودة إلى العمل بتركيز وتصميم ولكن بالعموم يجب فهم الأمر نفسياً واستخلاص دروس منه عن التوازن وفلسفة العطة إن صح التعبير وكيفية إدارتها.
لأن أغلب بيئات العمل غير مريحة وغير مرضية للموظفين، تجعلهم يتوّقون أقرب فرصة من أجل الابتعاد عن هذه البيئة وتنفس الصعداء قليلًا، ولا أظن هذا ينطبق فقط على عطلة الأعياد، بل حتى العطلة الأسبوعية. لكن يطغى ذلك الشعور بشكل ملحوظ في أيام العيد .. لأننا نحظى بعدد أيام أكثر، حتى نظن أنه لا ينتظرنا بعد العيد من الأعمال شيئًا.
وتحقيق هذا التوازن بين الحفاظ على العمل ومواجهة الروتين الممل يمثل تحديًا كبيرًا، النفس البشرية تجد نفسها محاصرةً بين رغبتها في الاستمرارية والاستقرار المالي من جهة، وبين حلمها بالحرية والاستمتاع بالحياة من جهة أخرى.
التعليقات