ماذا ستفعل لو كانت من مبادئك أن لا تغش أبدا في الامتحانات مهما حصل و مهما كانت مصيرية، و أن لا تغشش أحدا أيضا. لكن ليس الكل هكذا، و ستصادف حتما شخصا يسألك وسط الامتحان و ربما يتمادى و يطل على ورقتك. و إن رفضت فهذا سيخلق لك عداء كبيرا وسط المدرسة، و ستعرف كشخص أناني جدا أجل. فما التصرف الأنسب في رأيك في هذه الحالة لتبقى على مبادئ و في نفس الوقت لا تكون محط كره جماعي في المكان الذي تقضي فيه معظم وقتك؟
ماذا تفعل إذا طلب منك أحد تغشيشه وسط الامتحان؟
في هذه الحالة لتبقى على مبادئ و في نفس الوقت لا تكون محط كره جماعي في المكان الذي تقضي فيه معظم وقتك؟
في بعض الأحيان لا يمكننا الجمع بين الأثنين محبة الناس والحفاظ على مبادئنا، في بودكاست قال الحزيمي شخص بلا عداوات شخص بلا مبادئ، غذا كانت لديك مبادئ وتطاولت الناس عليها لا يمكنك أن تفكر في محبة الناس خاصة الأشخاص الذين لا يهتمون إلا لأنفسهم عليك نصرة مبدئك مهما كان الثمن، يمكن تجربة طرق سلمية لتذكير الشخص وتوضيح الأمر له لكن إذا كان لا يفهم عليك الوقوف على رأيك والقيام باللازم.
القصة ليست في أنك ستخسر محبة شخص واحد و إلا لكان الأمر هينا، و لكنك ستجمع عداء باقي الطلاب عليك، و ستصبح مكروها في مكان أنت تتواجد فيه طوال الوقت.
القصة ليست في أنك ستخسر محبة شخص واحد و إلا لكان الأمر هينا، و لكنك ستجمع عداء باقي الطلاب عليك، و ستصبح مكروها في مكان أنت تتواجد فيه طوال الوقت.
ربما يكون عليك تغيير المكان، ليس علينا الامتثال للجميع من أجل أن يحبونا، حتى لو قمت بما يطلبوه وغلطت مرة واحدة معهم في المستقبل سينبذونك.
وأنا اتحدث من تجارب شخصية وليس من فراغ، اليوم اصبحت لا اهتم من لا يحترم قيمي ومبادئ وأفكاري ولا أحاول كسب محبتهم المزعومة بالتنازل على تفكيري.
مسألة التوازنات أحيانا تضعنا في وضع محرج، خاصة لو مسألة تعتبر أخلاقية كمثل الموقف السابق، في الماضي حدث موقف بأن شخص طلب مني مبلغا من المال وكان يلح عليا بكثرة ووافقت على مضض ليس لسبب لأني أعرف إسلوبة بأنه يعيش بنفس الطريقة مع كل الناس ولا يتحرك ساكنا، وكان من النوع الذي يستدرك الناس بإسلوبة بل من الممكن أن الناس تراك بنظرة غير حقيقة بالمرة من طريقة كلامة حين يرفض شخص إقتراضة، وحدث ما كنت أخشاه من أخذ الأموال ولم يردها، وطلب مني مره بعد مرة بل وصل به الأمر بأنه أساء لصورتي أمام الناس بشكل لا يمت للحقيقة بصلة حينها صممت على موقفي من البداية ولم أعير لكلامهم إهتماما، يكفيني هنا رضا النفس وليس رضا الناس
في الحقيقة عندما كنت طالب تعرضت لنفس المشكلة حتى أنني تعرضت لمضايقات من الطلبة وتهديدات واضحة بالضرب إن لم أقم بمساعدتها بغش الامتحان وأنا زدت عنداً فأنا أرى بأن لا يحق لأي شخص من سرقة مجهودي لذا منعت الطلبة من الغش مني لأتفاجئ بدخول المدرس المراقب بورقة تحوي على نموذج الإجابة فقط ليكافئ المدرس كل الطلبة بغش الامتخان كله بهدف أن تنتهي اللجنة سريعاً ويعود خز لمنزله.
لا يمكن أن يكون الفرد محط كره جماعي فهذا معناه أنك في مدرسة كل من بها فاسد بالطبيعة وهذا ليس صحيحا، فلست الوحيد الذي ترفض الغش سواء كان منك أو لك ولو خسرت الأشخاص الذين يفضلون الغش فأنت على الجانب الأخر ستكتسب أصدقاء مثلك لا يحبون الغش. وأن يكون لك موقفا ثابتا من البداية هذا سيوفر عليك عناء تكرار الموقف لأنك لو تساهلت مرة وقبلت بأن يغش منك هذا معناه أنه سيطلب أكثر من مرة بل وستجد غيره يطلب أيضا، لذا عليك أن تكون واضحا في الرفض ولو تمادى الشخص أخبره بكل هدوء أنه لو لم يتوقف ستخبر المراقب ولو تمادى بالفعل بعدها أخبر المراقب ولا تخشى من عواقب هذا التلميذ لأنه لو تمادى في أي فعل سيكون هو الملام وسيتم تأديبه من قبل المدرسة.
هذا بالفعل كان مبدأي في موضوع الغش أني لا أريد أن أقوم به ولا أن أسمح لأحد أن يغش مني لكني لا أستطيع انكار اني قمت بذلك في بعض الأحيان البسيطة وبصراحة أندم على ذلك وأطلب المغفرة من الله لأني أعلم وكنت أعلم حرمة هذا الموضوع، والتغشيش بشكل خاص حدث معي كثيرًا بالفعل وكانت طريقتي في التعامل هي إذا استطتعت أن أتجاهل الشخص بحيث أستطيع التركيز أقوم بذلك لكن على سبيل المثال كان الشخص الذي يجلس خلفي في امتحانات الجامعة مزعج جدا وكان يصر على شغلي حتى استسلم له وازيح الورقة بعض الشيء جانبًا حتى استطيع التركيز على الإجابة.
لا أتذكر طوال مسيرتي الأكاديميّة أنّني لجأت يومًا للغش ولكنّني كنت دائمًا ما أتعرّض لمن يريدون الغش مني وهو أمر ليس سهلًا التخلص منه. كنت في هذه الحالات أحاول بطريقة غير ملحوظة أن ألفت انتباه المراقب للزميل الذي يحاول الغش. وفي حال فشل ذلك فإنّني أكمل ما أعمل عليه مع إهمال الشخص الذي يحاول الغش. أعتقد أنّه لا حل وسط في هذا المجال فإمّا الانخراط في مساعدة الغشاش أو الامتناع عن ذلك. وأنا أرى أنّه لا حل أكثر أخلاقًا من تطنيش الفرد الذي يحاول الغش مهما كانت النتائج.
التعليقات